EN 
إن تقرأ خبرا وفى كل كلمة من كلماته تكون على يقين أنه سينتهى بأنه من نوعية الأخبار الساخرة وتفاجأ فى آخره بأنه قصة حقيقية وواقعة تتناقلها الجرائد والمواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعى فهنا تقع الكارثة وتحبس أنفاسك قهرا وربما قرفا.. الخبر يقول أيقظ عريس زوجته فى ثانى أيام زواجهما وسألها نمتى كويس؟
فأجابته بسعادة العروس التى تستقبل حياة جديدة فاتحة لها ذراعيها وقالت نعم!! وهنا جاءت الأسئلة تتوالى ؛ إزاى نمتى كويس جنب راجل غريب، وقبل أن تجيب فاجأها بسؤال آخر وآخر وآخر ولم يكتف بذلك ولم يرحم ضعفها وقلة حيلتها وتغابى معها أكثر ليطلب إخوتها ويسمعها ما قاله لهم بسخرية وتعالى: أختكم نامت فى بيت غير بيت أهلها وجنب راجل غريب، فين التربية والأخلاق يا أساتذة، ولم يكتف بهذا الحوار الهزلى بل ختمه بمطالبته إياهم بأن يحضروا ليأخذوا أختهم لأنها عديمة الرباية..
خبر مثل هذا يجعلك تتوقف كثيرا وتتساءل لماذا يتسرع الأهل بزواج بناتهم قبل الكشف على القوى العقلية لمن يتقدمون لهم؟ وأيضا لماذا لا يتم الكشف على دوافعهم النفسية ومدى صحتها وهل هم أسوياء أم مرضى سيعذبون بناتنا ويقتلون فيهن كل ما هو طيب وجميل تربين عليه.
هذه الواقعة إن دلت على شىء إنما تدل على أن المرض النفسى وباء مستتر ينقض على الأبرياء من أقرب الناس إليهم وينهش فيهم نهشا هذه الفتاة لا تقل ألما عن فتيات كثيرات انتقلن من بين آبائهن يحلمن بالسكن والمودة ووجدن الألم والخيبة فى انتظارهن.
هذه الفتاة تتساوى فى نتيجة حياتها مع تلك التى قتلها زوجها يوم الدخلة لأنه ليس رجلا وخاف من أن تفشى سره وتشهر به، فالأــخيرة ماتت ولم تدر ذنبها وصاحبة هذا الخبر مات فيها كل المعانى الطيبة التى عاشت بها، انتزع منها الأمن والأمان ومن الصعب عليها أن تتفهم عقلية هذا الزوج المريضة الذى كان أولى به أن يعالج نفسه قبل أن يؤذى غيره بمرضه النفسى الذى من المؤكد أنه أصيب به لتجربة شخصية أو معاناة أسرية أو ربما رغبة فى الانتقام ناتجة عن موروث قديم.. ماحدث من هذا الزوج يجب الا يمر مرور الكرام لانه يضعنا امام ظاهرة خطيرة يجب البحث فى اسبابها ووضع الحلول لها قبل ان تتفاقم وتعصف ببناتنا وبيوتنا ..
