الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زيارات الشو الإعلامي


بعض القيادات تحتاج إلى إعادة صياغة لثقافة التعامل مع الآخر . خاصة إذا كان هذا الآخر مرؤوس لسيادة القائد الهمام الذي أنجبته والدته  عالمأ فذا  أو وزيرا أو محافظأ أو قيادي يهابه الجميع وينافقه العديد منذ أن كان جنابه في اللفه يرتدي البامبرز  أو يتعامل مع بنطلونه ... 
مهند ذلك الطفل من ذوى الإحتياجات الخاصة الذي طالب  الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن يتم تدريس مادة "احترام الآخر" فى المدارس والجامعات  خلال كلمته فى احتفالية "قادرون بإختلاف"  والتى عقدت بقاعة المنارة، لأصحاب الهمم وذوى الاحتياجات الخاصة .. 
كنت سعيدا جدا  عندما لاحظت السعادة علي وجه الرئيس الذي أمسك بالمايك ورد قائلا : "يا مهند هانعملها فورا فورا .. 
حينها طالب الرئيس من وزير التربية والتعليم الإهتمام برأي مهند وتدريس مادة القيم والأخلاق في المدارس وبث روح الأخلاق الحميدة في الصفوف الأولي وفعلا تم ذلك .. كنت أتمني أن يطلب الرئيس من وزير التنمية المحلية  اللواء محمود الشعراوي  المسؤول الأول عن المحافظات والمحافظين ان تدرس الفكرة في المحاضرات التثقيفية التي يتم تدريب المحافظين عليها عند اختيارهم . وأن يكتسبوا  صفات الرئيس في التعامل مع المرؤوسين  و يدرب عليها السادة المحافظين في فترة التدريب الأولي لهم علي القيام بأعمال المحافظة قبل استلامهم العمل . وكنت قد تابعت بعضها حينما كنت ضمن فريق المستشاريين الاعلاميين لوزير التنمية المحلية الاسبق  دكتور هشام الشريف .. كانت المحاضرات التثقيفية تؤكد علي حسن التعامل مع الآخرين بلا تعالي عليهم وإبداء النصح والتوعية .. قبلها بأيام كان الرئيس عبد الفتاح السيسي يحضر مؤتمر الشباب وتصادف أن كانت الزميلة الاعلامية آيه عبد الرحمن مذيعة قناة اكسترا نيوز  تقدم فقرات المؤتمر و كان أحد الوزراء يقوم بشرح برنامج الوزارة وتجاوز الوقت المسموح له بالحوار في وجود الرئيس و قامت الزميلة بتنبيه الوزير بالاختصار لضيق الوقت و موعد راحة الرئيس . حينها امسك الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمايك وطلب بكل أدب من المذيعة ان تترك الوزير يستفيض في الحوار قائلا لها : من فضلك الوزير بيتكلم خليه يكمل كلامه . وبكل أدب ردت : الزميلة آيه عبد الرحمن ياافندم عشان وقت سيادتك .. فقال الرئيس .. من فضلك خليه يكمل ... تلك كانت ثقافة تعامل يرسيها الرئيس . كان من الممكن أن يشخط الرئيس في الكل و يتعامل بعنف و بكلام قاسي لكنه بكل أدب تعامل .. وبعد شهور التقيت بالزميلة وسألتها إن كان قد تم منعها من حضور مؤتمرات الرئيس عقب ما حدث ومقاطعتها للوزير  . فاكدت لي أنها لم يحدث لها شئ ولم يتم إستبعادها وتحضر جميع مؤتمرات الرئيس .. 
تلك هي روح القيادة وتلك هي ثقافة التعامل مع الأخر . وأدب الحوار .. ذات يوم اتصلت بالدكتور علي لطفي رئيس مجلس الوزراء الاسبق " رحمة الله عليه "  ودعوته لحضور برنامجي بقناة العربية و رحب الرجل لكنه قال انه اعطي سائقه راحة و لايريد استدعاؤه . و رجوته أن أرسل له سيارة القناة . وانتقينا سيارة تليق برئيس الوزراء الأسبق و في الطريق سار السائق في بركة مياه و تلوثت جوانب السيارة وعندما رأها رئيس الوزراء الاسبق  اعتذر السائق لسيادته وروي له ماحدث . بلطف ربت الدكتور علي لطفي علي كتف السائق وانطلقا قادمين وقص لي د . علي لطفي رئيس مجلس الوزراء  ماحدث ورفض أن اعتذر له قائلا . بتحصل في كل العائلات ... قيادات تتعامل بأدب جم مع الآخر . وكنت أتمني أن يقوم السيد وزير التنمية المحلية بتدريس ثقافة إحترام الآخر لبعض المحافظين الذين تفرعنوا واغتروا بالمنصب وتصورا أنهم فوق الناس . 
و ماحدث من تصرف أحد المحافظين مع مديرة مثالية و التعامل معها بغطرسه تصرف رفضه الجميع . و حسنا فعل المحافظ بإستقبال المديرة وتطييب خاطرها .  أيضا قام أحد المحافظين  بعمل زيارة للشو الإعلامي لإحدي المدارس في ساعة مبكرة جدا و  كرر نفس الأمر مع مدير المدرسة المكلف المجتهد وتعامل معه بقلة ذوق ووكيلة المدرسة وبعض المعلمين وقام بإستبعاد المدير  والوكيلة متعللا بعدم نظافة بعض الحجرات . ورفض الإستماع لأحد .. محافظ مغرور وحديث العهد بعمله . 
نماذج سيئة لقيادات تحمل فكر الغطرسة والتعالي علي المرؤوسين . وهو نهج سئ للتنمية وتطوير العمل . ولست أدري لماذا لايزور المحافظين مثلا وحدات الحكم المحلي ويفتشوا علي النظافة ويقيلوا قياداتها .. او يزورون الوحدات الصحية التي تعج بأكوام القمامة و دورات مياه السيئة ..  إذا المعاملة يجب أن تكون بالمثل . فإن كان هناك شارع غير نظيف  فعلي السيد الوزير إقالة المحافظ فورا طالما المحافظ يقيل مدير مدرسة لعدم نظافة بعض الحجرات . أذكر أنني كنت في زيارة لمبني محافظة الغربية ويشهد الله أنني وجدت في أدوارها بائع الحلوي و ملمع أحذية جالسأ يفترش الطرقة و سيدة تبيع بعض المنتجات علي سلم الموظفين . ايضا في إحدي وجدت في إحدي الإدارات التعليمية و يشهد الله أنني وجدت دورات مياه الموظفين اسؤ من الاماكن المهجورة  في الشوارع او مثلها برائحتها القذرة .. لكن زيارات الشو الاعلامي للمحافظين في المدارس فقط لكي تنقل الكاميرات تنطيط السيد المحافظ علي المعلمين الذين لا حول لهم ولا قوة امام  كلام وعنف السيد المحافظ 
الهمام الذي انجبته امه قائدا ملهما سبق عصره وزمانه .. علي السيد المحافظ اولا توفير العمالة في المدارس ثم يتنحنح براحته و يحاسب المدراء علي وجود اتربه علي الجدران .. المعلم يا سادة هو سيدكم وتاج راسكم و هو التطوير وهو التنمية وهو المستقبل فلا تعاملوه بتعالي 
لانه الجذر الذي ينبت نبت إما صالح أو طالح مثل بعضكم ..

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط