الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإمام الشافعي.. حكاية إقامته الدائمة في مصر وسر حبه لها

الإمام الشافعي
الإمام الشافعي

عاش عيشة اليتامى الفقراء، وحفظ القرآن الكريم فى السابعة من عمره وبدا ذكاؤه الشديد فى سرعة حفظه له، ثم اتجه بعد حفظه القرآن الكريم إلى حفظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،  ويستمع إلى المحدثين فيحفظ الحديث بالسمع، ثم يكتبه على الخزف أحيانا، وعلى الجلود أخرى.

الإمام الشافعي هو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ وهو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه ، من الأعلام الذين أناروا طريق الهداية وخدموا علوم الدين بكل ما أوتوا من نية صالحة.


هاجر الشافعى إلى المدينة المنورة طلبًا للعلم عند الإمام مالك بن أنس، ثم ارتحل إلى اليمن وعمل فيها، ثم ارتحل إلى بغداد سنة 184 هـ، فطلب العلم فيها عند القاضى محمد بن الحسن الشيبانى، وأخذ يدرس المذهب الحنفى، وبذلك اجتمع له فقه الحجاز (المذهب المالكى) وفقه العراق (المذهب الحنفى).

ثم عاد الشافعى إلى مكة وأقام فيها تسع سنوات تقريبًا، وأخذ يُلقى دروسه فى الحرم المكى، ثم سافر إلى بغداد للمرة الثانية، فقدِمها سنة 195 هـ، وقام بتأليف كتاب الرسالة الذى وضع به الأساسَ لعلم أصول الفقه، ثم سافر إلى مصر سنة 199 هـ.

وفى مصر، أعاد الشافعى تصنيف كتاب الرسالة الذى كتبه للمرة الأولى فى بغداد، كما أخذ ينشر مذهبه الجديد، والشافعى هو الإمام الملهم الذى كان له السبق فى التوفيق لأول مرة بين مدرسة أهل الحديث والأثر التى مثلها أستاذه الإمام مالك، ومدرسة أهل الرأى والقياس التى قادها أبوحنيفة رحمه الله، فجاء مذهب الشافعى وسطيا يجمع بين تقديس الآثار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاحتفاء بها والوقوف عند منطوقها وبين إعمال العقل واحترام الرأى.

 الإمام الشافعى أحب مصر حبًا صادقا حقيقيا حتى أنه قال فيها شعرا وعند ورود الإمام على الديار المصرية وجد أهلها ينقسمون بين مذهبين فبعضهم على مذهب أستاذه مالك والبعض الآخر على مذهب أبى حنيفة فعلت همته وارتقى طموحه إلى أن ينشغل المصريون بمذهب مختلف يجمع حسنات المذهبين ولا يزال الكثير فى مصر حتى يومنا هذا يتبعون مذهب الشافعى.


اعتاد الإمام أن يتلقّى الحديث في المسجد النّبويّ، وهو في الـ13 من عمره، وكان صوته عذبًا جدًّا، ويقول الحكيم بحر بن ناصر: عندما كنّا نريد أن نبكي عند استماع القرآن، كُنّا نذهب إلى الشّاب المطلبيّ، ويقصد الإمام الشّافعي.

كان الإمام فصيحًا في الكلام، وعلى معرفة واسعة باللّغة العربيّة، وصاحب نظرة عميقة في مبادئ الحديث، وفهم عميق لتميّيز الحديث الصّحيح من غيره.

من مؤلفاته كتاب الأم وهو واحد من أعمال الإمام الشافعي ولكنّه نسب إلى تلميذه الربيع المرادي، وكتاب الرّسالة أوّل كتاب للإمام الشافعي في موضوع أصول الفقه، وكُتب بناءً على طلب عبد الرّحمن المهدي، وكتاب الإملاء.

وتوفى الإمام الشافعى بالقاهرة عام 820م، ودفن فى ضريحه بعد أن صلت عليه السيدة نفيسة حسب وصيته وكان يجلها ويحترمها ويسألها الدعاء وخاصة عندما يمرض وكان كثيرا ما يمرض على أنه رغم ضعف جسده تميز بقوة الإيمان والتبحر فى العلم وعرف بالصلاح الشديد فلقبه الصوفية بالوتد وكان بالفعل وتدا فى الفقه والدين والعبادة رحمه الله رحمة واسعة.