قالالدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن اللهسبحانه وتعالىلم يذكرأعضاء أحد من أنبيائه بهذا التفصيل، وعلى هذا الوجه من التكريم، الذي ذكر به أعضاء نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- .
وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنهسبحانه وتعالىذكربعضالأعضاء لبعض الأنبياء في القرآن، كذكر لسان داوود وعيسى ابن مريم عليهما السلام في كتابه؛ حيث قال : «لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ»، وذكر يد موسى عليه السلام، قال تعالى: «وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ» .
وتابع: وذكر يد أيوب ورجله، قال سبحانه : «ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ» ، وقال سبحانه : «وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ».
لكنه سبحانه وتعالىلم يذكرأعضاء أحد من أنبيائه بهذا التفصيل، وعلى هذا الوجه من التكريم، الذي ذكر به أعضاء نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- .
وأشار إلى أنه ذكر ربنا وجهه الشريف -صلى الله عليه وسلم- في كتابه العزيز، فقال سبحانه: «قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا» ، ويشمل هذا السياق على مدح جليل فوق ذكر الوجه، ووجه المدح فيه أنه بمجرد تقلب وجهه الشريف أعطاه الله به ما أراد دون سؤال منه ولا كلام، فكانت بركة وجهه في تقلبه معطية له ما تمناه ويرضاه -صلى الله عليه وسلم-.
وأضاف: وقد ذكر ربنا وجه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في مواضع أخرى منها قوله تعالى : «فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ»، وقال :«وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ»، وقال سبحانه : «فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ»، وقال تعالى : «وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا»، وقال عز من قائل : «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ القَيِّمِ».
واستطرد: وذكر الله عينيه -صلى الله عليه وسلم- في أكثر من موضع في القرآن الكريم، فقال سبحانه : «لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ»، وقال تعالى : «وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ» ،وذكر ربنا رؤيته -صلى الله عليه وسلم- في أكثر من موضع كذلك فقال سبحانه : «لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الكُبْرَى» وفي هذا ثناء على رؤيته ومدح بأنه رأى من الآيات ما لم يره أحد قبله -صلى الله عليه وسلم- .
ونبه إلى أنه قال سبحانه للمشركين زاجرًا لهم على تكذيبه ما يرى : «أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى» ، ثم أخبر ربنا سبحانه وتعالى أن نبيه -صلى الله عليه وسلم- خص برؤية جبريل عليه السلام على صورته، فقال سبحانه : «وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى»،كما ذكر ربنا سبحانه وتعالى بصره الشريف -صلى الله عليه وسلم- في أكثر من موضع من كتابه العزيز، فقال تعالى : «مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى ».
وأفاد بأنه في هذا السياق مدح فوق الذكر؛ إذ أثنى ربنا على البصر وأنه صادق غير زائع، وقال تعالى : «فَبَصَرُكَ اليَوْمَ حَدِيدٌ» ، وقال سبحانه:«فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ» ، وقال تعالى : «وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ» ، وقال سبحانه : «وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ» ، وقال سبحانه وتعالى: «أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ» ، وقال : «أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ».
وواصل: وذكر ربنا سمعه الشريف في عدة مواضع من كتابه العزيز فقال سبحانه : «فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْسًا» ، وقال : «أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ» ، وقال تعالى : «أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ» ،وذكر منطقه ومدحه سبحانه فقال : «وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى»، فبين صدق منطقه -صلى الله عليه وسلم- وصواب حديثه، وكذلك امتدح ربنا صوته بالإجلال والتعظيم، وحذر الصحابة من التعالي على هذا القدر، فقال سبحانه : «لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ».