الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خوفًا من عقوبات أوروبية محتملة.. تركيا تتراجع وتقبل الحوار مع اليونان.. ماكرون يطالب أردوغان بتحمل المسئولية.. وتقارير تؤكد: أنقرة تشكل تهديدًا دائمًا على مصالح أوروبا

صدى البلد

تركيا تقبل باستئناف المحادثات مع اليونان تجنبا لعقوبات أوروبية محتملة
ماكرون مغردًا بالتركية لأول مرة: نطالب تركيا بحوار مسئول تجنبًا للتصعيد 
صحيفة ألمانية: تركيا تشكل تهديدًا دائمًا لمصالح أوروبا.. وسياسة العقوبات لا تجدي نفعًا


في ضربة جديدة لتركيا، أعلن المتحدث باسم رجب طيب أردوغان، أمس الأحد، أن بلاده واليونان قد تستأنفان في وقت قريب محادثات بشأن مطالبات كل منهما في البحر المتوسط، وذلك خوفًا من عقوبات أوروبية محتملة. 

وذكرت مجلة "أحوال" التركية أن  تهديد زعماء الاتحاد الأوروبي الذين سيجتمعون هذا الأسبوع بفرض عقوبات على أنقرة لن يجدي نفعا.

والدولتان المتجاورتان العضوان في حلف شمال الأطلسي على خلاف شديد بشأن امتداد الجرف القاري لكل منهما في شرق المتوسط. واحتدم التوتر الشهر الماضي عندما أرسلت تركيا سفينة للتنقيب عن النفط والغاز في المياه المتنازع عليها.

وأدانت اليونان العضو في الاتحاد الأوروبي الخطوة واعتبرتها غير قانونية وتضغط هي وقبرص على زعماء الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف أكثر صرامة في اجتماعهم المقرر يوم الخميس.

وسحبت أنقرة سفينتها عروج ريس الأسبوع الماضي. وقالت إن ذلك من أجل أعمال صيانة دورية لكنها قالت فيما بعد إنها منفتحة على المساعي الدبلوماسية لخفض التوتر مع أثينا.

وفي الشهر الماضي، كانت تركيا واليونان على وشك استئناف هذه المحادثات "الاستكشافية" التي جرى تعليقها عام 2016 لكن تركيا قطعتها وأرسلت السفينة عروج ريس إلى المياه المتنازع عليها بعد أن وقعت اليونان اتفاقا مع مصر على ترسيم الحدود البحرية.

وفي وقت سابق ، أول أمس السبت، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تركيا لإعادة فتح حوار مسئول مجددا بخصوص شرق المتوسط، في تغريدة نشرها عبر تويتر، باللغة التركية، هي الأولى من نوعها.

وقال ماكرون في تغريدته: "بعثنا رسالة واضحة إلى تركيا في قمة أجاكسيو: دعونا نعيد فتح حوار مسئول، بحسن نية، وبدون سذاجة، هذه الدعوة هي الآن أيضًا دعوة البرلمان الأوروبي، يبدو أنها قد سُمعت، فلنتقدم".

في سياق متصل، أشارت وسائل إعلام ألمانية إلى أن سياسات أردوغان تشكل تهديدًا دائمًا لأوروبا ومصالحها، حيث أكدت صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية أن نهج تركيا مستفز إزاء اليونان وملف شرق المتوسط. 

وقالت الصحيفة: "سواء أكان ذلك استفزازًا أم لا، فإن نهج تركيا في الشؤون الخارجية ممنهج. فكان الرئيس التركي ينتهج عقيدة سياسية خارجية هجومية منذ 2016. ولم تعد الشراكات القديمة مثل الناتو عقبة أمام أردوغان أكثر من تحالف القيم الغربي".

وأضافت: "فبالنسبة لأردوغان، السياسة الخارجية هي لعبة محصلتها صفر: لا يمكنه الفوز إلا عندما يخسر الآخرون والعكس صحيح".

ولفتت الصحيفة الألمانية إلى أن الكثير من الأوروبيين يعتقدون ذلك أيضًا ندما يتعلق الأمر بقضية اللاجئين مثلًا، فإنه لطالما كان لدى أنقرة لهجة انتهازية استغلالية وهجومية. ومع ذلك، يتحدث بعض السياسيين في الاتحاد الأوروبي عن ذلك كما لو أن الأموال المخصصة لرعاية اللاجئين كانت هدية لأردوغان.

وهدد أردوغان مرارًا بإغراق أوروبا باللاجئين، وفعل ذلك عام 2015، عندما استقبلت أوروبا مئات آلاف اللاجئين بعدما فتح الرئيس التركي أبواب القارة لهم.

