الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى مولد النبي.. ماذا حدث عندما خرج رسول الله بعمر 9 سنوات مع عمه إلى الشام؟

ذكرى مولد النبي ..
ذكرى مولد النبي .. ماذا حدث عندما خرج رسول الله بعمر 9 سنوات

ذكرى مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- ، التي نحتفل بها خلال أيام قليلة، فإنه يجدر بنا إلقاء الضوء على مواقف من حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- ونستذكر سيرته العطرة، وفيها قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما بلغ اثنتي عشرة سنة خرج به عمه إلى الشام، وقيل كانت سنه تسع سنين وفي هذه الرحلة رآه راهب صالح يدعى بحيرا -واسمه جرجيس- وعلم الراهب من أمر محمد -صلى الله عليه وسلم- ما جهله قومه وأهله.

اقرأ يضًا..
وأضاف «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه سأل أبا طالب عنه فقال: ابني. فأجابه: ما ينبغي أن يكون أبوه حيًا، وتعجب أبو طالب من علم بحيرا! فقال له: فإنه ابن أخي مات أبوه وأمه حبلى به، فأجابه بحيرا مقتضبـًا وناصحـًا: صدقت، ارجع به إلى بلدك، واحذر عليه يهود، فأسرع أبو طالب برده مع بعض غلمانه إلى مكة، ويبدو أن بحيرا قد عرفه من خاتم النبوة الذي بظهره -كما جاء في بعض الروايات-، ومما كان يقرؤه بكتبه من قرب بعثة نبي بعد عيسى -عليه السلام-، ومن أمارات ذلك النبي وعلاماته.

وأوضح أنه قد ورث سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- عن آبائه المجد والمكانة، وحفظه الله أن تصيبه لوثات الجاهلية، كما طهره من أدرانها، فكان خلقه قبل البعثة مثلًا بين قريش، لكنه -صلى الله عليه وسلم- لم يرث عن آبائه متاعًا أو تجارة فكان على شرف نسبه، وسمو مكانته، يسعى في الأرض، يفتش عن رزقه، ويكدح يومه مجابهًا شظف العيش، وخشونة الحياة، وهو في ذاك يتنقل بين رعى الغنم، والتجارة.

وتابع: فرعى الغنم مثله في ذلك مثل النبيين من قبله، كان محمد -صلى الله عليه وسلم- يرعى الغنم، يمضى نهاره مستظلًا بسماء ربه، ويقضى يومه حر الخطا يتجول بين المراعى، حر البصر يقلبه في أرجاء الكون الواسع حوله، حر الفؤاد يتنقل به بين فكرة وفكرة! ثم هو مع ذلك لا يهيم بعيدًا في الخيال، بل يحفظ يقظته لتحفظ له غنمه الشاردة عن أنياب الذئاب، تعلم ذلك حين رعى الغنم قديمًا في بنى سعد، وثابر عليه وهو يرعاها الآن - على قراريط- لأهل مكة. 

واستطرد: وبينما أبو طالب يمر في أسواق مكة إذ علم أن خديجة تستأجر الرجال لتبعثهم في تجارتها إلى الشام مقابل بكرين -أي جملين- فاستأذن أبو طالب محمدًا -صلى الله عليه وسلم- ثم عدا على خديجة فعرض عليها استئجار محمد على أربعة بكار، فأسرعت بالموافقة، وقيل بل هي التى أرسلت إليه تستأجره، على أن تعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار، لما سمعت من كرم خلقه، وصدق حديثه، فأجابها وعمره حينئذ خمسة وعشرون عامـًا. 

وواصل: وارتحل -صلى الله عليه وسلم- إلى الشام بتجارة خديجة، وفي صحبته غلامها ميسرة، فباع واشترى، ورأي ميسرة من عظيم أمانته وصدق حديثه، وفضل خلقه، ما جعله يسارع إلى خديجة عند عودته ليقص عليها ما رآه من هذا الرجل العظيم، وقد لمست هذه السيدة الكريمة فضل محمد -صلى الله عليه وسلم- حين وجدت تجارتها بخلقه وعذوبته قد تضاعفت -أي بلغت الضعف-، مما قوَّى في صدرها رغبتها في الزواج منه.