قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الصندوق الأسود.. هل ظل السيناريو داخل الصندوق؟


"أنا مبسوطة إن منى زكي رجعت تعمل أفلام تاني" هكذا قالت إحداهن في بداية أحداث الفيلم عندما ظهرت البطلة على الشاشة، كان ذلك جزء من حديث ثلاث فتيات كن يجلسن خلفي في صالة العرض، حيث ذهبت لمشاهدة فيلم "الصندوق الأسود" قصة وإخراج محمود كامل وسيناريو وحوار أحمد وهيثم مصطفى الدهان، وبطولة منى زكي ومصطفى خاطر ومحمد فراج.


ربما تكون من حسنات الفيلم القليلة جدا هي عودة واحدة من أهم نجمات السينما المصرية في العشرين سنة الأخيرة وهي الممثلة الموهوبة منى زكي.


سأتحدث قليلا خارج سياق "الصندوق" وتحديدا عن البطلة، منى تعود بعد أربع سنوات وهي فترة غياب كبيرة في مرحلة عمرية هي المفترض أن تكون قمة العطاء الفني والتواجد ولكن يبدو أن منى وأبناء جيلها سيواجهون مشكلة كبرى في العودة المكثفة تتعلق بالتغييرات الإنتاجية الكبيرة التي طرأت على صناعة السينما الحالية تغييرات وصلت لكيانات إنتاجية تاريخية في السينما المصرية ولكن ممكن القول إن التغييرات لم تترك أحدا، فالجميع يعمل وفق قواعد جديدة، وللأسف تلك التغييرات للأسوأ وليس للأفضل! على سبيل المثال الفيلم حتى وقت قريب كان يستغرق تصويره من 4 إلى 7 أسابيع الآن أن تتحدث عن ثلث وليس نصف هذا التوقيت معظم الأفلام أقل من أسبوعين تصوير!! ولك أن تتخيل النتائج الفنية لذلك! جودة العمل لا يمكن أبدا أن تقوم على "الفهلوة".


أعود إلى الصندوق والحمد لله أنني خرجت سالما ولم أختنق داخله! الفيلم كنت أتوقع أن يكون أفضل مما شاهدته ولكن يبدو أن العوامل الإنتاجية التي أشرت لها سابقا كانت من الأسباب التي أدت لضعف المستوى الفني إلى جانب السبب الرئيسي وهو السيناريو المرتبك.


الفيلم متوسط فنيا ويذكرك بأفلام السهرات التليفزيونية، والتي ظهرت في الماضي، حيث كان التليفزيون المصري رائدا في إنتاجها وهي أفلام أقرب للسهرات التليفزيونية ولكنها لا تستطيع أن تنافس في شباك تذاكر السينما وتبتعد عن كثير من عناصر الإنتاج السينمائي، بالمناسبة ستشاهدون تلك النوعية كثيرا على المنصات الإلكترونية الفترة القادمة.


الفيلم لم يلب طموح كثيرا من الجمهور وتستطيع بعد مرور وقت قصير أن تستمع إلى تعليقات سلبية داخل صالة العرض، خاصة النهاية المتواضعة فنيا، السيناريو كان حائرا وغير واضح في معظم الأحداث، البداية كانت مع البطلة فقط في عدة مشاهد ما بين مستشفى إلى كافيه ثم منزل وهي تعريف بالشخصية، في البداية يشحن المخرج مشاعر التوتر بمشهد في المصعد للبطلة وهي تخرج سريعا مختنقة! كأن هناك حدثا ما مرتبط به! ولكن لا يهم، نستمع في مشهد آخر لقضية رأي عام كبرى، ممكن القول إنها مقدمة غير ضرورية، ولكنها بدت أنها ترحيب بالبطلة، وتم نسيان التعريف بباقي الشخصيات في الفيلم ووجدنا السيناريو يحاول جاهدا فيما بعد إلقاء بعض المعلومات عن الشخصيتين الرئيسيتين خلال الأحداث! ولكنها لم تكن كافية وظل هناك شيئا ما ناقصا لشخصيات العمل.


وفجأة ننتقل إلى منزل البطلة لنستكمل معها باقي الأحداث المثيرة والمشوقة، والتي تنذر بكثير من التشويق والإثارة ولكن للأسف لم تكتمل بنفس قوة جزء المواجهة بين البطلة واللصين، فيتم اختلاق مشاهد غير مقنعة لملء الأحداث مشاجرة "ساذجة" بين اللصين! مشهد حلم "عجيب" للبطلة لا نعرف ضرورته! مشهد صديقتها والتي تعود بعد وقت قصير رغم أنها أخبرتها أنها ستنام! خروج أحد الأبطال إلى المستشفى لزيارة والده وعودته، رغم صعوبة الموقف!!


هناك أفلام جريمة كثيرة تدور أحداثها داخل لوكشن واحد بين عدد محدود من الممثلين، ولكن السيناريو يكون أكثر حبكة وتشويقا طوال مدة العرض!


من أفضل عناصر الفيلم التمثيل منى زكي بذلت مجهودا كبيرا وكانت مقنعة جدا في تجسيد السيدة الحامل والتي تقاوم حتى اللحظة الأخيرة.


أما مصطفى خاطر فيحاول تقديم نفسه كممثل بعيدا عن الكوميديا في دور تراجيدي وهي مخاطرة لأنه نجم كوميدي في ذهن الجمهور، لم يقنعني في بعض المشاهد البكائية لأن السيناريو لم يخلق تعاطفا كافيا لتلك الشخصية المظلومة! ولكن أتمنى ألا يذهب في شخصياته بعيدا بنسبة كبيرة عن الكوميديا، الحمهور لا يزال يفضله في الأعمال "اللايت".


محمد فراج مستوى جيد جدا وأدى الشخصية بتمكن، ومن أفضل مشاهد الفيلم إثارة ونفذه المخرج بشكل جيد المواجهة بين محمد فراج ومنى زكي.