سعت دول القارة الأفريقية منذ بداية تفشي فيروس كورونا المستجد فى العالم إلى اتخاذ تدابير وإجراءات احترازية من أجل صد هذا الوباء مبكرا وخاصة أنها تتميز بتواضع بنيتها الصحية التى عانت من الأوبئة الخطيرة خلال السنوات الماضية.
أبهرت القارة السمراء العالم أجمع فى كيفة تحجيمها ازياء كوفيد 19 على عكس ما توقع الخبراء حول حدوث كارثة صحية حال وصول فيروس كورونا المستجد إلى أفريقيا وخاصة المناطق الفقيرة منها.
اقرأ أيضا:يوم تاريخي.. كل ما تريد معرفته عن اتفاق السلام السوداني والموقعين عليه
دراسة جديدة عزت قدرة القارة السمراء على مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد على خمس أسباب، ففى دراسة أجرتها مبادرة بي إي أر سي، التي تضم عددًا من المنظمات الخاصة والعامة في القارة الأفريقية لتحقيق شراكة من أجل رد ضد كوفيد 19 مبني على الأدلة الموثقة، إلى أن معدل الوفيات في إفريقيا أقل من معدل الوفيات العالمي، مما يشير إلى أن نتائج تأثير الفيروس كانت أقل حدة بين السكان الأفارقة.
إجراءات سريعة
جاءت اولى أسباب انخفاض معدل الوفيات وهو الإجراءات السريعة التي اتخذتها معظم الحكومات الأفريقية منذ تفشي الفيروس المستجد فضلا عن اتباع إجراءات توصيات الصحة العامة بشأن مكافحة الفيروس، وبضمنها تجنب المصافحة وغسل اليدين بشكل متكرر والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.
وتصرف بعض البلدان مثل ليسوتو في هذا الصدد، حتى قبل الإبلاغ عن حالة إصابة واحدة. حيث أعلنت حالة الطوارئ وأغلقت المدارس في 18 مارس، وفرضت الإغلاق العام لمدة ثلاثة أسابيع بعد حوالي 10 أيام.
وذكر التقرير أنه "مع تنفيذ إجراءات صحية واجتماعية صارمة، تمكنت الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي من احتواء الفيروس في الفترة الواقعة بين مارس - ومايو.
وكلف تطبيق القيود هذه الدول ثمنًا باهظًا؛ إذ فقدت سبل العيش على نطاق واسع وخسرت جنوب إفريقيا (التي شهدت واحدة من أكثر عمليات الإغلاق صرامة في العالم) 2.2 مليون وظيفة خلال النصف الأول من العام.
واضطر المزيد والمزيد من الدول إلى إعادة فتح مصادر اقتصادها على الرغم من أن عدد الحالات أعلى بكثير مما كانت عليه عندما أمرت بالإغلاق.
ووفقًا لتقرير مبادرة بي إي أر سي، كانت استجابة الرأي العام بشأن إعادة فتح الاقتصاد مزيجًا من التأييد والمعارضة.
فئة الشباب
أما السبب الثالث الذي أدى إلى انخفاض نسبة الوفيات فى أفريقيا جراء فيروس كورونا المستجد هو أن أعمار سكان البلدان الأفريقية من الشباب حيث يبلغ متوسط أعمار سكانها 19 عامًا وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.
وقال ماتشيديسو مويتي، رئيس منظمة الصحة العالمية في إفريقيا: "لدينا في إفريقيا حوالي 3 في المئة من السكان الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا مقارنة بسكان أوروبا وأمريكا الشمالية والدول الآسيوية الأكثر ثراءً التي لديها أكبر نسبة من المسنين".
وأضاف الدكتور مويتي: "إن أحد العوامل الرئيسية وراء ذلك هو أنه في الدول الغربية، كان كبار السن يعيشون في دورٍ مخصصة والتي أصبحت أماكن تنتقل فيها العدوى بشدة".
إنه أمر طبيعي في العديد من البلدان الإفريقية أن يعود الناس في المناطق الحضرية بعد سن التقاعد للعيش في منازلهم الريفية.
كما أن الكثافة السكانية في المناطق الريفية منخفضة، وبالتالي يكون الحفاظ على المسافة والتباعد الاجتماعي أسهل بكثير.
المناخ الملائم
وبالنسبة السبب الرابع فهو ارتفاع درجات الحرارة في أفريقيا حيث أكدت بعض الدراسات أن انتشار الفيروس كان أسهل في الأماكن التي فيها درجات حرارة منخفضة ورطوبة.
أنظمة المجتمع الصحية الجيدة
أمام السبب الخامس والأخير هو أنظمة الصحة الجيدة حيث تعانى بعض دول أفريقيا مثل الكونغو الديمقراطية من فيروس الإيبولا وبالتالى كانت الدول المجاورة فى حالة تأهب قصوي، وعليه عندما تفشي كورونا كان يتم توسيع الفحص الطبي للمسافرين ليشمل كوفيد 19 مع فحص الإيبولا.
وأتقنت دول غرب إفريقيا (التي كافحت أسوأ انتشار لفيروس إيبولا على الإطلاق في العالم في الفترة من 2013 إلى 2016) تدابير الصحة العامة التي تم استخدامها لاحقا للوقاية من كوفيد-19 المستجد، بما في ذلك عزل المصابين وتتبع جهات الاتصال الخاصة بهم ثم إخضاعهم للحجر الصحي بينما ينتظرون نتائج اختباراتهم.
وكانت قد سجلت دول القارة الأفريقية قفزة فى إصاباتفيروس كورونا، حيث وصل عدد الإصابات إلى1,537,669إصابة بـفيروس كوروناالمستجد من بينهم 37,392 حالة وفاة وتعافى 1,274,011 حالة من فيروس كورونا المستجد، وذلك وفقا لإحصائيات مركز بـ الاتحاد الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قال إن لقاحا ضدفيروس كوروناالمستجد ربما يكون جاهزا بحلول نهاية العام.