الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبقرية السنباطي


 استطاع بموسيقاه الشرقية الخالصة التأثير على الوجدان العربي ونيل جائزة اليونسكو العالمية كأحسن موسيقي في العالم عام 77باعتباره المصري والعربي  الوحيد الذي لم يتأثر بأية موسيقى أجنبية انه العبقري رياض السنباطي وهو اللقب الذي اطلقته عليه كوكب الشرق ام كلثوم وعلاقة من نوع خاص بين النبوغ الموسيقي والاعجاز الصوتي.

اقترن اسم السنباطي بأم كلثوم  حيث وجد فيها ضالته المنشودة  فبقدراتها الصوتية للامحدودة  وحنجرتها الذهبية اعجاز  ترجم  الحانه مغردا  للجمهور العربي.

كان السنباطي ومازال مدرسة موسيقية متفردة  لا ينضب معينها تجلت عبقريته في تلحين القصائد ويحسب لرياض انه جعل عموم الشعب تستمتع وتتذوق وتعشق القصيدة التي  كانت حبيسة الكتب  فقد أخرج الأبيات الشعرية من عليائها لتترجمها الحانه التي تميزت بالأصالة والتجديد معا. 

ومن تلحين القصائد تحديدا ظهرت الموهبة المتفردة للرياض السنباطي الذي يعتبر من أكثر الملحنين تلحينا للفصحى والتي لم يستطع ان ينازعه احد فيها وشتان بين ما قدمه وما قدمه غيره فقد أضاف رياض  للقصائد خلودا  فقد كانت الحانه تتقمص الأبيات الشعرية وتخلق حالة وجدانية خاصة لكل من يستمع اليها وهو ما اوجد رباطا قويا واستثنائيا بين الجمهور من المحيط للخليج والقصيدة العربية فتعلق بها بل وحفظها عن ظهر قلب علي غير المعتاد.

كان السنباطى عاشقا  للفصحي  ومتذوقا للغة العربية  ولذلك تميز بقدرته المتجاوزة للحدود الابداعية وتفوق علي نفسه في  تلحين القصيدة العربية الدينية والوطنية والعاطفية تأثرا  بكبار  شعراء  عهد النهضة الابداعية والثقافية لمصر في القرن الماضي  علي رأسهم امير الشعراء احمد شوقي لذلك قام بتليحين  جميع القصائد التي غنتها أم كلثوم من شعر شوقي ..سلوا كؤوس الطلا. سلوا قلبي .نهج البردة .ولد الهدي .الي عرفات الله .السودان .النيل.وغيرها.
 
وكانت رباعيات الخيام  للشاعر الفارسي عمر الخيام  التي ترجمها رفيق دربه الشاعر احمد رامي إلى العربية بكل براعة الاختبار الأول و الأصعب للسنباطي الذي اجتازه بكل براعة وقام بتليحنها بمقامات عربية أصيلة رغم صعوبتها من حيث الكلمات التي تجاوزت في عظمتها حدود الجغرافيا المكانية والتاريخ بعدة قرون ورغم هذا ابدع  وتسيد بها تلحين القصيدة وهي المرحلة الاهم في رحلته الإبداعية.
 
ومن الاصالة للحداثة كان يتجدد منطلقا بالحانه وكان السنباطي يتحدي نفسه في كل قصيدة فمن حديث الروح للشاعر الباكستاني محمد اقبال الي اراك عصي الدمع للشاعر العربي الكبير أبو فراس الحمدانى مرورا بالشاعر المبدع علي احمد باكثير  واحمد فتحي في قصة الامس وصالح جودت الامير عبد الفيصل من اجل عينيك وثورة الشك الي  طاهر ابو فاشا وعرفت الهوي وحتي شاعر النيل حافظ ابراهيم  ومصر تتحدث عن نفسها الي ان نصل لقمة الهرم الابداعي والاطلال للشاعر الكبير ابراهيم ناجي أروع ما لحن السنباطي التي وصفها النقاد بأنها تاج الأغنية العربية وأروع عمل غنائي في القرن العشرين.

وكانت القصائد التى قضي رياض السنباطي معظم سنوات عمره  بين ابياتها بمثابة تاج علي صدره يتباهى ويعتز بها لأن اهتمامه بالفصحى كما كان يري حماية للغة والهوية العربية.

الفخامة والثراء الواسع والمهابة وكلاسيكية البناء اهم ما تميزت به الجمل اللحنية للسنباطي  فقد فرض  شخصيته اللحنية دون ان يتأثر بالمقامات الغربية مثل محمد عبد الوهاب وفي نفس الوقت لم يتجاهل الالات الموسيقية الحديثة لكنه وظفها في اطار شرقي خالص.
  
فموهبة السنباطي اتتت متشبعة بجذور عميقة من الموروث الثقافي الغنائي العربي ذو المقامات الشرقية الاصيلة والتي استقاها من الإنشاد حيث الوالد احد اشهر المبتهلين في قريته اضافة الي تعلمه تجويد تلاوة القران وولعه باللغة العربية وتفرد شخصيته الابداعية  التي نضجت بتعاونه الاستثنائى مع سيدة الغناء العربي تلحين القصيدة كان الملمح الابرز في مدرسة رياض السنباطي التي لا تشبه احدا في أصالة فكره فقد استطاعت الحان السنباطي  أن تجد لها مكانًا رحبا في تاريخنا الموسيقي العربي وتتربع عليه... وللحديث باقية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-