- "مامو ميهريتو": نحن لا نتفاوض مع المجرمين.. نقدمهم للعدالة فقط
- القتال
أودى بحياة المئات وشرد الآلاف والحصيلة في زيادة يومية
-
المحللون: الحرب لن تنتهي بشكل سريع والمفاوضات والتفاهم الخيار الأسلم
-
تحذيرات الأمم المتحدة من أزمة إنسانية.. مازالت في الهواء
-
الحكومة الإثيوبية توجه صفعة للاتحاد الإفريقي برفضها التفاهم مع المتمردين
-أزمة تيجراي: لماذا هناك مخاوف من اندلاع حرب أهلية في البلد
الإفريقي؟
تصر الحكومة الإثيوبية على إن القتال واستخدام القوة،
الأداة الناجحة في إنهاء التمرد في تيجراي، وتقديم الحكام الذين وصفهم آبي أحمد، رئيس الوزراء في أديس أبابا، بالخونة إلى المحاكمة، وهو الرأي والقرار الذي يخالفه محللون ويعتبرونه انتحارًا سياسيًا لنظام أحمد وتفككًا محتملًا للبلد الإفريقي متعدد الأعراق.
قال أحد مساعدي، رئيس الوزراء آبي أحمد لشبكة "بي بي سي"، إن الحكومة الإثيوبية لن تتحدث مع قادة منطقة
تيجراي الشمالية لإنهاء الصراع هناك.
نحن لا نتفاوض مع المجرمين
وأضاف
"مامو ميهريتو" "نحن لا نتفاوض مع المجرمين.. نقدمهم للعدالة وليس
على طاولة المفاوضات"، وهو ما يقول إن قادة إثيوبيا لا يستمعون إلى مطالبات القادة
الأفارقة والدول الكبرى على مقابلة زعماء تيجراي والتفاهم معهم.
وذكر "مامو"، "إن إخواننا وأخواتنا الأفارقة سيلعبون دورًا أكثر أهمية إذا مارسوا ضغوطًا على
جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي للاستسلام ، ومن أجل ذلك ، كما تعلمون ، لا يحتاج
أحد إلى الذهاب إلى تيجراي أو ميكيلي لتوضيح هذه النقطة لهم".
وقال إن القادة
السابقين من موزمبيق وليبيريا وجنوب إفريقيا - الذين من المقرر أن يصلوا إلى البلاد
في الأيام المقبلة - لن يتمكنوا من زيارة تيجراي بسبب العملية العسكرية الجارية.
وأوضح مامو
أن الحكومة تبذل "قصارى جهدها" للسماح لوكالات الأمم المتحدة بتقديم المساعدة
للناس في تيجراي.
قتل الآلاف وتشريدهم دون ذنب
وبحسب ما ورد
أدى الصراع إلى مقتل المئات وتشريد الآلاف في الأسابيع الأخيرة، وهو ما دعا الأمم المتحدة
للتحذير من أن الصراع قد يتسبب في أزمة إنسانية.
أعلن رئيس
جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا ، بصفته رئيس الاتحاد الأفريقي ، عن تعيين ثلاثة رؤساء
سابقين لقيادة المحادثات لإنهاء الصراع.
آبي يحرجالاتحاد الإفريقي
لكن إثيوبيا
رفضت العرض ، واعتبرت عمليتها بمثابة مهمة داخلية "لإنفاذ القانون"، وهو
ما اعتبره مراقبون وصحفيون، احراجًا للاتحاد الإفريقي، ويظهر سياسة متحدية لا تحترم القواعد الدولية لنظام أدس أبابا.
ميدانيًا
وفي ساحات القتال يظهر إن القوات الإثيوبية تحقق تقدمًا على الأرض وهو ما يقوي من
أنفاس آبي أحمد وإصراره على المقاومة، والأمل
في إن تنهي قواته التمرد وتركع المتمردين سريعًا ، ليكمل مشروعاته التي يعد
بها الإثيوبيين، لكن تحليلًا أوردته صحيفة الجارديان البريطانية، يقول إن طول فترة
القتال ، لن يكون لصالح أحمد ولن يساعد على إنهاء التمرد، وربما يزيد الأمور سخونة
والتمرد الواحد إلى إثنين.
استمرار القتال ليس في صالح آبي
وعلل
التحليل ذلك، بعدد من الأمور ، الأول في
إن القوات الإثيوبية ليست في أفضل أحوالها، والثاني ، في إنها تحوي عرقيات مختلفة
منهم التيجراي الذين يحاربهم ، إضافة إلى
توسع الرفض الشعبي لاستمرار مثل هذه المعارك، وهو ما قد يضع العالم أمام سيناريو تفكك إثيوبيا.
