حذرت منظمة الصحة العالمية، مما يروج له البعض من السماح بحرية انتشار وتفشي فيروس كورونا المستجد بين الناس، حتى تنتقل العدوى لأكبر عدد ممكن من السكان، وتتولد لديهم "مناعة القطيع" التي ستكون إيذانًا بانتهاء الفيروس، وفق ما ذكرت شبكة "سي إن إن".
اعتبرت المنظمة إن هذا التفكير غير صحيح، وقد يعجل بكوارث كبيرة، حيث قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إن تعريض الناس للفيروس لتحقيق مناعة القطيع "ليس خيارا".
قال تيدروس "إن السماح لفيروس خطير لا نفهمه تمامًا أن ينطلق بحرية ،هو ببساطة أمر غير أخلاقي"، مضيفًا أن مناعة القطيع هي "مفهوم يستخدم للتطعيم".
وأضاف "على سبيل المثال ، تتطلب مناعة القطيع ضد الحصبة تلقيح حوالي 95٪ من السكان".
وتابع تيدروس "ستتم حماية الـ 5٪ المتبقيين من حقيقة أن الحصبة لن تنتشر بين أولئك الذين تم تطعيمهم".
وبعبارة أخرى ، تتحقق مناعة القطيع من خلال حماية الناس من الفيروس وليس بتعريضهم له.
وأكد المدير الدولي للمنظمة إنه "لم يسبق في تاريخ الصحة العامة استخدام مناعة القطيع كاستراتيجية للاستجابة لتفشي المرض ، ناهيك عن الوباء. ذاكرًا انها مشكلة علمية وأخلاقية.
وقال تيدروس إن السماح للفيروس بالانتشار دون رادع "يعني السماح بالعدوى غير الضرورية والمعاناة والموت".
وفي هذه الأثناء، ووفق ماذكرت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية، حث مسؤول بارز في منظمة الصحة العالمية الحكومات على التوقف عن استخدام عمليات الإغلاق كوسيلة أساسية لمحاربة جائحة فيروس كورونا الجديد ، مشيرًا إلى العواقب الاقتصادية المدمرة.
قال الدكتور ديفيد نابارو ، المبعوث الخاص للمنظمة لـ COVID-19 "نحن في منظمة الصحة العالمية لا نؤيد الإغلاق كوسيلة أساسية للسيطرة على هذا الفيروس".
وأضاف أن عمليات الإغلاق قد تؤدي إلى مضاعفة الفقر في العالم و "على الأقل مضاعفة سوء تغذية الأطفال لأن الأطفال لا يحصلون على وجبات الطعام في المدرسة ، ولا يستطيع آباؤهم في الأسر الفقيرة تحملها".
ذكر الدكتور نابارو : "هذه كارثة عالمية مروعة في الواقع ، ولذا فإننا نناشد جميع قادة العالم حقًا بأن يتوقفوا عن استخدام الإغلاق كطريقة تحكم أولية"، معتبرًا إن رفع الوعي والتنبيه على التباعد الاجتماعي ولبس الكمامات والواقيات والبعد عن التجمعات والانتباه للنظام الغذائي المليئ بالفيتامينات والعناصر المفيدة أولى من الاغلاق، لأن الإغلاق الكامل ضرر كامل.