الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البعض يعيش مرحلة النفاق


كنت أتمني أن تمر الاحتفالات بذكري حرب أكتوبر المجيدة ونحن أكثر حيدة وجرأة لإعطاء كل ذي حق حقه ولا نبخث أصحاب البطولات قدرهم . لفت نظري أن مشاهد الاحتفالات بذكري نصر أكتوبر العظيم و اللقاءات التليفزيونية خلا تماما من ذكر أي دور للرئيس الراحل محمد حسني مبارك ولا  الطلعات الجوية التي قام بها سلاح الجو المصري.

قد يكون من المفيد أن نعرف الآن أن حرب أكتوبر هي معركة اشتركت فيها كل أسلحة الجيش المصري  الوطني . فسنوات حكم الرئيس السابق مبارك كنا نسمع فقط عن دور القوات الجوية فقط  وطلعات الطائرات المؤثرة فقط في تحرير  الأرض المصرية الطاهرة . لم تكن وسائل الإعلام تبرز كثيرا  تلك التضحيات الهامة لبقية الأسلحة العسكرية والتي حدثت منها بطولات تفوق الخيال علمتها من أصحابها الحقيقيين الذين قاموا بها  في أرض المعركة . ولكن كان التركيز في السابق علي دور الرئيس السابق محمد حسني مبارك والقوات الجوية في حرب التحرير  وتواري ما فعله الرئيس الأسبق محمد  أنور السادات الذي لقب ببطل الحرب والسلام ولم نعد نسمع له أثر

وللأسف أيضا قبل حكم الرئيس حسني  مبارك . كانت حرب أكتوبر  عبارة عن الطلعة الجوية الأولى التي قام بها شقيق الرئيس السابق الشهيد عاطف السادات ( رحمه الله تعالى تناله في جنة النعيم ) وبرغم أهمية وبطولة ما قام به شقيق الرئيس أنور السادات ولا نختلف عليه . إلا  أن هناك بطولات أخرى قامت بها بعض العناصر التي كان لها دور هام في حرب أكتوبر ..

وأصبحت نغمة الاحتفالات أثناء حكم الرئيس السادات ( رحمة الله عليه ) هي القرار الحكيم الذي أصدره سيادته وجعله بطلا للحرب والسلام معا وبطولة شقيقه .. لم نختلف . هو فعلا رئيس سار في الاتجاهين وحقق المعادلة المهمة في الحفاظ على النصر وما استرده من الأرض . وحينها كانت الأقلام تتوارى أمام حكمة القرار وتوارت قليلا بطولات أفراد الجيش المصري التي تفوق الخيال من تضحياتها وكلنا نعلم من حكايات رواها لنا الأقارب والأصدقاء وبعض البرامج والأفلام التي مازالت نظيفة طاهرة اليد . احتفالات أكتوبر أخذت هذا العام شكلا آخر  سار علي نفس النهج . اختفي تمام اسم وذكر وبطولات الرئيس محمد حسني مبارك . واختفى الكلام عن الطلعات الجوية التي تمت تحت قيادته .اختفت صور الطلعات الجوية وحصاد نتيجة هجماتها . ولم نعد نسمع أصلا أن الرئيس مبارك شارك في حرب التحرير للأرض الطاهرة.

لماذا اختفى اسم ودور  الرئيس مبارك من الاحتفالات المختلفة؟ ولم يشير له اي ضيف في البرامج الحوارية عن دوره.

ربما المكسب الحقيقي خلال السنوات القليلة الماضية أننا أصبح لدينا حجم معلومات أكثر عن بطولات أخرى لأسلحة أخرى وأبطال مصريين أنجزوا مهام في أرض المعركة  تفوق الخيال. ومن أبرزها ما علمناه عن دور رجال الصاعقة المصرية . بالإضافة لأدوار كل أسلحة الجيش.

هناك آفة من النفاق لا يزال يعيش بها البعض منا في ضميره وتصرفاته وفي أقلامهم . هو يفعل دون ان يطلب منه أحد . كل من تولي المسؤولية من قبل يختفي دوره طالما  اقترن نهاية اسمه   الفعل كان والصفة سابقا . الآن نحن لدينا قيادة سياسية حكيمة تقدس العسكرية الوطنية وتؤكد علي وحدة الجيش ولم تصدر إطلاقا تعليمات بإغفال دور أحد في الحرب والتركيز على أدوار  أخري . 

ومستحيل أن يحدث هذا  لكن آفة نفاق البعض يتوهمون أنه في ذكر بطولات مبارك قد لا يتماشى مع رغبة وسياسة النظام الآن .. وهذا شبه مستحيل . فالاختلاف في الممارسة والحكم على تصرفات هو إجراء قانوني تم ممارسته تجاه الرئيس السابق أمام القضاء المصري العادل . ولكن عندما توفي الرئيس السابق محمد حسني مبارك . كانت الأصالة المصرية تظهر في تصرفات الرئيس عبد الفتاح السيسي . كان علي رأس الذين قاموا  بتشييع الجنازة  وذهب والسيدة زوجته لأسرة الرئيس مبارك وقدم لهم واجب العزاء . حينها وكأن الرئيس أعطاهم صك الأصالة والسماح. فقام بالذهاب للتعزية كل المؤيدين والمعارضين وكثير من المنافقين لمجرد أن الرئيس أعطاهم صك ومفتاح الشخصية المصرية الأصيلة التي تفرق بين الخلاف في الممارسة وبين تأدية الواجب و جبران الخاطر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط