لم يتوقعنظام "الحمدين" في قطر وحلفائه من تنظيم "الإخوان المسلمين" الإرهابيأن يٌرفع الحظر عن الرسائل الإلكترونية التي تتناول الفترة التي نشطت خلالها هذهالأطراف في إشعال الفوضى الإقليميةفي أعوام سابقة، ولكن هذا ما حدث مؤخرًا، حيثأجاز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع السرية عن الرسائل الخاصة بوزيرة الخارجيةالأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، كونها استخدمت بريدها الإلكتروني الخاص فيإرسال رسائل رسمية، ما كشف عن أسرار كثيرة تخص الفترة التي تفجرت فيها الفوضىالإقليمية عام 2011، حيث كشفت الوثائق الرسمية تورط إدارة الرئيس السابق باراكأوباما في دعم الفوضى تحت مسمى "الربيع العربي" وقدمت دعمًا غير مسبوقلتنظيم الإخوان الإرهابي رغم أن تقارير المؤسسات الرسمية الأمريكية كانت تعبر عنمخاوف حقيقية من وجود نسخة جديدة من نظام الملالي الايراني في دولة عربية كبيرةكمصر، لكن موقف الإدارة تحول تمامًا ـ
بحسب ما تشير تلك الوثائق ـ عقب الاجتماع الشهيرالذي عقدته هيلاري كلينتون مع محمد مرسي في 14 يوليو 2014، بحجة التهنئة بالفوز فيالانتخابات الرئاسية المصرية، حيث اعتبرت هيلاري وقتذاك أن انتخاب عضو تنظيم دوليمتهم بالإرهاب"علامة فارقة" في تجربة الديمقراطية بمصر، وأن الطريقةالوحيدة للحفاظ على استقرار مصر هو "الانتقال الناجح إلى الديمقراطية"،وهي أمور غاب عنها الإحساس بالمسؤولية وإدراك الخطر وشبح الحرب الأهلية التي كانتتخيم على مصر وقتذاك!
الوثائقتكشف أمورًا غاية في الخطورة، حيث تظهر إحدى الوثائق أن تنظيم "الإخوان" خططودبر للسيطرة على مجلس الشعب المصري بمشاركة "حزب النور" من أجل الانفرادبصياغة الدستور المصري، كما أعدت الجماعة خططًا لإدارة الدولة المصرية وبناء نموذجحكم إسلامي على غرار النموذج التركي! كما تظهر الوثائق أن الإخوان كانوا يبيتونالنية للإطاحة بقيادة الجيش المصري وتصعيد جيل جديد من القادة العسكريين مؤيد لما
يصفونه بـ "المشروع الإسلامي"!
وعلى عكسما كان يزعم قادة الإخوان المسلمين وقتذاك بشأن رؤيتهم للعلاقات مع القوى الكبرى،فقد كشفت الوثائق أنهم نسخة مكررة لكل القادة الديماجوجيين من أصحاب الشعارات فيمنطقتنا، ففي الوقت الذ كانوا يهتفون فيه لاستقلال الإرادة وغير ذلك من شعاراتتدغدغ عواطف البسطاء، كانوا يتلقون رسائل توبيخ شديدة اللهجة من البيت الأبيضووزارة الخارجية الأمريكية!
وكشفتالوثائق كذلك عن فضائح العلاقات بين الإخوان المسلمين والنظام القطري، حيث تناولت وثيقة بتاريخ 14 سبتمبر 2012، تفاصيلاتفاق بين هيلاري كلينتون والنظام القطري لإنشاء قناة إعلامية وصحيفة يومية على أنتمول الدوحة القناة الجديدة برأسمال مبدئي 100 مليون دولار ويتولى إدارتهاالقيادي الإخواني خيرت الشاطر، وأحمد منصور مديرًا تنفيذيًا لها.وذلك بعدأن اشتكى الإخوان من ضعف مؤسساتهم الإعلامية مقارنة بالمؤسسات الإعلامية الأخرى،ما يعني أن هيلاري كانت بمنزلة الراعي الرسمي للتنظيم الذي يمثل خطرًا على أمن دولالعالم واستقراره!
رعايةإدارة أوباما للتنظيمات الإرهابية في منطقتنا لم تقتصر على إنشاء قناة تلفزيونية،بل تضمنت رعاية ودعمًا سياسيًا وآخر اقتصاديًا، حيث كشفت وثيقة أخرى عن تعاون بينإدارة أوباما وقطر لإطلاق صندوق استثماري مصري أمريكي يستخدمه الإخوان كوسيلةللتدخل في الدول العربية في المنطقة.بمساهمة أولية قدرها 60 مليون
دولار، ثم ضخ 300 مليون دولار أخرى كمساعدات من الكونجرس الأمريكي على مدار 5 سنوات،فضلًا عن 2 مليار دولار تعهدت بهم قطر لمصر، وهو الصندوق الذي تم تأسيسه بالفعل فيسبتمبر 2012، دون أن يتم حينها الكشف عن تفاصيله، وقد انتُخب جيم هارمون، المصرفيالأمريكي المقرب من أوباما، لرئاسته الصندوق. وتشير الوثائق إلى أن القطريين سعوالاستخدام الصندوق غطاء للتدخل في شؤون مصر.
اٌدرك أنالعلاقات المشبوهة بين تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابيوكل من النظام القطريوالإدارة الأمريكية السابقة ليست سراْ كشفته هذه الوثائق، ولكن المؤكد أن إثباتهذه العلاقات بوثائق رسمية أمريكية يعني الكثير سواء على صعيد التأريخ لتلك الحقبةالمثيرة للجدل في تاريخ دول المنطقة، أو في الرد على مزاعم قادة تلك الجماعةوأبواقها الإعلاميةبشأن وطنيتها وامتلاكها مشروعًا تنمويًا وطنيًا، حيث تأكد أنهاكانت مجرد أداة لتنفيذ مشروعات وخطط رسمتها قوى خارجية وأنظمة إقليميةتسعى للعبدور يفوق حجمها وثقلها الاستراتيجي الذي لا يؤهلها للتحكم في مصير دول وشعوب عربيةكبرى.