الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صحيفة عبرية تكشف سر غضب أردوغان من اتفاقات السلام مع إسرائيل.. شعر بالفشل بعد وقف الإمارات لخطط الضم.. وبلاده لم تقدم شيئا للفلسطينيين على أرض الواقع.. وقطر أخذت مكان أنقرة في التواصل مع تل أبيب

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

هاآرتس: 
-اتفاق الإمارات وإسرائيل أظهر مدى ضآلة تركيا في المنطقة
-إسرائيل قررت تنحية تركيا جانبًا والتوجه للتفاوض مع الدول العربية
-العلاقات التجارية بين تل أبيب وأنقرة استمرت لعقود رغم الخلافات بين أردوغان ونتنياهو
ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، اليوم الإثنين، أن المشكلة الحقيقية التي يواجهها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين، تكمن في أنه أظهر مدى ضآلة حجم تركيا في المنطقة.

وقالت الصحيفة إن أردوغان خرج عقب توقيع الاتفاق بين إسرائيل والإمارات ليهدد الأخيرة بقطع العلاقات الدبلوماسية معها، معبرًا عن دعمه الكامل للقضية الفلسطينية.

وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات أردوغان - كما هو متوقع – لم تحمل معها الكثير من الأفعال، موضحة أن تركيا حتى الآن لم تتخذ أي رد فعل ضد الإمارات لتوقيعها اتفاق التطبيع مع إسرائيل.

ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد أسابيع من الإعلان الإماراتي الإسرائيلي، خرجت البحرين لتعلن عن استعدادها لتوقيع اتفاق تأييد السلام مع تل أبيب، لكن في تلك المرة كانت حدة التصريحات التركية المنتقدة للاتفاق أقل.

واستدركت الصحيفة العبرية قائلة: "لاحظ التناقد بين تصريحات أردوغان حول الاتفاق الإماراتي مع إسرائيل، وبين تصريحات وزارة الخارجية التركية التي علقت على إعلان البحرين قائلة إن الاتفاق سيشجع إسرائيل على عملياتها غير القانونية على الأراضي الفلسطينية.

واعتبرت "هاآرتس" أن موقف تركيا مثيرًا للسخرية وذلك لأن علاقات أنقرة الواضحة مع تل أبيب، لم تمنع الأخيرة من ممارساتها غير الشرعية في فلسطين، موضحة أن الإمارات في الواقع هي من أوقفت خطط الضم الإسرائيلية في الضفة الغربية وليست تركيا، وذلك لأنها اشترطت على تل أبيب قبل توقيع الاتفاق أن تضع حدًا لخطط الضم التي تقوم بها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتابعت: "وإن كان الحديث عن الفلسطينيين، الذين تقول تركيا إنها تعترض على الاتفاق من أجلهم، فإن مشكلة تركيا الحقيقية مع تطبيع العلاقات بين تل أبيب وأبوظبي هو أنه يعكس فشلها فقط".

ومن المؤكد، أن تحول إسرائيل إلى دول الخليج يعد إثبات آخر على أن تل أبيب قررت تنحية تركيا جانبًا، فالعلاقات الإسرائيلية التركية خلال العقدين الماضيين مرت بأيام سيئة وطبيعية في نفس الوقت، لكنها لم ترى أيام جيدة كثيرة، حيث كانت هناك انتقادات علنية سنويًا بين أردوغان الذي يتهم إسرائيل بانتهاك حقوق الإنسان في فلسطين، ونتنياهو، الذي يتهم تركيا بانتهاك حقوق الأتراك.

ولفتت الصحيفة إلى أنه برغم كل ما سبق، استمرت العلاقات التجارية الثنائية بين البلدين بل وشهدت ازدهارًا.

ولم تقتصر العلاقات التركية الإسرائيلية على التجارة فحسب، حيث استمرت الخطوط الجوية التركية في تسيير رحلات إلى إسرائيل في محاولة منها لتويل اسطنبول إلى أكبر مركز التقاء في العالم.

وأكملت الصحيفة: "حتى خلال أزمة جائحة كورونا. كانت شركة الخطوط الجوية التركية، أولى الشركات التي استأنفت رحلاتها إلى إسرائيل، رغم توقف شركة العال الإسرائيلية بسبب الجائحة".

ورجحت الصحيفة، أن تركيا تفتقد الآن فترة ما بعد محادثات المصالحة مع إسرائيل عام 2016 عندما اعتقد الكثيرون أن هناك فرصة قوية لتركيا لتصبح شريك إسرائيل لتصدير الغاز إلى أوروبا، مشيرة إلى أنه لو كانت تخلت تركيا عن محاولاتها لجذب ولاء المسلمين واتباع سياسة الاستثمار في بناء علاقات إقليمية قوية، لأستطاعت الآن أن تخرج من مأذقها الحالي بخصوص أزمة الطاقة، بينما تبحث كل من مصر وفلسطين وقبرص واليونان وإسرائيل وربما لبنان عن التعاون من أجل مستقبل أفضل لاحتياجاتهم من الطاقة.

واعتبرت الصحيفة أن الاعتقاد بأن تركيا تعمل بطريقة على تحسين الأمور للفلسطينيين اعتقاد وهمي، موضحة أن تركيا لم تفعل أي شيء على أرض الواقع لصالح الفلسطينيين مثلما فعلت الإمارات.

ولفتت هاآرتس إلى أن الحليف العربي الوحيد لتركيا هي قطر، التي تزعم بأنها مصدر الدعم للفلسطينيين في قطاع غزة. وفي الواقع فإن مسئولين في جهاز الموساد الإسرائيلي توجهوا إلى الدوحة مرتين من أجل تأمين هذا الدعم للفلسطينيين، وهذا أكبر دليل جوهري على أن الزمن قد تغير، بالشكل الذي يجعل الدولة العربية التي تصف نفسها بأنها أكبر داعم للفلسطينيين تستقبل مسئولين الأمن القومي الإسرائيليين.

واختتمت الصحيفة العبرية بأن قطر هي التي تلعب دور الوسيط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وليست تركيا التي كانت يمكن أن تلعب هذا الدور في الماضي، وحتى الفلسطينيون يعرفون أن تركيا لا يمكن أن تحل محل الدول العربية من حيث المساعدة والدعم، بغض النظر عن علاقاتهم مع إسرائيل.