صدر حديثًا عن دار النسيم للنشر والتوزيع٬ أحدث إبداعات الكاتب صفاء عبد المنعم٬ المجموعة القصصية "عادي جدا طبعا".
ومن أجواء المجموعة نقرأ: كانت عيناه الزائغتان تحذرانى بشدة! كنا فى أول شارع أحمد سعيد من اتجاه العباسية، داخل الباص.
صعد شاب مارقًا فى سرعة مثل السهم، وجلس على الكرسى بجوار الشباك خلف السائق. وعندما نظرت نحو الجالس إلى جوار الشاب، لمحت فى يده أسورة حديدية مربوطة فى يد الذى جلس إلى جواره، اليد اليسرى للعسكرى فى اليد اليمنى للشاب.
أخذت أتمعن فيه بشدة، منذ هذه اللحظة، وبدأت تساؤلات عديدة مزعجة تدور فى رأسى.. ترى ماذا فعل؟ هل هو مجرم؟ هل هو هاربا من حكم عليه؟ هل هو مجند هارب؟.
هذه التساؤلات المتسارعة، بدأت تلح على فى الخروج، واستكشاف المغلق والمكنون، سلسلة طويلة من التساؤلات، دون إجابات شافية.
كنتُ جالسة على الكرسى الخلفى فى الجهة المواجهة لعينيه الزائغتين، ونظراته الحادة القلقة.
كأنه يريد أن يخبرنى بشىء، أو يحذرنى من شىء، هناك سر ما غامض ومدفون داخله، أو كأنه يرد أن يوصل لى رسالة ما من خلال تلك النظرات، أو يقول شىء ما غامضا علىَ، هو يعرفه، وربما تكون تساؤلاتى ودهشتى وصلت إليه، ولها إجابات شافية لديه.
بدأ الخوف يدب فى صدرى. وكأنه يريد أن يجيب عن كل هذه التساؤلات النشطة الآن بعقلى المستفزة من المشهد الغريب والفجائى بالنسبة لى".