الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جمهورية الموز.. قصة أغرب مصطلح سياسي يستخدمه السياسيون

جمهورية الموز
جمهورية الموز

وصف حاكم ماريلاند لاري هوجان، سلوك الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب بأنه يشبه لما يحدث في "جمهورية الموز"، وذلك مع استمرار رفضه الاعتراف بالهزيمة في انتخابات الرئاسة أمام الديمقراطي جو بايدن، زاعما حدوث تزوير انتخابات.

وهنا يتساءل البعض عن معنى مصطلح "جمهورية الموز" الذي عاد إلى الواجهة مع تصريح هوجان، خاصة لأنه غير متداول في الأوساط العامة، ويستخدمه السياسيين خاصة، وذلك عند انتقاد الأوضاع في بلاد ما 

ويعد مصطلح جمهورية الموز هو كلمة ساخرة تطلق للانتقاص من دولة غير مستقرة سياسيا، وليس لها ثقل سياسي واقتصادي بين دول العالم، إذ يعتمد اقتصادها على عدد قليل من المنتجات كزراعة الموز مثلا، ومحكومة بمجموعة صغيرة ثرية وفاسدة. 

ولا يزال البعض يستخدمه غالبا بطريقة ساخرة لوصف بعض حكومات بعض البلدان في أمريكا الوسطى ومنطقة بحر الكاريبي، بل يتسع ليشير إلى دول أمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا.

فيما يظهر هذا المصطلح من حين إلى آخر، مع حدوث تزوير في انتخابات دولة ما، وهو الهدف الذي يسعاه إلى تأكيده الرئيس ترامب بتوضيح أن هناك نتائجًا فاسدة لصالح جو بايدن، كما حدث في انتخابات 1876 المتنازع عليها.

أصل مصطلح "جمهورية الموز" صاغه الكاتب الأمريكي أوليفر هنري وذلك في القرن الـ 19، للإشارة إلى هندوراس في كتابه "الملفوف والملوك" الذي صدر عام 1904.

وجاء ذلك من خلال حديث هنري في كتابه الذي جاء كمجموعة قصص قصيرة تجري أحداثها في أمريكا الوسطى، عن الحكومات الديكتاتورية التي تسمح ببناء مستعمرات زراعية شاسعة على أراضيها مقابل المال، حيث أطلق عليهم "جمهورية الموز".

وتحدث هنري في كتابة عن كيف كانت شركات الفاكهة الأمريكية تمارس نفوذًا غير عادي على سياسات هندوراس، خاصة عندما رغبوا  في زراعة الفواكه، لكنهم فشلوا في ذلك بسبب الطقس البارد.

ومع التفكير طويلا وجدت هذه الشركة الأمريكية الحل وهو الذهاب إلى هندوراس، لزراعة الفاكهة في هذا البلد الموجود بأمريكا الوسطى والذي يتميز بطقس حار.

وبالفعل بدأوا في تشييد الطرقات والموانئ ومد السكك الحديدية مقابل الحصول على الأرض لزراعة الفاكهة، كما دعموا انقلاب ضد حكومة هندوراس، وساهموا في تنصيب رئيس آخر حليف لهم. 

أما الاستخدام الحديث للمصطلح فجاء لوصف أي نظام غير مستقر أو ديكتاتوري، وخاصة عندما تكون الانتخابات فيه مزورة أو فاسدة، ويكون قائدها خادمًا لمصالح خارجية.