ومازلنا نعيش أيام انتصارات أكتوبر المجيدة، وبهذه المناسبة الغالية جدًا على نفس المصريين، علينا أن نتذكر ما استطعنا من تفاصيل وقعت في هذه الحرب المجيدة، بل وعدم ترك أي ثغرة من هذا النصر، لنحكيها فخرًا بوطننا لأبنائنا.
في الحقيقة، الأجيال الحديثة، هي أكثر من يحتاج إلى مثل هذه الروايات عن بلادهم وكيف أننا حققنا نصرنا بإذن الله، لأن هذه الأجيال ربما لم يحالفها الحظ لتسمع وتستمع بمثل هذه الروايات عن الحرب من والديها، الذين هم في الغالب منشغلين بقضايا تثنيهم عن قص مثل هذه الوقائع لأبنائهم.. وهو مع الأسف، الخطأ الذي يقع فيه الأبوين، فيخلق عند بعضٍ من هؤلاء الأبناء، الشعور بعدم الانتماء أو الفتور وافتقار الإحساس بالوطنية لديهم.
لكنني اليوم سأتذكر معكم قصة شيقة للجندي الإسرائيلي الذي وقع في الأسر المصري، وهو التسجيل الصوتي الذي قام به أسير حرب أكتوبر المجيد، العميد عساف باجوري .. والذي عندما تمت إذاعته، هزَّ الثقة في الإعلام داخل الشارع الإسرائيلي آنذاك.
فقد روت شاهيناز راغب، مديرة البرنامج العبري بالإذاعة المصرية، تفاصيل تعامل مصر مع تكذيب وسائل الإعلام الإسرائيلية للخبر الذي بثته الإذاعة العبرية الموجهة للعدو الصهيوني، خلال حرب أكتوبر، بشأن أسر العميد عساف ياجوري، أحد كبار قادة قوات العدو الإسرائيلي.
وقالت "راغب" خلال فيلم تسجيلي عن حرب أكتوبر المجيدة، أذاعته فضائية "dmc"، إن الإذاعة المصرية أرسلت أحد مذيعيها، لإجراء حوار مع الأسير، للتأكيد أن الجندي الإسرائيلي عساف ياجوري، في حوزة القوات المسلحة المصرية الآن.. ولترد مصر على تكذيب العدو الإسرائيلي خبر أسر عساف ياجوري!!
وأشارت إلى أن مذيعًا مصريًا، أجرى حوارًا مع "ياجوري"، اعترف فيه الأخير بـ"اسمه، ورتبته، ووظيفته، والمهمة التي كان مكلفًا بها، وكيفية وقوعه بين يد القوات المصرية".
واعترف "ياجوري" بسيطرة القوات المصرية في معركة الدبابات، لافتًا إلى أنه كان مكلفًا بالتصدي للدبابات المصرية الموجودة في القطاع المركزي بسيناء، ولكنه فشل.
ونوَّه "ياجوري" خلال الحوار، إلى أن الضباط المصريين تعاملوا معه بشكل عادي، وطلب منه المذيع المصري توجيه رسالة لأسرته، فأرسل لهم السلام، وتمنى رؤيتهم مرة أخرى.
وترجع قصة الأسير العميد عساف ياجوري، إلى اليوم الثالث من المعركة، يوم 8 أكتوبر، حين أسر الجيش المصري، أحد القادة في الجيش الإسرائيلي، الذي يُعد من أشهر الأسرى الإسرائيليين في تلك الحرب، التي اندلعت في السادس من أكتوبر عام 1973.
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، مقالًا من أرشيفها، يرجع تاريخه إلى 10 أكتوبر 1973، أشارت فيه إلى أن الجيش المصري استطاع سحق وحدة كاملة تابعة للواء الإسرائيلي 190 مدرع، وأنه تم أسر قائدها العقيد عساف ياجوري.
وقد أسره العميد يسري عمارة، الضابط المصري، والذي قال في أحد اللقاءات السابقة، إنه تم أسر الضابط الإسرائيلي خلال التصدي لقوة إسرائيلية كانت تحاول عمل ثغرة والتسلل إلى منطقة الصالحية المصرية.
وأضاف: "وصلنا إلى كيلو 9 شرق القناة في يوم الاثنين الذي أطلقت عليه إسرائيل "الاثنين الأسود"، وفي هذه الأثناء اكتشف الاستطلاع بأن إسرائيل تقوم بتجميع قوات لتقوم برد القوات المصرية تمهيدًا لعمل ثغرة مخططين للوصول إلى الصالحية، وقطع طريق إسماعيلية بورسعيد".
وقال في تصريحاته: "وضعنا خطة لتطويق العدو، وصدرت الأوامر بضربهم فقمنا بالضرب بجميع الأسلحة المتاحة، ودمرنا لهم 73 دبابة في أقل من نصف ساعة".
واستطرد: "بعد هدوء الاشتباك تقدمنا لكسب الوقت والأرض وظهر لنا 4 من الجنود الإسرائيليين يتلصصون من خارج حفرة، وعند اقترابنا تعالت صرخاتهم، فقلت لزميلي الجندي فاروق: اكبس عليهم في الحفرة بالمدرعة وأنا حروح أجيبهم، بدون أن يكون معي سلاح وكان من بين هؤلاء الأربعة القائد الإسرائيلي عساف ياجوري، الذي أخذت منه سلاحه، فلم أكن أعلم أنه قائد".
من كل قلبي: الجندي المصري، خير أجناد الأرض كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.. فالجندي المصري المتفاني والمقاتل من أجل بلده واستعادة كرامة شعبه، تأثيرٌ كبير في هذه الحرب.
#علموا_أولادكم_حب_مصر.. واحكوا لهم عن أمجاد أكتوبر العظيم ليكونوا فخورين بمصرنا.
#تحيا_مصر #تحيا_مصر #تحيا_مصر.