سيارة مرسيدس قديمة مشهورة بين المصريين على مدار القرن الماضي بإسم "الخنزيرة" تعمل تاكسي في شوارع المحروسة.. فهي ليست سيارة عادية بل فريدة من نوعها ونادرة، بدأت قصتها مع صاحبها منذ أكثر من 40 عامًا لتكون رفيق رحلة البحث عن الرزق، و يركب بداخلها كبار المشاهير من المصريين والأجانب، و من هنا كان لقب صاحبها المعروف به "طارق الخواجة".
أكد عبد الظاهر السيد الشهير بطارق الخواجة صاحب أقدم تاكسي مرسيدس "خنزيرة" فى مصر لموقع صدي البلد الإخباري، أنه يعمل فى هذه المهنة منذ أكثر من 42 عامًا، قائلًا:"كانت معي سيارة مرسيدس E200 موديل 76 ولكني قمت بتكهينها وتخريدها بعد قررات بطرس غالي باحلال وتجديد التاكسي و كانت بدركسيون باور و فتيس مانوال "يدوي".
و تابع:" قمت بعدها بشراء السيارة الحالية وهى نفس موديل "الخنزيرة" ، و رغم أنها قديمة ولكنها متينة و تتحمل أكثر من السيارات الحديثة و تكييفها يعمل بكفاءة غير عادية حتي الآن، و لا تعطل كثيرًا أذهب للميكانيكي فقط لتغيير الزيوت، إنها سيارة معمرة وفخر للصناعة الالمانية ، أعمل بها أكثر من 10 ساعات يوميًا، و أسافر بها كل المحافظاتعلى سرعة 160 كيلو فى الساعة بأداء جبارمن شرم الشيخ وسانت كترين ونويبع والعريش بسهولة كأنني ذاهب للعتبة أو رمسيس".
وأضاف طارق الخواجة الذى ولد بمنطقة القلعة عام 1960 أنه يعشق قيادة السيارات منذ كان فى الصف الثالث الابتدائى وبدأ قيادة السيارات فعليًا فيالصف الخامس الابتدائى، ثم سيارة فيات "إردة" موديل 1951، حيث كان يضع حجر ضخم ليستطيع الوصول بقدميه لدواسةالبنزين والفرامل والدبرياج، وبعد الإنتهاء من ذلك عمل على تاكسي وكانت ماركته وقتها فيات ديولكس، و لديه 4 أبناء أحدهميعمل ميكانيكي.
" لن أبيع التاكسي المرسيدس (الخنزيرة) أبدًا..و لن أفرط فيها مهما كانت المغريات"، بهذه الكلمات عبر الخواجة عن حبه الشديد لسيارته التاريخية، و كشف أن سعرها حاليًا يتجاوز الـ 158 الف جنيه لحالتها النادرة و عملها بكفاءة مطلقة، وهو الأمر الذى دفع قناة ألمانيةلتصوير تقرير بالكامل عنها، كما أن مرسيدس العالمية عرضت عليه شراء السيارة و إستبدالها بأخري جديدة موديل العام،بعدما أخبروهأن سيارته هى الأقدم فى العالم وسط سيارات التاكسي فى مصر و العالمكله، فكان رده:"رفضت استبدالها بسيارة مرسيدس حديثة يتجاوز سعرها المليون جنيه، لأنياعرف قيمة سيارتي جيدًا .
ويتذكر الخواجه أيام الزمن الجميل: "أول بنديرة اشتغلت بها كانت بـ 12 قرش عند تشغيل العداد وثلاثة قروش لكل كيلومتر، و ركب معايا مشاهير كثيرين مصريين، منهم منسق هيئة الاستثمار الانجليزي عام 1997 أحد كبار المشاهير فى انجلترا، ومن المصريين الفنان فاروق الفيشاوي كان يعطيني 100 جنيه فى كل مرة و يعاملني باحترام شديد وخلق عالى، والفنان الكوميدي محمد فرحات الشهير باسم الدكتور شديد كان يذهب معي من التحرير للزمالك يوميًا مقابل ثلاث جنيهات، و من المشاهير المتواجدين بإستمرار الفنانة متجدة الخطيب وبطل الاسكواش العالمي جمال عوض".
و تناول صاحب أقدم سيارة مرسيدس "خنزيرة" فى مصر قصة أكثر موقف أثر فيه فيما يتعلق بالأمانة، عندما كان يوصلرجل أعمالكوري ظل معه طوال اليوم يتجول بالمناطق السياحية مثل الأهرامات وغيرها،وفي نهاية اليوم أوصله للفندق الخاص به و لكنه فوجئ لدى عودته لمنزله أن السائح قد نسي شيئًاما داخل علبة صغيرة، فقرر سائق التاكسي الأمين الذهاب للفندق فورًا و البحث عن صاحبها حتي وصل إليه،
و أعطاه الأخير"بقشيش" بقيمة 50دولار، إلا أنه رفض الحصول عليها.
و فى صباح اليوم التالي أوصل نفس الرجل السائحإلى المطار فأعطاه 100 دولار أمريكي، ليختتم السائح كلماته:"لقدغيرت الصورة الذهنية المأخوذة عن سائقي التاكسي هنا".
أما "القبعة الشهيرة" التى يلبسها الخواجه فيعود تاريخها لعام 1988 بعدما ركب معهسائحياباني يرتدي قبعة مكتوب عليها اسم، ليكتشف لاحقًا أنه لاعب ومدون عليها اسمه، إلا أن الأخير قرر إهدائها لطارق كهدية، ومن وقتها لم تفارقه لحظة.