الصناعات اليدوية في مصر من أهم الحرف التي أقيم على أساسها سوق للتجارة قديما ، فقد كان دورها مهما للغاية، ولكن مع مرور الوقت أصبح مجال الحرف والصناعات اليدوية يندثر وهروب الحرفيين من ذلك المجال لعدم اهتمام أصحاب الشركات والممولين به.
التقى "صدى البلد" وكيل غرفة صناعة الحرف اليدوية في مصر، هشام الجزار، للحديث عن مستقبل مجال الحرف، وكيفية إحيائها من جديد وتطويرها بعد مبادرة الحرفي المصري كأول منصة تجارة عربية إفريقية بهدف فتح أسواق دولية ومحلية جديدة أمام الصناع المصريين.
قال " هشام الجزار" وكيل غرفة صناعة الحرف اليدوية، إن الحرفيين في مصر يشكلون نسبة 20%، وهي نسبة لا بأس بها من سكان مصر، 65% تقريبا منهم سيدات، والباقي من الرجال، لأن معظم الأعمال اليدوية والحرفية تحتاج لتفرغ وصبر على خروج المنتج كما هو منتظر.
وأوضح الجزار، أن الإقبال على الصناعات اليدوية المصرية في الأسواق العالمية كان كبيرا في المعارض الأخيرة، وحققت مصر نسبة مبيعات أعلى من المتوسط، مما يؤكد أن المنتج المصري مازال يحتفظ بالجودة في الصنع، ولكن يحتاج إلى المزيد من التسويق والتمويل لإتاحة الفرصة لعدد أكبر من الحرفيين.
وأشار الجزار إلى أن الحرف اليدوية في مصر حاليا تواجه أزمة كبيرة بسبب حالة الإغلاق ومنع أي تجمعات لإقامة معارض لعرض المنتجات اليدوية، مما أدى إلى ركود في ذلك المجال بسبب ضعف الإقبال .
وأضاف" هشام الجزار" خلال حديثه لـ"صدى البلد" ، أن حالة الإغلاق التي نتجت عن تفشي كورونا ضربت العالم كله، ولكن كانت مصر من الدول التي لم يتأثر اقتصادها بشكل كبير كباقي دول العالم المتقدمة برغم كل المصاعب التي تقابلها، إلا أنها استكملت نموها الاقتصادي، ولكن بشكل أبطأ من الفترة التي سبقت كورونا.
وأكد الجزار، أن الدولة تتجه الآن إلى دعم التعليم الفني والإعلاء من شأنه مرة أخرى، ليصبح الإقبال على المدارس الفنية أكبر في الفترة القادمة، وخريج المدارس والمعاهد الفنية يشعر أنه يمتلك موهبة يحتاجها المجتمع، مشيرا إلى أن المدارس الفنية من الأساس يجب تأهيلها وتدريب المعلمين بها على التقنيات الحديثة، حتى تكون قادرة على تقديم طلاب حرفيين للمجتمع .
وذكر "الجزار" ، أن هناك اهتماما كبيرا من جانب الدولة والرئيس عبدالفتاح السيسي في مجال تطوير المدارس الفنية والصناعات الحرفية، لتصحيح المسار التعليمي في مصر والاتجاه إلى تعليم الشباب الحرف المصرية، بدلا من هروبهم من المدارس وتوجيههم لتطويع الطاقة بداخلهم للصناعة اليدوية والحرفية.
وأكد الجزار، وكيل غرفة صناعة الحرف اليدوية، وعضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات، ومؤسس شركة «يدوي» إنه بالتعاون مع برنامج تنمية الاقتصاديات الشاملة والابداعية الممول من المجلس الثقافي البريطاني، تم العمل في 5 مناطق بالجمهورية على تعزيز الحرفيين اليدويين وفتح أسواقا تصديرية لهم.