الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نابغة كروية من قلب التوحد.. محمد السنوسي حارس مرمى يحصل على بطولات عالمية ويتمنى لقاء شيكابالا| فيديو

صدى البلد

 سد منيع يحرس شباك مرماه من أهداف تهز شباك فريقه بخسارة مباراة كرة القدم، فيقف "محمد أحمد السنوسي" أمام المرمى بذهن حاضر وعين تجري مع الكرة أينما ذهبت بين أرجل اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، تنجح خطته باللعب ويكسب فريقه ويطير قلبه فرحًا بمكسبه ورفعه لعلم مصر خارج حدودها.


بطولات دولية وعالمية وميداليات ذهبية وفضية وشهادات تقدير وإمتنان يشعل بهم "محمد" حارس المرمى من ذوي الهمم، الغيرة في قلوب المتنمرين عليه وعلى طبيعته المختلفة عنهم، "في ناس كتير وحشة بتضايقني وأنا مش بعرف اتعامل مع الناس اللي بتضايقني فببعد عنهم".


بظروف وأوضاع مختلفة عمن حوله ولد "محمد السنوسي" قبل أكثر من عقدين من الزمن، يحكيها والده "أحمد السنوسي" لـ"صدى البلد":" محمد أبني الكبير وفرحتي الأولى من أولادي، وكانت السنين الأولى في عمره عادية إلى حد ما، لحد ما جت فترة دخول المدرسة وهنا عرفنا إن محمد عنده توحد، والمدارس العادية غير مناسبة له".


في تلك اللحظة التي رن بها كلمة توحد آذان والده بدأت رحلة السعي والبحث عن مدرسة تلائم طبيعة "محمد" وبعد عامين جاءت الفرصة، يقص الأب رحلته :"قعد محمد سنيتن من غير دراسة، وفي مرة واحد من أصدقائي بلغني إن في مدرسة اسها التربية الفكرية مخصصة لحالته وقدمت فيها وأتقبل".


داخل أساور المدرسة تلقى "محمد" كل الفنون الرياضية، حتى أزاحت الصدفة عن حارس مرمى من طراز خاص، يروي "إسلام السنوسي" شقيق "محمد" تلك الصدفة، قائلًا:"كنت باخده معايا دايمًا في حجز الكرة مع أصحابي، وفي مرة غاب الحارس في فريقي فقولت محمد يلعب معاه ويتسلى، ولكن اتفاجئت بإن محمد مش شخص عادي لا ده حارس مرمى حريف".


من أمام مرمى الصدفة فتحت أبواب البطولات والجوائز الدولية في وجه "محمد السنوسي"، بنبرة فخر شديد بأخيه يقول  "إسلام":" مع اول مسابقة أعلنت عنها في المدرسة لتكوين فريق كرة قدم من الطلاب وسفرهم للخارج لمشاركتهم في بطولة دولية، قدم محمد وأتقبل وأبهر مديره وقال عنه موهبة كروية مش بتيجي غير كل فترة".


كان "إسلام" يشد على يد أخيه "محمد" يعلمه أصول الكرة وحراسة المرمى ويمرنه باستمرار ، يجمع "محمد" شتات جملته ويقول:"إسلام اخويا هو اللي بيمرني وبيساعدني دايمًا وواقف في ضهري"، طار "محمد" بتدريبات اخيه ونصائحه إلى اليونان والإمارات وسوريا واليابان وعدد من الدول ليشارك في البطولات الدولية، وفي أول مباراة مع ألمانيا منع الكرة من دخول شباكه وانتهت المباراة بتعادل سلبي .


"اخدت ميداليات كتير أوي، و4 بطولات منهم 3 مركز أول، وكانت أول بطولة في 2009" بسعادة بما وصل إليه انطلق لسان "محمد" بتلك الجملة، ولكن سرعان ما تذكر مواقفف بالغة الصعوبة، يحكيها:" بتعرض لتنمر كتير وتريقة، نفسي الناس تكون كويسة".


لم يسلم "محمد" من التنمر طوال حياته رغم كل ما وصل إليه وما حققه، فيقول"إسلام": "محمد بيتعرض لمواقف كتير صعبة جدًا من تنمر وسخرية، وقبل يوم واحد من أخر بطولة في 2018 مجموعة شباب اتلموا عليه في الشارع وسخروا منه لدرجة إنه بكى بشدة ورجع مش عايز يسافر".


معاناة "محمد"لا تتوقف على حدود التنمر بل تمتد إلى النصب، فيقول "إسلام":" محمد ميعرفش يميز بين العملات فكان بيروح الشغل يوم القبض حد يقف بظرف فيه فكه ويبدل معاه بظرف المرتب، وهو بيقنعه أن ظرف الفكه فلوس أكتر من ظرف القبضن وغيرها من مواقف النصب".


ظروف عصيبة من كل جانب، ولكن يتمنى "محمد" أمنيات بسيطة :" أنا عندي بنت عايزاها تكبر وتفتخر بيا، ونفسي اشتغل في نادي الزمالك، وأقابل شيكابالا".