يقولون والعهدة على الراوى ان الولايات المتحدة الامريكية عقدت اتفاقا قديما مع اثرياء الدولة الجدد الوافدين من مختلف انحاء العالم لان من المعروف والثابت تاريخيا ان الامريكان ليسوا اصحاب البلد الحقيقيين وان اهلها هم الهنود الحمر الذين ابادتهم بريطانيا العظمى التى اكتشف احد بحاريها القارة الجديدة وجلبوا اليها كل المساجين والعبيد من كافة انحاء العالم لكى يعمروها .
يقولون ان الاتفاق المبرم بين علية القوم والسياسيين كان ينص على شىء واحد ومهم وهو ان نتبادل عدم الاهتمام بما يفعله الاخر مادام كلانا يصبو الى هدفه وليكن هدفنا واحد انت تريد الثراء وانا اريد الكرسى او السلطة وكلانا يعمل لما فيه خير البلاد .
يقولون ان الاتفاق المبرم منذ قديم الازل كان عرفيا وليس موثقا ولكنه صار منهجا ومنهاجا لكل الرؤساء والسياسيين منذ قيام هذه الدولة التى لايتخطى عمرها اكثر من مائتى عام .
فى تسارع مع الزمن وتحدى للعالم كله مضت خطى الولايات باوليائها الاغنياء والسياسيين ليعملوا معا من اجل ان تصبح امريكا ماهى عليه الان من قطب أوحد يتحكم فى العالم كله بصورة او بأخرى ، بل ان واشنطن استطاعت ان تغير خريطة بعض الدول ومعالمها وتشرع فى تغيير خرائط اخرى اذا لم تلتزم هذه الدول بما تمليه الدولة العظمى التى تجمع خمسين ولاية فى دولة واحدة ويتخطى عدد سكانها الملايين المملينة ويتنوع عرق سكانها من الابيض الى الاسود الى الاصفر مع مراعاة اندثار اصحاب البلد الاصليين وماتبقى منهم ينظر اليه على انه تراث وليس بشر ..
مع استمرار التعامل بمبدأ الاهمال المتبادل حقق الطرفان اهدافهما ولكن ظلت هناك إشكالية الإعلام الذى اصبح منذ ستينيات القرن المنصرم يمارس دور الرقيب وربما وصل لدور الفاضح او المجرس كما يوصف فى مجتمعاتنا البدائية ، وعلى ذلك التقى الطرفان مرة اخرى للتشاور حول مواجهة هذا الشريك المزعج وتوصلوا الى ان يكون الاعلام خاضعا لسيطرة الطرفين بطريقة مستترة تكمن فى ان تكون صناعة الاعلام جزء من عمل الاثرياء لكى تخدم السياسيين الموالين لهم وتكون مسدسا موجها لمن لاينتمون لهم وبهذا الاتفاق مضت عجلة السياسة الامريكية جنبا الى جنب مع نظرائهم اصحاب الاخضر او الدولار كما هو معروف عنه.
فى هذه الالفية لم تعد سلطة المال كما كانت عليه مسبقا متحكمة فى الإعلام خادمة لأصحاب الياقات البيضاء لان وسائل التواصل الاجتماعى لاتستأذن احدا ولا تنتقى ولا حتى تنتظر الحقيقة فهى تسرى بسرعة سريان النار فى الهشيم ، وهنا اصبح الطرفان فى حيص بيص واصبحوا يجتمعون الف مرة ومرة ليبحثوا عن بديل جديد لاتفاقهم القديم المسمى بالاهمال المتبادل وليكن اسمه صباح الخير ياجارى أنت فى حالك وأنا فى حالى ...