وفي ليبيا، يسعى الرئيس التركي منذ فترة طويلة إلى تحقيق أهدافه ومصالحه، معارضًا فرنسا في المقام الأول، حيث أن للجيش التركي نفوذ كبير في البلد الذي يشهد حربًا أهلية منذ سنوات. ويمكن أن يصعد أردوغان حدة الموقف إذا كان ذلك مفيدًا له.

وفي أوكرانيا، تعمل تركيا على تعزيز قواتها "ذات النوايا الحسنة" في الحكومة. وتعمل الدولة منذ فترة طويلة على توسيع نفوذها في البلقان، بما في ذلك الشراكات السياسية والتعاون الاقتصادي وتمويل المساجد.

وتلفت الصحيفة الألمانية إلى أنه غالبًا لا تكون التهديدات بفرض عقوبات من الجانب الأوروبي على تركيا تأثيرًا كبيرًا على سياسات أردوغان، بل أحيانًا يؤدي التهديد المستمر إلى تمسك وتعنت أكبر من جانب تركيا.

وتختتم الصحيفة تقريرها بالقول: "ما هو ضروري الآن هو تغيير النهج المعروف بطريقة تنصف الظروف الحالية، فقد تخلت تركيا عن نظام القيم الأوروبي وسياساتها سيئة للغاية، وما يتم الآن من تهديدات وغيره لا تجدي نفعًا".
 

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أجرى محادثات مع شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي الذي سيرأس اجتماعات زعماء الاتحاد ومع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تريد تهدئة الأزمة.

لكن قبرص التي تحتج على وجود سفينتين تركيتين قبالة شواطئها تصر على فرض عقوبات على أنقرة.

وقال كالين "التهديد بالابتزاز أو بفرض عقوبات على تركيا لا يحقق نتائج". وأضاف "من المفترض أن يكون الساسة الأوروبيون أدركوا ذلك".

وكتب أردوغان على تويتر في مطلع الأسبوع يقول إن تركيا تعتقد أنه يمكن حل الخلاف عن طريق الحوار لكنه استمر في الدفاع عن حقوق بلاده في المنطقة.

وقال "نريد أن نعطي الدبلوماسية كل فرصة ممكنة بالاستماع لكل دعوة مخلصة... بهذه الرؤية سنواصل الدفاع عن كل قطرة ماء وكل شبر من بلادنا حتى النهاية".

وفي وقت سابق أمس السبت، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تركيا لإعادة فتح حوار مسئول مجددا بخصوص شرق المتوسط، في تغريدة نشرها عبر تويتر، باللغة التركية، هي الأولى من نوعها.

وقال ماكرون في تغريدته: "بعثنا رسالة واضحة إلى تركيا في قمة أجاكسيو: دعونا نعيد فتح حوار مسؤول، بحسن نية، وبدون سذاجة، هذه الدعوة هي الآن أيضًا دعوة البرلمان الأوروبي، يبدو أنها قد سُمعت، فلنتقدم".

واستضافت مدينة أجاكسيو، وهي عاصمة إقليم جزيرة كورسيكا الفرنسية، قمة رؤساء دول الاتحاد الأوروبي الجنوبية، الأسبوع الماضي، لمناقشة التوتر بين تركيا واليونان شرقي المتوسط.

ووصف العديد من الخبراء نهج السياسة الخارجية التركية، مؤخرا، بالمغامر، وحتى المقامر. علاوة على ذلك، فإن هذه الخاصية، وفقا لباحثين بارزين في الشؤون التركية، تستوجب اشتغال أنقرة في عدة اتجاهات إقليمية في وقت واحد.

وفي سياق التوتر المتزايد بين الدولتين الجارتين، هاجم وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس الأحد صحيفة يونانية نشرت عنوانا مسيئا للرئيس رجب طيب أردوغان.

ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عن أكار القول، في بيان صدر عن وزارة الدفاع، إن "تلك العبارة المخزية ستظل لطخة عار في تاريخ الصحافة اليونانية".

كما وصف "العبارة المنحطة للغاية الواردة في الصحيفة" بأنها "لا علاقة لها بالعمل الصحفي".

وأكد أنه "لا يمكن أن يقبل تلك العبارة أي امرئ يتحلى بالحكمة بما في ذلك العقلاء من الشعب اليوناني".

وقال إن تركيا تنتظر من السلطات اليونانية اتخاذ الإجراءات القضائية والإدارية فورا "بحق هؤلاء الأشخاص عديمي الأخلاق الساعين لتخريب العلاقات بين البلدين، والمدانين أساسا من قبل الضمير الإنساني".

واستدعت وزارة الخارجية التركية أمس الأول الجمعة السفير اليوناني لدى أنقرة، وأعربت له عن استيائها جراء ما نشرته الصحيفة.

وتعرض موقع الصحيفة للقرصنة أمس.