لم تستطع أم مسنة في الخامسة والثمانين من عمرها تمالك دموعها وانفجرت في البكاء بعد إبلاغها بأنه لا يمكن لابنتها معانقتها أو حتى الدخول لزيارتها في دار رعاية المسنين الذي تقيم به، بسبب الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لرد فعل المسنة "دورين موريس" بعد أن أكدت لها ابنتها "تريسي جوثارد" ذات الـ51 عامًا بأنه لم يُسمح لها بالدخول لزيارتها وأنهما لا يمكن أن تلتقيا سوى عن بعد عبر نافذة في ظل جائحة كورونا.
وفي بداية الفيديو المرفق، بدت علامات البهجة على وجه المسنة فور أن رأت ابنتها متوقفة خارج دار المسنين بمقاطعة "ويست يوركشير" شمال إنجلترا، واقتربت من النافذة للتحدث إليها وطلبت منها الدخول، وردت عليها الابنة قائلة إنه لم يُسمح لها بعد بسبب الوباء، وحلت ملامح الحزن على وجهها وتبددت سعادتها في ثوان معدودة؛ وسُمع صوت ابنتها وهي تطلب منها أن ترسل إليها قبلة، لكن المسنة شرعت في البكاء.
ووفقًا لما جاء في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن اللقاء المؤثر بين الأم وابنتها عبر النافذة، والذي كانت الابنة حريصة على توثيقه بكاميرا هاتفها المحمول، يعد أول لقاء بينهما منذ شهر أغسطس الماضي، حيث حالت قيود كورونا دون تمكنها من زيارة والدتها التي تقيم بدار الرعاية منذ نحو عامين.
وأفادت "جوثارد" بأنها شاركت الفيديو الخاص باللقاء عبر السوشيال ميديا في محاولة لتغيير ما وصفته بـ القواعد "غير الصحية" المتعلقة بزيارات دور المسنين.
ونقلت "ديلي ميل" عن الابنة قولها إن والدتها كانت ترغب في معانقتها ورؤيتها عن قرب والأمر ذاته ينطبق عليها، ومنعهما من ذلك يؤثر سلبًا عليهما من الناحية النفسية؛ وأضافت أن والدتها تعاني من الخرف، لذا فهي لا يمكنها استيعاب سبب منع ابنتها من الدخول لرؤيتها.
وأشارت الصحيفة نقلًا عن إحدى المسئولين عن دور رعاية المسنين المحلية، وتُدعى "آنا سيلبي"، أن الهدف من هذه الإجراءات هو منع تفشي عدوى كورونا في دور الرعاية، لافتة في الوقت ذاته إلى أن هذا الفيديو يسلط الضوء على تأثير الإجراءات الوقائية السلبي.
وتابعت موضحة أن الحد من التواصل بين المقيمين بدور الرعاية وأحبائهم أثر سلبًا على الصحة النفسية والبدنية لكافة الأطراف، وهو ما أدى إلى تطبيق دور المسنين المحلية لسلسلة من البروتوكولات الخاصة بـ"الزيارات الآمنة"، والتي تسمح للمسنين برؤية عائلاتهم بطريقة آمنة.
يذكر أن الحكومة البريطانية أعلنت مؤخرًا أن زيارات دور المسنين ينبغي أن تتم بالخارج أو عبر نافذة أو شاشة خلال الإغلاق الثاني في البلاد، والذي من المقرر أن يستمر حتى الثاني من ديسمبر المقبل.