قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

علي جمعة: النبي علمنا حفظ الأعضاء السبعة حتى تتنزل الرحمات

د على جمعة
د على جمعة
×

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن رسول الله ﷺ علمنا حفظ الأعضاء السبعة، ما الأعضاء السبعة؟ وما وظائفها؟ وما الذي أمر به سيدنا ﷺ في شأنها؟

اضاف أن الإمام أبو حامدٍ الغزالي رضي الله تعالى عنه في كتابه الماتع «إحياء علوم الدين» يشير إلى هذه الأعضاء السبعة فيتكلم عن : العينين، وعن الأذنين، وعن اللسان، وعن اليدين، وعن القدمين، وعن البطن، وعن الفرج، وهذه في الأعضاء السبعة لها برنامج تركه لنا سيدنا ﷺ في حفظها عن المنكرات، وفي اشتغالها بالطاعات، وفي البعد بها عن الآفات، وفي تهيئتها لتنزل الرحمات.

وأوضح جمعة عبر الفيسبوك، أن الأعضاء السبعة أولها: العينان، فقد أمرنا سبحانه وتعالى في كتابه، وبيّن لنا رسوله ﷺ وظائف العينين، تركًا وفعلًا، أمرًا ونهيًا، ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ ، ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ﴾ ، نهانا عن النظر إلى العورات، وسماها عورة، وأهل الدنيا يسمونها فتنة، يسمونها جمالًا، وهذا أمرٌ ليس بفاتن إلا أن تكون فتنةً تؤدي إلى النار، وإلى غضب الله، أمرنا بغض البصر عن العورات، وجعل عورة المرأة كل جسدها إلا الوجه والكفين، وفي حديث أسماء عند أبي داود في سننه يقول: «يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض لا يبدو منها إلا هذا وهذان وأشار إلى وجهه الشريف وإلى كفيه».

وجعل كشف الوجه في الإحرام فرضًا على المرأة تذبح فيه دمًا إن غطت وجهها وسترته، وعورة الرجل من السرة إلى الركبة، وأمرنا رسول الله ﷺ ألا ننظر إلى العورات، وقال: «أيُّما رجل غض بصره عن محرم إلا أوجد الله له في قلبه لذة» يعني بهذا الغض يشعر بلذةٍ في قلبه؛ لأنه أمر نفسه بالمعروف، ونهاها عن المنكر، وحرمها من هذه الشهوة الدافعة، وكذلك المرأة؛ فالنساء شقائق الرجال في التكليف والتشريف.

وأكمل: أمرنا رسول الله ﷺ ألا ينظر أحدنا من ثقب بابٍ يتجسس على الآخرين؛ فإن فعل فقذفه أحدهم بحصاه ففقأ عينه فلا دية له، أمرنا ألا ينظر أحدنا إلى كتاب أخي إلا بإذنه، ونهانا عن التجسس والتحسس على الآخرين، وعلمنا أن «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» وبيّن لنا «عينان لا تمسهما النار عينٌ بكت من خشية الله، وعينٌ باتت تحرس في سبيل الله» بالعينين ترشد الضرير والكفيف، ولك بذلك صدقة وأجر، بالعينين تنظر إلى كتاب الله فتتلوه آناء الليل وأطراف النهار لعله سبحانه وتعالى يرضى، بالعينين تتواصل مع الناس فتعلمهم الخير، و«خيركم من تعلم القرآن وعلمه» وضّح لنا ما الذي نفعله، وما الذي نتركه مع النظر، وما الذي يجوز، وما الذي ندرؤه فندرأ به المفاسد مع العينين، وهناك فرق بين عينين لا تمسهما النار، وبين عينين تمسهما النار، والعياذ بالله تعالى.

وتابع: أمرنا أن نأمر بالمعروف، وأن ننهى عن المنكر باللسان، قال ﷺ : «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه»، وأمرنا أن نبتعد عن الكذب، وعن شهادة الزور، وعن الغيبة والنميمة والبهتان، وعن الوقيعة بين الناس، وأمرنا أن نصلح بين المتخاصمَين، أمرنا ألا نفشي أسرارنا للأعداء، أمر ونهى فيما يتعلق باللسان وقال ﷺ : «أمسك عليك هذا» فقال: أويأخذ أحدنا بما يقول يا رسول الله؟ قال: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟!» خوّفنا، ورجانا، ورغبنا فقال ﷺ : «رب الكلمة من رضوان الله لا يلقي أحدكم إليها بالا يدخل بها في ربض الجنة، ورب الكلمة من سخط الله لا يعلم أحدكم ما تبلغ تهوي به سبعين خريفًا في جهنم».

وبيّن لنا أن من يستمع إلى الكذب، أو إلى المنكر، أو إلى شهادة الزور، أو إلى الغيبة والنميمة والبهتان ولم يتحرك قال: إن «الساكت عن الحق شيطان أخرس»، ولكن عليك أن تستمع إلى كلام الله، وكلام رسوله، وإلى الحكمة فـ«الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها».

واختتم الدكتور علي جمعة: أمر اليدين والرجلين بما لا يخفى عليكم، وقال: «اضمن لي ما بين فخذيك ولحييك أضمن لك الجنة»، وأمرنا بأكل الحلال، وأن المعدة هي بيت الداء، وأن «رُبّ أشعث أغبر يمُد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام، ومأكله ومشربه حرام، وغُذّي بالحرام أنى يستجاب لذلك»، وقال: «أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء».