الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل استقرار الزمالك جريمة؟


بقولك يا عبدالعزيز .. أنت أهلاوى ولا زملكاوى؟

اللى تشوفه سيادتك.

معلوماتنا بتقول إنك "للأسف" زملكاوى.

قَدَر يا أفندم .. قَدَر!

ياعبد العزيز .. تعرف لو الأهلى ماخدش الدورى فى موسم واحد، مصر ممكن يحصل فيها إيه؟

مش عارف سيادتك.

إنت طيب يا عبد العزيز .. طيب



هذا الحوار دار فى الجزء الأول من مسلسل «شارع عبد العزيز» للمؤلف أسامة نور الدين  بين «عبد العزيز» الشخصية الرئيسية فى المسلسل التى جسدها الفنان عمرو سعد، ومسئول كبير بالدولة.



الدراما المصرية فى هذا المشهد، نجحت وبشدة فى تجسيد واقع الإدارة السياسية للعبة كرة القدم فى مصر، وتوضح كيف تتدخل الدولة فى منح اللقب المحلى للأهلى والحفاظ على تفوقه واستقراره لأسباب سياسية.



لن أتحدث عن وقائع حدثت بالفعل فى التاريخ القديم عندما تدخلت الدولة لإنقاذ الاهلى وانتشاله من الانهيار، ولكن سأتحدث عن وقائع حدثت خلال الـ6 سنوات الماضية، الواقعة الاولى بطلها الكابتن طاهر أبوزيد، وزير الرياضة الأسبق، عندما حل مجلس الأهلى برئاسة حسن حمدى، لوجود مخالفات مالية جسيمة، وقام بإحالته للنيابة، إلا أن رئيس الوزراء الأسبق حاتم الببلاوى، رفض القرار وأقال أبوزيد من منصبه بحجة الحفاظ على استقرار الأهلى.



والواقعة الثانية كانت أيام المهندس خالد عبدالعزيز، عندما حكم القضاء الإدارى ببطلان انتخابات مجلس الاهلى برئاسة المهندس محمود طاهر، وتحايل خالد عبد العزيز على الحكم بتعيين مجلس جديد بنفس الأسماء التى كانت موجودة فى المجلس المُنحل.



ووقتها أدلى عماد وحيد، عضو مجلس إدارة الأهلى السابق، لبرنامج «الملاعب اليوم» بحديث قال فيه: عندما ذهبت إلى إحدى الجهات المسئولة لمناقشة تداعيات ما يدور فى الأهلى من أحداث، قابلت الوزير خالد عبد العزيز، الذى كان متواجدًا لنفس الأمر، وهو ما يعنى أن الجهة المسئولة انتفضت لإنقاذ الأهلى، وبعد الاجتماع تم تعيين مجلس للأهلى بنفس الأسماء، بحجة استقرار الأهلى.



تدخلات منحت الأهلى استقرارًا وأمانًا لايحدث مع نادى الزمالك، بل على العكس، تدخلات الدولة دائمًا ما تأتى ضد القلعة البيضاء، وكأن استقرار الزمالك جريمة، حيث قامت الدولة بحل أكثر من مجلس إدارة للنادى الأبيض وتسببت فى إسقاطه عدة سنوات، زادت من ألقاب وبطولات الأهلى للحفاظ على هدوء الشارع المصرى وإلهاء جماهيره (الأغلبية) بعيدًا عن القضايا الأساسية التى يعانى منها المجتمع.



نفس اللعبة تُمارس الآن ضد الزمالك، بعد حالة الاستقرار الفنى والادارى الذى ينعم به النادى، وبعد أن بات شوكة فى حلق اللوبى الأحمر، يجلب لاعبين على مستوى عال ومتميز ودوليين فى منتخبات بلادهم، ويحرز العديد من البطولات على المستويين المحلى والقارى، وأخرها السوبر الأفريقى والسوبر المحلى، وبعد أن بات المرشح الأول لحصد بطولة أفريقيا، وينعم بمنشآت رائعة على يد رئيسه المستشار مرتضى منصور، جعلت القلعة البيضاء فى مصاف الأندية العالمية.



كل هذا جعل كارهى القلعة البيضاء ينتفضون ضده، ويمارسون أساليبهم الملتوية، لإيقاف مسيرته الرائعة، وباتت اللجنة الخماسية تفعل المستحيل لإرهاق الفريق بدنيًا باللعب مباريات متتالية فى ملاعب مختلفة، بالإضافة إلى استفزازات الحكام للاعبين لإخراجهم عن تركيزهم، والتسبب فى إيقافهم، بجانب الحملة الإعلامية السافرة للنيل من لاعبى الزمالك وإطلاق الشائعات ضدهم فى محاولة لإخراجهم عن تركيزهم.



وأخيرا جاء دور اللجنة الأولمبية التى أصدرت بيانًا بإيقاف رئيس الزمالك 4 سنوات، ومنعه من ممارسة أى نشاط رياضى، ومطالبة نائبه بدعوة الجمعية العمومية لانتخاب رئيس جديد، فى تدخل سافر فى شئون الأندية، حيث لا يجوز عزل رؤساء وأعضاء مجالس إدارات الأندية إلا عن طريق الجمعيات العمومية فقط، ويجوز فقط للجهة الإدارية "وزارة الرياضة" عزل أى منهم وحل مجالس الادارات عند وجود مخالفات مالية تثبتها تحقيقات النيابة طبقا لقانون الرياضة. 



فاللجنة الأولمبية المصرية سبق وأوقفت رئيس الزمالك منذ سنتين إلا أن المحكمة الإدارية العليا ألغت القرار.. والسؤال الآن لماذا تكرر نفس الأمر قبل أيام قليلة من مواجهة الزمالك والرجاء فى نصف نهائى بطولة افريقيا؟ واضح انها تصر على تصدير أزمة للنادى تجعله يدخل فى صراعات توقف مسيرته الناجحة فى البطولة الأفريقية اعتقادا منها أن هذا الأمر قد يطيح بالنادى خارج البطولة من أجل تسهيل مهمة المنافس التقليدى.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط