قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

جوائز نوبل بين تراجع العرب وتفوق الآخر

×

فاز بجوائز نوبل حتى عام 2018 844 رجلًا و49 امرأة؛ وتعد منطقةالشرق الأوسط من أقل المناطق التي فاز مواطنوها بجوائز نوبل، فقد فاز سبعة عرب بالجائزة، حيث حازتمصرعلى النصيب الأكبر من جوائز نوبل فيالمنطقة العربية (4 مرات)، فقد حصل الرئيس أنور السادات على جائزة نوبل في السلام عام 1978 مناصفة مع مناحم بيجين، رئيس وزراء إسرائيل؛ كما حاز على ذات الجائزة كل من الرئيس الفلسطينيياسر عرفاتعام1994؛ د. محمد البرادعيالرئيس السابقللهيئة الدولية للطاقة الذرية عام 2005؛ والناشطة اليمنية توكل كرمان عام 2011.

وفي مجال الكيمياء حصل د. أحمد زويلعلى جائزة نوبل فيالكيمياء تقديرًا لاكتشافه الفيمتوثانية عام 1999، وهو أول عربي ينال جائزة نوبل في الكيمياء. وفي مجال الفيزياء فاز بها المغربي المولد، الفرنسي الجنسية، اليهودي الديانة سيرج حاروش عام 2012. بينما حاز الروائينجيب محفوظعلىجائزة نوبل في الأدب عام 1988.

والمتأمل لطبيعة الجوائز الممنوحة للعرب خلال عمر جائزة نوبل منذ إنشائها عام 1901 سيجد أن 4 مرات مُنحت في مجال السلام، ومرة واحدة في الأدب، ومرة واحدة في الكيمياء. وهذا تعكسه ببساطة شديدة الطبيعة السياسية المتقلبة، وكم الصراعات والتناحرات بين دول منطقة الشرق الأوسط، مما يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والعالمية من أجل نشر السلام.

أما جائزة الكيمياء فقد منحت للدكتور أحمد الزويل-المصري الأصل-الأمريكي الجنسية، فحياته العلمية التي أنفقها في العلم-بعد تخرجه من مصر-ووصلت به إلى العالمية كانت في المعامل الأمريكية، ولم يجد غضاضة في زيارة إسرائيل مرات عدة والتعاون مع علمائها. ولم نكتشف وقتها أن هناك عالم مصري يستحق التكريم إلا بعد حصوله على الجائزة.

أما في مجال الأدب فقد كان لنجيب محفوظ السبق في الحصول عليها في مجال الأدب، ليس لكونه الأديب الأوحد في زمانه الذي يَجُب طه حسين أو عباس العقاد أو زملائه من كبار الأدباء، بل لأن خطه الأدبي عبر رواياته كان يعكس طبيعة المجتمع وخصائصه الدقيقة، وتفنن في الغوص داخل مكنون الشخصية المصرية مبرزًا كافة ملامحها، حتى ولو أدى ذلك إلى كشف عوراتها، فكانت روايته أولاد حارتنا امتدادًا للنهج الذي بدأه في ثلاثيته المشهورة وغيرها. فواقعية نجيب محفوظ الشديدة التي كشفت المستور في قاع المجتمع رأى فيها الغرب مصداقية تستحق التقدير.

والأمر هنا لا علاقة له بقضية اللغة العربية، وكونها الأكثر جمالًا وثراءً بين اللغات العالمية كما يصور البعض، لأن لكل لغة عبقريتها وصورها الجمالية، وما أكثر النصوص العربية الأدبية إذا ما ترجمت إلى لغات أجنبية فقدت مذاقها الخاص في حلته العربية، وأصبحت نصًا نثريًا، ربما احتاج شرحًا في هوامش الترجمة؛ ويصبح موجز القضية هنا هو غياب المؤسسات التي تعمل على تقديم الإبداع العربي إلى القاريء الغربي على مدار العام، وليس في تراجع المبدعين العرب أو ضمور اللغة العربية.

وفي المقابل حصد العلماء الإسرائيليون جائزة نوبل 12 مرة منذ عام 1966، وحتى الآن. وبتحليل طبيعة العلماء الإسرائيليين الحاصلين على جوائز نوبل، سنجد أن جوائزهم تنوعت ما بين جائزة نوبل للسلام، والكيمياء، والأدب، والاقتصاد، والرياضيات. وهنا يبدو جليًا التباين الكمي والنوعي في طبيعة الجوائز التي حصدها علماء إسرائيل، مقابل علماء 22 دولة عربية.

والسؤال هنا: لماذا هذا التفوق الإسرائيلي النوعي، بعيدًا عن شماعة العرب التي لا تعرف سوى عبارة واحدة وهي: لكونهم يهودًا!

لنصارح أنفسنا بالإجابة، والتي تتلخص ببساطة في عبارة واحدة: التعليم البنيوي، الذي يهدف إلى الاستثمار في الإنسان، بغية الارتقاء بالدولة. أما في بلداننا العربية فالنظم التعليمية إما أنها تعيش حالة من الخمول التام، أو أنها ممدة في غرفة الإنعاش، والسمة العامة لها هي التأرجح صعودًا وهبوطًا...وللحديث بقية.