روت سيدة بريطانية في السادسة والثلاثين من عمرها تفاصيل معاناتها من أعراض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) طويلة الأمد، والتي أجبرتها على التخلي عن نمط حياتها المعتاد والبقاء في مسكنها طريحة الفراش لمدة سبعة أشهر، لدرجة أنها أصبحت تواجه صعوبة حتى في إعداد وجبة إفطارها.
تعد "أليسا جاباي"، وهي من منطقة "هامبستيد" الواقعة شمال العاصمة البريطانية لندن، واحدة من العديد من المرضى الذين مازالوا يعانون من أعراض فيروس كورونا بعد أشهر من تشخيص إصابتهم به.
وأفاد تقرير لصحيفة "ميرور" البريطانية بأن المريضة تعاني من آثار جانبية مروعة، من بينها حالة تُعرف باسم "brain fog" أو "ضباب الدماغ" والتي تؤثر على القدرة على التركيز والانتباه، إلى جانب عانت من الاختناق عدة مرات كل ليلة على مدار شهر تقريبًا وأصبحت تخشى الخلود للنوم بسبب تلك الحالة.
وقد تسببت عدوى كورونا في انقلاب حياتها رأسًا على عقب، إذ أنها اعتادت في السابق على عيش حياة حافلة، كما كانت حريصة على ممارسة "اليوجا" ثلاث مرات أسبوعيًا، بالإضافة إلى رياضة قيادة الدراجات بشكل يومي، لكنها الآن أصبحت تواجه صعوبة في القيام بأي نشاط بسيط، ولم تغادر منزلها سوى خمس مرات فقط على مدار السبعة أشهر الماضية.
وقالت "جاباي" في تصريحات لـ"ميرور" إنها أصبحت في معاناة مريرة منذ 7 أشهر، حيث تسببت العدوى في تحويلها من سيدة عاملة حريصة على ممارسة الرياضة إلى مريضة طريحة الفراش تعيش في عزلة وخوف، واضطرتها حالتها المرضية إلى العيش على الإعانات فضلًا عن أنها تستنزف مدخراتها، وهو ما تسبب شعورها بقلق بالغ حيال ما ستفعله عند نفاذ مدخراتها، حيث تتوقع أن تنفذ تمامًا في غضون 6 أشهر، في حين أن الإعانة التي تتلقاها لا تغطي كافة نفقاتها، وقد تخلت عن عملها بسبب مرضها.
أضافت المريضة خلال حديثها أنه رغم مضي سبعة أشهر على تشخيص إصابتها بالعدوى، إلا أنها مازالت غير قادرة على العمل إطلاقًا أو حتى الذهاب لشراء احتياجاتها الأساسية وأصبحت عالقة في المنزل إثر معاناتها من الإنهاك المستمر ومشاكل التنفس؛ وأشارت كذلك إلى أنها تنام من الساعة الثامنة مساءًا وحتى السابعة صباح اليوم التالي، ثم تحصل على قيلولة خلال فترة الظهيرة، وأصبحت كل أيامها تسير على نفس النمط، حيث تستيقظ من نومها وتشاهد التلفزيون ثم تحصل على قيلولة وتعاود مشاهدة التلفزيون حتى تخلد للنوم مرة أخرى.
أما بالنسبة إلى أعراضها المرضية فهي تشمل صعوبة التنفس وتسارع ضربات القلب، فضلًا عن أن ذاكرتها قصيرة المدى صارت سيئة للغاية، إثر معاناتها من "ضباب الدماغ".
وأفادت "جاباي" بأن طبيبها أخبرها أن عملية تعافيها يمكن أن تستغرق ما بين 6 أشهر إلى عام، ولا تعتقد أنه سيكون في إمكانها استئناف حياتها العملية حتى العام المقبل.
يشار إلى أنه قد تم تشخيص إصابة هذه السيدة بعدوى كورونا في شهر مارس الماضي، إلى جانب أنها تعاني من التهاب المفاصل منذ كانت في الثامنة عشر من عمرها، وقد نصحها طبيبها بالبقاء في المنزل وتجنب الذهاب للمستشفيات بسبب تناولها لـ مثبطات المناعة لعلاج التهاب المفاصل.
تأمل المريضة حاليًا أن تتحسن حالتها الصحية في أسرع وقت ممكن كي يكون في إمكانها العودة لحياتها الطبيعية التي حرمتها منها العدوى المميتة.