الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مفاجآت السيسي للمصريين في توشكى الجديدة!


مليارات الأمتار من المياه، مئات الآلاف من الأفدنة الصالحة للزراعة بطريقة الأورجنيك القليلة جدا في مصر، مجتمع سكنى جديد بفكر زراعى صناعى سياحى متطور، امتداد مصرى جديد لتوسيع الرقعة العمرانية.. هذه بعض من سمات الخير في توشكى الجديدة، الذي أعاد لها الرئيس السيسي الحياة بعد موت، ضمن فكر الدولة المصرية الوطنية، التى لا تهتم بخلفيات المشروع، فالأهم محاولة استثماره، لأن المشروعات لا ترتبط بأشخاص بل بأمة، وما يحدث الآن في توشكى يدعو للأمل والفخر بحق، فهى تتحول بالفعل لتكون الدلتا الجديدة،  ومدد جديد لتحقيق الاكتفاءات الذاتية في محاصيل استراتيجية.


معروفة الخلفيات السلبية لتوشكى في الصورة الذهنية المصرية، منذ تردد اسمها في المنتصف الثانى للتسعينيات، حتى أن أحد التقارير السرية للجهاز المركزى للمحاسبات، التى تم الكشف عنها في 2014، مع إعادة دراسة المشروع، كشفت عن إهدار 6 مليارات جنيه، بلا أية عوائد حقيقية، ومن هنا بدأت تطوير الرؤية لاستثمار المتاح وتعظيم المكاسب والإيجابيات بعد حل السلبيات، وبالفعل تم وضع خطة مبهرة لإعادة توشكى للحياة، ووفق ما لدى فإن الرئيس السيسى يتابع بنفسه وتيرة الأعمال الاستثنائية التى تتم هناك، وسط أنباء عن إنه من المتوقع أن يزورها الرئيس خلال الشهر المقبل، لو تم إنجاز العمل هناك بالسرعة اللازمة، والرئيس وفريقه يعجلون العمل هناك بشكل كبير جدا حتى يري المصريون خيرات توشكى في أقرب وقت.


وبالفعل تمت مضاعفة الآلات والمعدات العاملة هناك لتسريع عمليات مد ترع وتفريعات المفيض، لاستثمار مياهه، التى لا تستفيد منها مصر بشكل كبير، وتذهب هباء في البخر وبعض الصيد وتغذية الخزان الجوفي بالصحراء الغربية، ولا ننسي الدور الاستراتيجي الكبير للمفيض، والذي أنقذنا من مشاهد عانى منها أشقاؤنا السودانيون مع الفيضان الأكبر للنيل خلال الخمسين عاما الماضية.


ومن هنا كان التأكيد من جديد على ضرورة استثمار هذه الكمية الضخمة من المياه، في زراعات استراتيجية عملاقة، حيث ستحقق توشكى حلم الاقتراب من الاكتفاء الذاتى من القمح بشكل كبير، فلن نحتاج إلا لاستيراد أقل من ربع الكمية التى نحتاجها من القمح فقط بعد خيرات توشكى.


أصوات الآلات وضجيج المعدات في أيدى العمال بإشراف المهندسين وبتنسيق مع الشركات المصرية العاملة هناك، لا ينقطع في توشكى، ويصل لأسوان التى تبعد عنها حوالى ستين كيلو، لإنجاز أمل جديد لمصر والمصريين، يضاهى سد عال صغير وقناة سويس جديدة، لكنها عذبة هذه، ليحقق حلم الدلتا الجديدة، وليعيد الأمل في وادٍ جديد حقيقي، لا اسم فقط.


