الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بين أحضان التماسيح.. رحلة شابين مصريين من الصعيد للمتوسط عبر النيل.. فيديو

عمر الجلا - عمر حسام
عمر الجلا - عمر حسام

لم يتملك اليأس من مغامرين مصريين نتيجة الإجراءات الاحترازية للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، ولم يتركا أنفسهما ضحية للكسل والترهلات، وقرر "العمرين" شق طريقهما عبر نهر النيل بقارب التجديف في رحلة توعوية من جنوب مصر إلى البحر المتوسط.

في مقابلة مع موقع «صدى البلد» يحكي «عمر الجلا» عن المغامرة المشتركة التي خاضها برفقة صديقه «عمر حسام» بعدما توقفت رحلاتهما التجديفية نتيجة تفشي فيروس كورونا.

 

وبمجرد رفع الحظر انطلق الثنائى في رحلة بقارب تجديف صغير (كاياك) استغرقت 43 يومًا من أمام معبد أبو سمبل في أسوان وحتى البحر المتوسط قطعا فيها مسافة 1500 كم خلال النيل.

بين أحضان التماسيح

عندما تفكر في رحلة عبر النيل، فإن أول ما قد يخطر على بالك هي تلك الحيوانات المفترسة الراقدة تحت المياه، والتي سببت قلقًا شديدًا للمغامرين المصريين قبل بدء الرحلة تحسبًا لظهورها أمامهم كما يتردد على مسامعهم من المحذرين.
اقرأ المزيد:

لكن ما لا يعلمه الكثيرون أن التماسيح لا تدخل إلى عمق المياهؤ بل تترامى على الأطراف، وهو ما جعل رحلة الشابين آمنة مستقرة إلا من تيار الرياح المعاكس، والذي جعل الرحلة أشد إرهاقًا.




التمساح خجول بطبعه

يقول عمر الجلا لصدى البلد: "عدينا من بحيرة ناصر.. خفنا في البداية لكن خفر السواحل طمنا وفهمنا إن التماسيح بتكون على الأطراف واحنا في عمق المياه.. فمش هنقابلها".

وبالفعل لم يقابل الثنائى أية تماسيح طوال الرحلة، حيث أوضح عمر أن "التمساح خجول بطبعه.. والناس بتشوفهم بصعوبة"، مؤكدًا: "مع نهاية الرحلة كنا بتمنى نشوف تمساح واحد بس".



وبقاربهما الصغير مر المغامران عبر المحافظات المصرية، يملأن جعابهما بمعايشة الثقافات المختلفة، فانعكس حماسهما على وادي النيل، وتصبغت بشرتيهما بلونه، مجسدين انعكاس لصورة رائعة عن الجمال الخفي حول ضفاف النيل.

"شوفنا مصر بطريقة مختلفة.. وهدفنا تشجيع سياحة التجديف"

تتردد على مسامعنا جمل مثل "أريد رؤية العالم"، ولم يفكر قائلها في رؤية ما حوله من جمال أولًا، وقد أثبت المغامرين المصريين برحلتهما أن النيل يخفي من الجمال الطبيعي ما يفوق الخيال، فهناك مناطق يقول الحلا عنها: "حسيت كأني مش في مصر"، مضيفًا عن رحلتهم: ""شوفنا مصر بطريقة مختلفة".



وهو ما انعكس على هدفهما من دعم وتشجيع سياحة التجديف عبر نهر النيل في مصر، وهي الهواية والرياضة المهمَلة، والتي يمكنها دعم تنشيط السياحة بشكل كبير، خاصة بعد تفاعل الكثيرين مع المغامرين وتتبع آثارهما، بالشروع في بدء رحلاتهم الخاصة.



وبالفعل استطاع الثنائي تحقيق هدفهما التوعوي بكيفية المحافظة علي المياه داخل 14 محافظة مطلة على نهر النيل من أقصي جنوب مصر لأقصي شمالها.

في رسالة منهما للشعب المصري بأهمية الحفاظ علي مياه النيل، وعدم الإسراف في استخدام المياه والحد من إلقاء المخلفات بالنيل خاصة المواد التي تحتوي على البلاستيك غير القابل للتحلل.

جدعنة المصريين على ضفاف النيل

 "قبل ما نستأذن كانوا بيقدمولنا الأكل ويمسكوا فينا"، يحكي الجلا عن مواقف شتى قابلها وصديقه خلال رحلتها عبر 14 محافظة، تعكس كرم المصريين مع كل من عرفوه أو لم يسبق لهم معرفته، ففتحوا أبوابهم للشابين ليبيتا في أمان، وفرشوا موائدهم بخيراتها أمامهما.

قدم عمر الجلا نصائح لراغبي ممارسة التجديف، من خلال الإشارة إلى وجود 4 نوادي مخصصة بالفعل في مصر، وطالب المسئولين بضرورة تشجيع سياحة التجديف عبر النيل في مصر لإبراز الجمال الخفي.