عشرات الأفلام، الندوات، والفعاليات، فضلا عن النقاشات الغنية التي ملأت أروقة مهرجان الجونة السينمائي على مدار الأيام الماضية، لتكسر برود المهرجانات الافتراضية التي تم تقديمها مؤخرا، في مختلف بلدان العالم، لتعود الحياة إلى سابق عهدها، وتقدم مصر رسالة طمأنة للعالم
تأكيد الريادة الفنية العربية
لا شك ان مهرجان الجونة السينمائي منذ انطلاقته أحدث حراكا لافتا في صناعة المهرجانات المصرية والعربية، بعد أن نقل خبرات عالمية إلى ساحل البحر الأحمر، في واحدة من أجمل بقاع المحروسة، وجعلنا نصدق أننا نستطيع أن نعود إلى الريادة في جعل مصر نقطة التقاء صناع السينما العربية، في الوقت الذي توقف فيه مهرجان دبي السينمائي، واحد من أبرز المهرجانات الإقليمية التي كانت تقوم بهذا الدور.
"الجونة" قدم أيضا -دون قصد- يد العون إلى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن طريق تطوير برمجته والعمل على خروج فعالياته بشكل أكثر تنظيما واحترافية، بعد عقد المقارنات بينه وبين المهرجان الوليد، لتجبر إدارة المهرجان القاهري على تكثيف العمل وتطويره من أجل تحقيق المنافسة، والتي تصب بطبيعة الحال في صالح تصدير الثقافة والفن والسينما المصرية بوجه عام.
المنصة في مواجهة البساط الأحمر
للأسف الشديد، اعتاد أغلب رواد مواقع التواصل الاجتماعي غض الطرف عن كل ما هو قيم داخل المهرجان في مقابل متابعة أزياء البساط الأحمر وكواليسه، وهو الأمر الذي بدى يتحول إلى هوس وفوبيا أثقلت كاهل إدارة "الجونة" لتبرير احتواء المهرجان على ما هو أكثر من مجرد عرض للملابس الفخمة.
وعلى الرغم من الجائحة والآثار الاقتصادية الناجمة عنها، إلا أن رعاة المهرجان لم يتخلوا عن دعم منصة الجونة السينمائية والتي تعد الذراع الإنتاجي له، وقدمت عبر عشرات الألاف من الدولارات منح لتطوير مشاريع أفلام في مراحل الإنتاج المختلفة ومن شتى بلدان الوطن العربي، وهو الأمر الذي يخدم شباب السينمائيين بشكل مباشر.
تحذيرات التباعد الإجتماعي
لم يكن ليخرج المهرجان على هذا النحو لولا شراكة وزارة الصحة والسكان ودعمها غير المحدود للحفاظ على الإجراءات الصحية الصحيحة لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد، فدفعت بـ 10 عيادات متنقلة، 17 نقطة ارشاد، امداد غير محدود من المعقمات والكمامات، وأكثر من 100 شخص يطوفون كل أرجاء الفعاليات لضمان جاهزية كل شيء، وهو الأمر الذي نتج عنه تكريم الوزارة بنجمة الجونة وتوجيه الشكر لها.
ورغم التحذيرات المستمرة، وتخصيص فريق من المتطوعين مهمته الأساسية مراقبة التزام الضيف، إلا أن عددا من الحضور لم يكن بالقدر الكافي من المسؤولية للالتزام بتطبيق التباعد الاجتماعي الصحيح، وهو ما أدى إلى إلغاء حفلتين من تنظيم رعاة المهرجان بعد انطلاقهما، تحاشيا لانتشار أي عدوى محتملة.