في ذكرى ميلاده.. من هو "شينزو آبي" الذي أطلق السيسي محورا باسمه؟

في تكريم خاص من نوعه من مصر لليابان، وجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بإطلاق اسم "شينزو آبي" رئيس الوزراء الياباني السابق، على محور مروري جديد بشرق القاهرة، يربط محور الشهيد بطريق السويس، مع تنظيم تلك المنطقة وفق مخطط هندسي وإنشائي متطور.

يأتي ذلك بعدما أعلن آبي، أكثر رؤساء وزراء اليابان بقاء في السلطة، نهاية الشهر الماضي، أنه سيستقيل بسبب سوء حالته الصحية منهيا فترة استمرت نحو ثماني سنوات.

وتحل اليوم ذكرى ميلاد رئيس وزراء اليابان السابق، حيث ولد شينزو آبي في طوكيو 21 سبتمبر 1954، لعائلة سياسية بارزة تتمتع بنفوذ اقتصادية كبيرة طوال فترة ما قبل الحرب وأوقات الحرب وما بعد الحرب.

وتنحدر أصول هذه العائلة في الأصل من محافظة "ياماجوتشي"، وكان جده لأمه نوبوسوكي كيشي ملقبا بـ "الملك الاقتصادي"، للصين المحتلة وكوريا ومانشوكو، التي كانت تقع في شمال الصين خلال الحرب العالمية الثانية.

وفي نهاية الحرب تم محاكمة جده كمجرم حرب، لكن سياسة القائد الأعلى لقوات الحلفاء التي سيطرت على اليابان بعد الحرب تغيرت في النهاية، وتم إطلاق سراحه، وفقا لما كتبه آبي: "اعتاد بعض الناس الإشارة إلى جدي على أنه مشتبه به ومجرم حرب من الدرجة الأولى.. شعرت بنفور شديد بسبب هذه التجربة، لكن جدي واصل تأسيس الحزب الديمقراطي، وهو رائد للحزب الليبرالي الديمقراطي اليوم، وشغل منصب رئيس وزراء اليابان من 1957 إلى 1960".

انضم جده إلى الحرب العالمية الثانية، أما والده شينتارو ابي خدم في مجلس النواب 1958-1991، فضلا عن عمله في مجلس الوزراء ، وانضمامه خلال الحرب العالمية الثانية ، وتطوع في مجال الطيران لكن الحرب انتهت قبل أن ينهي التدريب.

أما شينزو آبي الابن، درس الإدارة العامة وتخرج مع درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة سيكي في عام 1977، وانتقل بعد ذلك إلى الولايات المتحدة ودرس السياسة العامة في جامعة جنوب كاليفورنيا لمدة ثلاثة فصول دراسية. 

في أبريل 1979، بدأ آبي العمل في شركة كوبي ستيل، حتى تركها عام 1982 وتولى عددًا من المناصب الحكومية بما في ذلك المساعد التنفيذي لوزير الخارجية، والسكرتير الخاص لرئيس المجلس العام للحزب الديمقراطي الليبرالي، والسكرتير الخاص للأمين العام للحزب الديمقراطي الليبرالي. 

تدرج آبي في المناصب السياسية والقيادية حتى تم انتخابه لمجلس النواب في انتخابات 1993، كما تم تعيينه رئيسًا لمجلس الوزراء من قبل رئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي في سبتمبر 2005، قبل أن يحل محل كويزومي كرئيس للحزب الديمقراطي الليبرالي في سبتمبر 2006. 

وتم تأكيده لاحقًا كرئيس لوزراء اليابان من خلال جلسة خاصة لمجلس الدايت الوطني، وأصبح يبلغ من العمر 52 عامًا، كأصغر رئيس وزراء لليابان بعد الحرب وأول من ولد بعد الحرب العالمية الثانية، لكنه استقال آبي من منصبه كرئيس للوزراء بعد عام واحد، بسبب المضاعفات الطبية الناجمة عن التهاب القولون التقرحي، بعد وقت قصير من خسارة حزبه لانتخابات مجلس المستشارين في ذلك العام. 

تم استبداله بـياسو فوكودا، الذي أصبح الأول في سلسلة من خمسة رؤساء وزراء فشل كل منهم في الاحتفاظ بمنصبه لأكثر من ستة عشر شهرًا.

بعد تعافيه من مرضه، قام آبي بعودة سياسية غير متوقعة، حيث هزم وزير الدفاع السابق شيجيرو إيشيبا في اقتراع ليصبح رئيس الحزب الديمقراطي الليبرالي للمرة الثانية في سبتمبر 2012. 

بعد فوز الحزب الليبرالي الديمقراطي الساحق في الانتخابات العامة في ديسمبر، أصبح أول رئيس وزراء سابق يعود  إلى منصبه منذ شيجيرو يوشيدا في عام 1948. 

قاد الحزب الليبرالي الديمقراطي إلى انتصارين آخرين في انتخابات 2014 و2017 ونتيجة لذلك، أصبح رئيس وزراء اليابان الأطول خدمة، إلى أن أعلن نهاية أغسطس الماضي -بعد عودة ظهور التهاب القولون التقرحي- أنه سيتقاعد من السياسة، حيث قدم استقالته في 16 سبتمبر ، بناءً على انتخاب البرلمان لرئيس مجلس الوزراء يوشيهيدي سوجا خلفًا له.