فنار الإسكندرية، إحدى عجائب الدنيا السبع وأول منارة في العالم، وبعد انهياره، شُيدت أحد أبرز المعالم السياحية بعروس البحر الأبيض المتوسط "قلعة قايتباي" التي كانت محل اهتمام من جميع حكام مصر منذ إنشائها من حوالي 500 عام.
سبب التسمية
أنشأ السلطان الأشرف أبو النصر قايتباى المحمودي القلعة، وسميت باسمه، في عام 1479 ميلادية، وتعتبر قلعة قايتباي، أجمل القلاع الحربية في حوض البحر الأبيض المتوسط، وتقع على مساحة 17550 متر مربع.
وقد أنشئت هذه القلعة بهدف تحصين وحماية المدينة الساحلية من أي اعتداء خارجي، وخاصة الدولة العثمانية أنذاك التي بدأت تتجه إلى دول الشرق الإسلامي، فحاول السلطان قايتباى أن يحصن الثغور المصرية فبدأ ببناء العديد من القلاع الجديدة، كان أبرزها قلعة قايتباي .
اقرأ أيضًا:
تقليل التحرك بالسيارات أبرزها.. تحذيرات للمواطنين في الإسكندرية من الطقس السيئ
الوصف
يحدها البحر من ثلاث جهات، وتتكون القلعة من مساحة مستطيلة مساحتها 150 م × 130 م وللقلعة مدخل رئيسي بالجهة الجنوبية الغربية على هيئة برجين على شكل ثلاثة أرباع الدائرة و للقلعة سوران يمثلان نطاقين دفاعيين فالسور الداخلي يشمل ثكنات الجند ومخازن السلاح، أما السور الخارجي للقلعة فيضم في الجهات الأربعة أبراجا دفاعية، البرج الرئيسي في الفناء الداخلي مربع الشكل طول ضلعه 30 مترا وارتفاعه 17 مترا.
وتتكون القلعة من ثلاث طوابق مربعة الشكل، وتوجد في أركان البرج الأربعة أبراج نصف دائرية تنتهي من أعلى بشرفات بارزة، وهذه الأبراج أعلى من البرج الرئيسي تضم فتحات لرمي السهام على مستويين، ويشغل الطابق الأول مسجد بالجهة الشمالية الشرقية يتكون من دور قاعة وسطى يحيط بها أربعة إيوانات وممرات دفاعية تسمح للجنود بالمرور بسهولة خلال عمليات الدفاع عن القلعة. وكان للمسجد مئذنة ولكنها انهارت مؤخرا، ويوجد بالقلعة صهريج ضخم لخزن الماء العذب لاستعمال المقيمين بالقلعة .
أما الطابق الثاني فيحتوي على ممرات وقاعات وحجرات داخلية، ويضم الطابق الثالث حجرة كبيرة (مقعد السلطان قايتباي) يجلس فيه لرؤية السفن على مسيرة يوم من الاسكندرية يغطيه قبو متقاطع كما يوجد في هذا الطابق فرن لإعداد الخبز البر المصنوع من القمح وكذلك طاحونة لطحن الغلال للجنود المقيمين في القلعة.
تجديد القلعة
أول تجديد للقلعة كان في عهد السلطان قنصوه الغوري، وزاد من حاميتها و زودها بالسلاح. وعندما فتح العثمانيون مصر استخدموا هذه القلعة مكانا لحمايتهم واهتموا بالمحافظة عليها وجعلوا بها طوائف من الجند والمشاة و الفرسان والمدفعية للدفاع عنها.
ومع قدوم الحملة الفرنسية على مصر، بقياده نابليون بونابرت، تمكن الفرنسيون من الاستيلاء عليها وبعدها سقطت مدينة الإسكندرية في أيديهم سنة 1798م، ومنها استولوا علي باقي المدن المصرية.
وفي القرن التاسع عشر، ومع تولي محمد علي باشا حكم مصر، حصن السواحل الشمالية، وجدد أسوار القلعة، وأضاف إليها بعد الأماكن الدفاعية، وقام يتقوية أسوارها، وتجديد مبانيها وتزويدها بالمدافع الساحلية، وبناء العديد من الحصون التي انتشرت بطول الساحل الشمالي لمصر.
وفي ثورة عرابي 1882، ضرب الإنجليز مدينة الإسكندرية، وخربوا القلعة وأحدثوا تصدعات بها. وفي عام 1904، عكفت لجنة حفظ الأثار العربية على دراسة العديد من الاصلاحات بها و القيام بمشروع لعمل التجديدات بها استنادا علي الدراسات التي أعدها علماء الحملة الفرنسية، فأعيد ترميمها بالكامل على هدى الرسوم والتصميمات التي سجلها علماء الحملة الفرنسية في كتابهم الشهير ''وصف مصر".
وحاليًا، تنفذ وزارة الأثار مشروع حماية الشواطئ حول قلعة قايتباى، الذي يعد من أهم المشاريع المقامة لحماية موقع أثرى على سواحل الشواطئ المصرية، حيث أوضح محمد متولي، مدير عام أثار الإسكندرية والساحل الشمالي انه تم إنجاز حوالي 53% من المشروع، بعد تشوين كميات كبيرة من الأحجار على يمين ويسار الممشى بطول 300 م بأحجام مختلفة ما بين 3 طن، و7طن، و15 طن وسيتم عمل خوازيق خرسانية بقطر 50 سم حول القلعة وحقن لكافة الفجوات الصخرية لحماية قلعة قايتباي.