مضى أكثر من ثمانية أشهر منذ الجائحة، ومازال البعض منا لا يعتقد في وجود فيروس كورونا، بل ويأتي منهم ليسألني: "هو بجد فيه مرض اسمه كورونا؟!!" ولا أعرف بما أُجيب بعد كل ما نراه من حولنا، فهؤلاء كأنهم يعيشون على كوكب مختلف، غير كوكب الأرض، بل ولا علاقة لهم به!
وكأن كل ما مررنا به هو وحيٌ من الخيال.. وكأن ما يحدث في كل دول العالم، هو مجرد فيلم سينمائي يُذاع عليهم.. وكأن إصابة (أربعة ملايين) في العالم بجائحة كورونا المستجدة كأنها لم تكن.. بل وقد تجاوزت حصيلة الوفيات حول العالم أكثر من مليون شخص.. أما عن عدد المُصابين في مصر الذي بلغ إجمالي الإصابات فيه بفيروس كورونا (108 ألف، و6300 حالة وفاة) هل هو سيناريو من تأليف الصحافة والإعلام ووزارة الصحة؟؟ أرجوكم ارحمونا يرحمكم من في السماء!
حقيقةً أتعجب مع تعاطي البعض (ومع الأسف هم كُثر) مع مسألة كورونا في مصر.. وأن هناك منهم مازال يأخذ المسألة على محمل الهزار ويستهين بهذا الفيروس اللعين، والذي لا يُرى بالعين المجردة، لكنه يستطيع أن يفتك بهذا الإنسان الضخم، بالمقارنة.. عافانا الله وإياكم منه.
بهذه المُقدمة أردت أن أتحدث عن موضوع المهرجانات، التي تُقام في مصر مؤخرًا، وأولها كان "مهرجان الجونة" الذي انتهت فعالياته منذ عشرة أيام، والثاني والذي مازالت فعالياته مستمرة إلى نهاية الشهر هو "مهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ29 " ويُعقد بدار الأوبرا المصرية والذي افتتحته وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، والثالث هو " مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول البحر الأبيض المتوسط، في دورته الـ 36 برئاسة الناقد السينمائي الأمير أباظة وقد افتتح منذ يومين في الإسكندرية.
بصراحة شديدة، أنا مستاءة جدًا مما حدث في مهرجان الجونة، وسيحدث في مهرجانات أُخرى في تلك الفترة بسبب هؤلاء المستهترين.. فبدلًا من أن يُلقي الناس باللوم على بعض المشاركين من الفنانين والفنانات الذين أصابهم فيروس كورونا، نتيجة لتصرفاتهم غير المسئولة، يقومون باللوم على المهرجانات ومنظميها.. فهل هذا معقول؟؟
أعتقد أن أبسط قواعد الحماية التي كان يجب أن يتبعها هؤلاء الفنانين، حفاظًا على أنفسهم وغيرهم هو إرتداء "الكمامة" أو الماسك الواقي من الفيروس، كإجراء وقائي واحترازي، للحماية من الإصابة بالفيروس، وكذلك تعقيم اليدين بالكحول أو المطهرات، أو على الأقل غسل اليدين بالماء والصابون.. وأعتقد أن المهندس ساويرس، صاحب فكرة مهرجان الجونة السينمائي والذي أنشأه في عام 2017، كان قد اتخذ كافة الإجراءات الاحترازية ووضع جميع المطهرات في المهرجان، في كل مكان بالإضافة إلى وجود أماكن لغسل وتعقيم اليدين في كل مكان.. لكن استهتار البعض أدى لهذه النتيجة المؤسفة.. خاصةً أن في بعض فعاليات المهرجان، كان هناك سهرات غاية في الازدحام، وعلى الرغم من أجواء المهرجان المُقامة في الهواء الطلق، إلا أن الفيروس تمكَّن من التغلب على بعض الفنانين، نظرًا لعدم التزامهم بالإجراءات الوقائية التي فرضتها الدولة وفرضها المهرجان لسلامتهم، بل ضربوا بكل ذلك عرض الحائط.. لا أعلم كيف يفكرون في أنهم في مأمن من الفيروس!.
لماذا دائمًا لا نعترف بأخطائنا؟ لماذا علينا دائمًا البحث عن كبش فداء أو شماَّعة نعلق عليها أخطائنا؟ والله والذي لا يقسم به باطلًا: "إن الله لا يُغير ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم". صدق الله العظيم.
من قلبي: ما حدث في مهرجان الجونة السينمائي، سيحدث في مهرجان القاهرة والإسكندرية، إذا لم يعِ المشاركين حجم هذه المسئولية من هذا الفيروس ويستوعبوا درس "الجونة"!
وأحب أن أقول لكل ما يقول أن الموجة الثانية لفيروس كورونا أو كوفيد19، خفيفة عن الفترة السابقة: من أين أتيت بهذه المعلومة؟ إذا كانت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الصحة في مصر إلى الآن لا تملك هذه المعلومة أو تصرح بها.. أرجوكم كُفوا عن التأليف وإصدار الشائعات، فالموجة الثانية، كما يحذرنا الأطباء في منظمة الصحة العالمية شرسة جدًا ولا داعي للاستهانة بها ويمكنكم متابعة ما يحدث في العالم.. وما دامت هناك وفيات يومية، فاحذروا هذا الوباء والبلاء اللعين.
من كل قلبي: يا جماعة الخير قو أنفسكم وحافظوا على أهلكم ووطنكم.. حفظكم وحفظنا الرحمن ووقانا شر كورونا.. وعلينا الأخذ بالأسباب، ولا نُلقي بأيدينا إلى التهلكة.. من فضلكم انتبهوا جيدًا فيروس كورونا هذه المرة، "شرس وقاتل" .. وأرجوكم اتبعوا إجراءات السلامة تسلموا وتصحوا.. اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد.
اللهم أحفظ مصرنا وأهلها بحفظك يا رحمن يا رحيم.
#تحيا_مصر #تحيا_مصر #تحيا_مصر.