ووفق خريطة مشروعات مصر، فإنه تم حتى الآن إنجاز تنفيذ (51) عمارة إسكان متوسط بإجمالي (612) وحدة، والانتهاء من منطقة صناعية بمساحة 19.1 فدان: تشمل  36 قطعة أرض للصناعات الصغيرة والمتنوعة بمساحات تتراوح من 500 متر مربع إلى 650  مترا مربعا - و29 قطعة أرض ورش حرفية بمساحات تتراوح من 300 متر مربع إلى 500 متر مربع ووحدة إطفاء ونقطة اسعاف ومعارض أنشطة تجارية ومستودع بوتاجاز، وشبكة مياه الشرب بطول 11 كم (أقطار 100 - 600 مم)، ومأخذ مياه طاقة 75 ألف متر مكعب/يوم (أعمال مدنية) و 10 ألف متر مكعب/يوم (أعمال كهروميكانيكية)، ومحطة مياه بطاقة 10 ألف متر مكعب/يوم من إجمالي 75 ألف متر مكعب/يوم، وطرق المرحلة العاجلة بإجمالي أطوال 50 كم, والتغذية الكهربائية للمدينة بالكهرباء من محطة محولات توشكى (2)، وتنفيذ الموزع الرئيسي، وشبكة الجهد المتوسط والمنخفض بطول حوالي 142 كم، و(2) موزع فرعي لتغذية المحطات، وزراعة المدخل الرئيسي وبعض الطرق والمواقع لمناطق الإسكان المتوسط، وتنفيذ أعمال الحفر لزوم مصد الرياح.


يتميز مناخ المنطقة بالدفء والجفاف مما يساعد علي سرعة نضج الفواكه والخضراوات في أوقات مبكرة عن مثيلاتها في الدول المجاورة، ويتم تصدير بعض المحاصيل مثل العنب والكنتالوب والفاصوليا الخضراء للأسواق الأوروبية، مع زراعة أنواع مختلفة من المحاصيل مثل الذرة والشعير والقمح والخرشوف والفراولة والعنب، وعن الزراعة علي مياه الآبار الجوفية المنتشرة علي جانبي ترعة الشيخ زايد، فتشمل الكركديه والفول السوداني والقمح والموالح والنخيل، وعن الزراعة الشاطئية علي جانبي خور توشكي وجوانب المنخفضات، فتشمل البطيخ والكنتالوب، وهناك رافد مهم للاستثمار الحيواني، فتتميز المنطقة بانتشار المحاصيل التي تصلح كعلف للحيوان مما يؤدي إلي توافر اللحوم الحمراء والألبان وتصنيع منتجاتها، ومن أهم محاور تطوير توشكى الجديد، الاستثمار الصناعي، فيتوافر بالمنطقة ثروات معدنية كالرصاص والأحجار الكريمة والحديد، وصخور البازلت، وجارٍ إنشاء العديد من الصناعات الزراعية المكملة مثل السماد العضوي وفرز الخضراوات والفواكه وتعبئتها وثلاجات التبريد والتجميد.


الدولة تفعل الكثير، بالفعل وليس الكلام، وبقي علينا أن نغير حياتنا ونطور تراثنا ونبدل فكرنا، بالخروج لمثل هذه المساحات الجديدة من الأمل، لنبنى معا مصر الجديدة، لا بالكلمات الرنانة ولا بالأغانى الطنانة، لكن بالعمل والجهد من أجل أرض الكنانة، ويكفي أن الدولة تفعل ذلك في وقت من الممكن أن تستغله إثيوبيا، كما استغلته سابقا في الحديث عن توشكى، على اعتبار إنها مشروع كبير تستخدم فيه مصر الفائض من مياه النيل، وبالتالى فهى لن تتضرر من السد الإثيوبي، وهذه دعاوى كاذبة، فمصر من حقها الاستفادة من كل نقطة تصل لأراضيها من مياه النيل وفق الاتفاقات التاريخية، التى تسميها أديس أبابا بالاستعمارية لدغدغة مشاعر شعب، يضربه آبي أحمد بعضه في تيجراى الآن بالطائرات الحربية، لمجرد أنه طالب بحقه في الثروة، بعدما كانوا الحجة والمحرك في تنفيذ سدهم المقوض لأحلامنا وحياتنا.

فترة عصيبة، لكن مصر والمصريين صامدون في مواجهتها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط