تصيب حساسية الأنف من 20%-40% من البشر.هناك اهتمام عالمى بحساسية الأنف ، و لقد بلغت أبحاث حساسية الأنف فى سنة 2020 حتى كتابة المقال 1226 بحثا.
تلعب الوراثة دورًا هامًا فى الإصابة بحساسية الأنف ، تبدأ الإصابة بحساسية الأنف من داخل الرحم،فإذا كان الأب أو الأم لديهما أى من أنواع الحساسية سواء أنفية أو جلدية أو صدرية تصبح نسبة حدوثها فى الأجنة بين 10 إلى 20%. ما إذا كان الأبوان يعانيان من حساسية الأنف، فتصبح نسبة حدوثها فى الجنين بين 20 إلى 40%.تلعب البيئة بالطبع الدور الأكبر فى حدوث حساسية الأنف. التدخين هو أهم عامل بيئى يساعد فى التهيئة لحساسية الأنف ، حتى فى الجنين . تبدأ البيئة فى التمهيد لحساسية الأنف فى مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة، وربما يتأخر أثرها الى مراحل سنية أخرى ولكن بنسب أقل.
قد تَزيد العوامل التالية من خطر الإصابة بحساسية الأنف:الإصابة بحساسية أخرى أو الربو الشعبى ، التهاب الجلد التأتبي ( الإكزيما ) ، إصابة أحد الأبوين أو الأشقاء بالحساسية أو الربو الشعبى ، العيش أو العمل في بيئة غنية بمسببات الحساسية ، و قيام الأم بالتدخين خلال السنة الأولى من العمر. أظهرت الدراسات التي أُجريت على الأطفال الصغار وجود خطر أكبر للإصابة عند أولئك الذين قدموا مبكرًا للأطعمة أو الألبان الصناعية أو تعرضوا بشدة لتدخين السجائر في السنة الأولى من العمر.
أن البيئة الأولى للطفل تعتبر حجرة نومه، وقد تكون الفاعل الأساسى لحدوث حساسية الأنف. تشمل ملوثات الهواء المنزلى حشرة الفراش، و تراب المنزل ، و الفطريات، و الطيور المنزلية، و طيور الزينة ، و الريش،و الحشرات خاصة و الصراصير، و الماعز و الكلاب و القطط ، و الأرانب ، و الخيول . يضاف الى ذلك معطرات الجو والبخور والمبيدات الحشرية ، و الجسيمات الملوثة العالقة بالهواء،و الغازات الضاره مثل أكسيد النيتروجين ، و أول أكسيد الكربون ، و مخلفات حرق الوقود الصلب كالخشب و الفحم .
هناك بعض المحفزات لحساسية الأنف ،مثل حبوب لقاح الأشجار التى تنتشر في أوائل الربيع، و حبوب لقاح الأعشاب التي تنتشر في أواخر الربيع وأوائل الصيف. يمكن أن تكون حشرة الفراش والصراصير ووبر الحيوانات الأليفة محفزًا على مدار السنة . قد تسوء الأعراض الناجمة عن وبر الصوف في الشتاء، عند إغلاق نوافذ المنازل. تعتبر الفطريات و العفونات موسمية ودائمة.
يؤثر تغير المناخ بشكل متباين على إنتاج وتكوين حبوب اللقاح و الفطريات ، فضلًا عن العمليات الحيوية الهوائية كالنقل التى تسبب تلث الهواء .التغيرات في المناخ قد تؤثر على مواسم حبوب اللقاح للأشجار والأعشاب والحشائش من خلال زيادة كمية حبوب اللقاح المنتجة وإطالة مدة موسم حبوب اللقاح.التغيرات في مدة وكثافة مواسم حبوب اللقاح تؤثر على اضطرابات الحساسية مثل التهاب الأنف والتهاب الملتحمة والربو.
الأكثر عرضة لهذه الآثار الصحية السلبية هم الأطفال وكبار السن وأولئك الذين يعانون من أمراض الممرات الهوائية التفاعلية مثل الربو.غازات الاحتباس الحراري قادرة على إحداث أعراض تنفسية لدى الأشخاص المصابين بالربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن ، فضلًا عن المساهمة في الوفيات المبكرة وتدهور وظائف الرئة بمرور الوقت. يمكن أن تؤدي الفيضانات والعواصف الشديدة إلى ظاهرة المباني الرطبة والتعرض للفطريات مما يزيد من أمراض الحساسية.
تتنوع أعراض حساسية الأنف ،قد يعاني كل فرد من أعراض التهاب الأنف التحسسي بشكل مختلف، ولكن الأعراض الشائعة هى سيلان الأنف أو انسداد الأنف أو الحكه الشديده فى الأنف والعين واللهاه أو تسرسب الإفرازات من الأنف الى الخلف أو التهابات الأذن الوسطى، الصداع الذى ربما يصبح الشكوى الوحيدة لحساسية الأنف ، وتورم الجفون السفلى ، نزيف في الأنف . قد تشمل أعراض التهاب الأنف التحسسي الدائم أيضًا التهابات الأذن المتكررة ، الشخير ، التنفس من الفم ، الإعياء.
تشمل مضاعفات حساسية الأنف ، انخفاض نوعية الحياة ، فهى قد تعيق استمتاع الشخص بممارسة الأنشطة وتحوله إلى شخص أقل إنتاجية، و التغيب عن العمل أو الدراسة. تسبب حساسية الأنف عدم انتظام النوم، مما قد يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والشعور العام بعدم الراحة . يمكن لحساسية الأنف أن تسبب تفاقم علامات وأعراض الربو، مثل السعال والأزيز. يمكن أن تسبب حساسية الأنف الإصابة لمدة طويلة باحتقان الجيوب الأنفية. يمكن لحساسية الأنف أن تسبب عدوى في الأذن خاصة فى الأطفال.
تبدأ الوقايه بإختبارات الحساسية الحديثة لمعرفة المسببات و بالتالى تجنبها عن طريق تثقيف المرضى وأسرهم . تجنب المسببات أول الطريق للشفاء حيث تبدأ الأعراض فى الإختفاء. تبين فعالية غسل الأنف بالماء الدافئ أو محلول الملح المعقم أولًا بأول حيث يؤدى ذلك الى طرد المواد المسببة للحساسية . من الأهمية كذلك غسل الرأس والوجه فى حالة التعرض للأمطار أو الرياح لعدم دخول أى ملوثات محملة بحبوب اللقاح أو بعض الفطريات بالجو إلى الأنف أثناء النوم .
عدم السيطرة على حساسية الأنف يقلل من التحصيل الدراسى طوال العام ، و أطفال حساسية الأنف أبعد بكثير عن الأنشطة الترويحية ، و تنامى نقص الأوكسيجين يقلل أيضا كفاءة القراءة و الكتابة، كما يسبب التهاب قناة أوستاكيوس فيهم قلة السمع و التحصيل والأداء الدراسى .
الطرق التقليدية للعلاج تعتمد على مضادات للحساسية . تم إستخدام أمصال مناعية حديثة تعتمد على مسببات الحساسية مستمدة من البيئة المحلية وتؤدى إلى تنشيط الجهاز المناعى وتحفيزه لإنتاج مواد مضادة لمسببات الحساسية وتحمي فى المستقبل منها وبالتالى الوصول إلى الشفاء.