وسيطرت القوات
الحكومية على بلدات رئيسية ، وتقول إنها تستعد لشن هجوم على ميكيلي عاصمة تيجراي.
صراع متجذر على السلطة
وما تظهره
المتابعات السياسية، يقول بأن إقدام آبي أحمد على خيار الحسم العسكري، ليس وليد
منازعة لقرار سياسي عادي أو هجوم على الجيش
ومعسكراته، بل صراع متجذر في التوتر طويل الأمد بين جبهة تحرير تيجراي الشعبية والحزب
الحاكم القوي والحكومة المركزية في إثيوبيا، فعرقية التيجراي ترى أنه تم طردها من
السلطة بعدما كانت المتحكمة في البلاد، بينما
ترى السلطة إن التيجراي لا يمكن إن تقوم لهم قائمة مرة أخرى.
وضاعت جائز السلام
عندما أجل
آبي الانتخابات الوطنية بسبب فيروس كورونا في يونيو الماضي، تصاعدت التوترات بشدة وهو ما أظهر
الركام الملتهب والذي لم تطفأه جائزة نوبل
للسلام التي حصل عليها آبي أحمد، فلازالت ترى
الجبهة الشعبية لتحرير تيجري فيه، رمز غير
شرعي ، بحجة أن وجوده في السلطة صار بغير تفويض شعبي.
في 4 أكتوبر
الماضي ، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي عن عملية ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي ، متهمًا
قواتها بمهاجمة مقر القيادة الشمالية للجيش في ميكيلي، ومن حينها تعطلت خدمات الاتصالات
والنقل .
الحسم العسكري.. هل صار قريبًا ؟
وأعلن الجيش
اليوم الأحد أنه يخطط للاستيلاء على ميكيلي، حيث قال المتحدث العسكري الكولونيل ديجين
تسيجاي لهيئة الإذاعة الإثيوبية الحكومية "المراحل التالية هي الجزء الحاسم من
العملية ، وهو تطويق ميكيلي بالدبابات وإنهاء المعركة في المناطق الجبلية والتقدم إلى
الحقول".
ما مدى سوء الوضع؟
ولا تستطيع
وكالات الإغاثة الوصول إلى منطقة الصراع ، لكنها تخشى أن يكون آلاف المدنيين قد قتلوا
منذ اندلاع القتال في بداية نوفمبر.
وقد عبر بالفعل
ما لا يقل عن 33000 لاجئ إلى السودان، وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون
اللاجئين إنها تستعد لاستقبال ما يصل إلى 200 ألف شخص للوصول خلال الأشهر الستة المقبلة
إذا استمر القتال.
ويوم الجمعة
الماضي، اتُهمت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي
بإطلاق صواريخ على مدينة بحر دار في منطقة أمهرة المجاورة، وقالت حكومة الأمهرة إنه
لم تقع إصابات ولم تقع أضرار.
لكن الحادث
المبلغ عنه في أمهرة ، التي تشهد نزاعا حدوديا طويلا مع تيجراي ، أثار مخاوف من أن
الصراع قد يمتد إلى حرب أوسع بعد إرسال قوات إقليمية لدعم القوات الفيدرالية ، وهو
ما يقول بأن المخاوف من إندلاع حرب أهلية أوسع، سيناريو قريب، يوصل إلى صورة أوضح
تقول بأن إثيوبيا قد تشهد تفككًا كما حصل
مع يوغسلافيا وخلف حروبًا مرعبة ومجازر
مازالت آلامها إلى اليوم.
مليون نازح
في غضون ذلك
، أعربت الأمم المتحدة عن مخاوفها بشأن تدفق اللاجئين إلى السودان ، والتي تقول إنها
قد تزعزع استقرار دولة تدعم بالفعل نحو مليون نازح من دول أفريقية أخرى.
ويعتقد أن
العديد من اللاجئين الذين يصلون إلى السودان هم من الأطفال، وتقول وكالات الإغاثة إن
الوقف الفوري لإطلاق النار سيسمح لها بمساعدة آلاف المدنيين الذين ما زالوا محاصرين
داخل إثيوبيا.
وتناشد وكالات
الإغاثة لجمع 50 مليون دولار (38 مليون جنيه إسترليني) لتوفير الغذاء والمأوى للوافدين
الجدد.