الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كثيرون يستهينون بـ أكثر ما يدخل الجنة.. علي جمعة: بـ عملين فقط

الكثيرون يستهينون
الكثيرون يستهينون بـ أكثر ما يدخل الجنة .. علي جمعة

أكثر ما يدخل الجنة ، ورد أن الإسلام دين يسير وأكرم الله تعالى هذه الأمة من خلال بعض الطاعات والقُرَب التي غالبها يسير سهل على المسلم، لكن جزائها وثوابها أن تدخل الجنة التي عرضها السماوات والأرض.

أكثر ما يدخل الجنة ، قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن ما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أنه أرشدنا إلى كل ما فيه خير لنا، وكل ما يُدخلنا الله سبحانه وتعالى به جنته، ونهانا عن كل ما فيه شر لنا، وما يليقنا في نار جهنم.

اقرأ أيضًا..

أكثر ما يدخل الجنة ، وعنه أوضح «جمعة » عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أخبرنا عن أكثر أمرين يُدخلان الناس الجنة، وهما تقوى الله وحُسن الخُلق، وكذلك قد حذر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من أمرين يعدان من أكثر ما يُدخل الناس نار جهنم، وهما الأجوفان ، أي الفم والفرج.

 أكثر ما يدخل الجنة ، وعليه دلل بما ورد في سُنن ابن ماجه، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله تعالى عنه- قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ فَقَالَ: «تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ»، وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ، فَقَالَ: «الأجوفان : الْفَمُ وَالْفَرْجُ» .

وأشار إلى أن هناك الكثير من الأحاديث في سُنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- التي تدعو إلى الصدق، وتأمر به، فقد ورد عن عبادة بن الصامت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ، وعليكم بالصدق فإن الصدق بر، والبر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا». [رواه البخاري ومسلم].

6 أمور تدخلك الجنة
واستشهد بما ورد في صحيح ابن حبان قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اضمنوا لي ستا أضمن لكم الجنة. اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم»، وفي مصنف ابن أبي شيبة، عنه - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «يطوي المؤمن على الخلال كلها غير الخيانة والكذب».

وتابع: وعن صفوان بن سليم قال : «قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم- : أيكون المؤمن جبانا؟ قال: نعم. قيل: أفيكون بخيلا؟ قال: نعم. قيل: أفيكون كذابا؟ قال: لا». [موطأ مالك]، وعن أبي ذر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أول من يدخل الجنة التاجر الصدوق». [المصنف لابن أبي شيبة].

وأضاف أنه قد امتدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الذين بلغوا في الصدق مبلغا من أصحابه فعن أبي ذر قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما تقل الغبراء ولا تظل الخضراء على ذي لهجة أصدق وأوفى من أبي ذر شبيه عيسى بن مريم». [صحيح ابن حبان].

ودلل بما جاء في المستدرك على الصحيحين، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وأن الكذب ريبة»، وقال - صلى الله عليه وسلم-: «كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق وأنت له به كاذب»، [أبو داود والبيهقي]. وعنه - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إن شرار الروايا روايا الكذب، ولا يصلح من الكذب جدًا ولا هزلًا، ولا يعد الرجل ابنه ثم لا ينجز له». [سنن الدارمي].

وأشار إلى ما روي عن ابن عجلان «أن رجلا من موالي عبد الله بن عامر حدثه عن عبد الله بن عامر أنه قال : دعتني أمي يوما ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- قاعد في بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: وما أردت أن تعطيه ؟ قالت : تمرا ، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة». [مصنف ابن أبي شيبة].

واستطرد: إذا تقرر ما سبق نعلم أن الصدق نجاة وقوة لأن الصادق لا يخشى من الإفصاح عما حدث بالفعل؛ لأنه متوكل على الله، والكذاب يخشى الناس، ويخشى نقص صورته أمام الناس، فهو بعيد عن الله، وقد قيل في منثور الحكم : الكذاب لص؛ لأن اللص يسرق مالك، والكذاب يسرق عقلك، وقال بعض الحكماء : الخرس خير من الكذب وصدق اللسان أول السعادة. وقيل : الصادق مصان خليل، والكاذب مهان ذليل، وقد قيل أيضا: لا سيف كالحق، ولا عون كالصدق.

صفات أهل الجنة في الدنيا
أولًا الإيمان بالله تعالى: يتّصف أهل الجنة بإيمانهم وتصديقهم ويقينهم بالله سبحانه، إضافةً إلى الإيمان بالملائكة، والكتب، والرسل عليهم الصلاة والسلام، واليوم الآخر، والقدر بما يتضمّنه من الخير والشر، ولا بدّ أن يكون الإيمان بالخضوع والاستسلام التام لله، والانقياد له، بجميع الأقوال والأعمال.

ثانيًا: الإعراض عن اللغو: ويقصد باللغو الكلام الذي لا فائدة تتحقّق منه، إضافةً إلى أن اللغو يشمل الأفعال التي لا تشمل الخير والفائدة، قال تعالى في وصف أهل الجنة: «وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ»، فالطامعون في نيل الجنة يستغلّون أوقاتهم فيما يحقّق لهم الفائدة، ويعرضون عن كل أمرٍ لا ينالهم به بر وخير.

ثالثًا: أداء الزكاة: ويقصد بالزكاة أحد أمرين؛ فإما أن تكون الزكاة المتعلقة بالأموال بأداء ما يجب فيها حقًّا لله سبحانه، وإما أن المقصود زكاة النفس بالأقوال والأفعال الصائبة.

رابعًا: حفظ الفروجأهل الجنة يحفظون فروجهم عن الوقوع في المحرّمات من الزنا واللواط وغير ذلك من الفواحش، طاعةً وامتثالًا لأوامر الله سبحانه، إضافةً إلى حفظ ما يؤدّي إلى المحرّمات من النظر واللمس، ويستثنى من ذلك ما أحلّه الله.

خامسًا: أداء الأمانة: فالطامعون في الجنة حافظون للأمانات من الأقوال والأفعال والأعين، إضافةً إلى حفظ العهود المتعلّقة بالغير؛ كالنذر لله، والعهود بين الناس، أي أن حفظ الأمانات وأدائها يتعلّق فيما بين العبد وغيره من الناس، وفيما بين العبد وربه.

سادسًا: التقوى: ويقصد بها مراقبة الله -سبحانه- في السر والعلن، وتجنّب الأمور القبيحة السيئة خشيةً منه ومن عذابه، قال تعالى: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ».

سابعًا: الصدق: قال تعالى: «قَالَ اللَّـهُ هَـذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا»، وقال الرازي شارحًا الآية السابقة: «اعلَم أنه تعالى لَمَّا أخبر أن صدق الصادقين في الدنيا ينفعُهم في القيامة، شرح كيفية ذلك النفع، وهو الثواب، وحقيقة الثواب أنها منفعةٌ خالصةٌ دائمةٌ مقرونةٌ بالتعظيم».

ثامنًا: التوبة: إذ وعد الله -سبحانه- التائبين بالجنة، إكرامًا منه وتفضّلًا، فالتوبة ماحيةٌ وجابّةٌ لما قبلها من الذنوب والمعاصي، وترك الواجبات والفرائض.