الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شكري شيخاني يكتب: الخازوق العثماني... وأفيون الشعوب

صدى البلد



تنسب براءة اختراع الخازوق للدولة العثمانية والتي استعملت كل فنون التعذيب في اهانة واذلال سكان المستعمرات التي احتلتها منذ العام ١٤١٥، ومنها بالطبع دول بلاد العرب والكرد والأرمن وباقي خلق الله. وحسب كل التحليلات والتوصيفات فإن آلة التعذيب والتي نتكلم عنها (الخازوق) يعد من أبشع وأقسى وأشنع أنواع التعذيب والاعدام على الإطلاق. حيث يتم اختراق جسد الضحية بعصا طويلة وحادة من ناحية وإخراجها من الناحية الأخرى. 
يتم إدخال الخازوق من فم الضحية أحيانا، وفي الأعم الأغلب من فتحة الشرج بعدها يتم تثبيت الخازوق في الأرض ويترك الضحية معلقا حتى الموت. في معظم الأحيان يتم إدخال الخازوق بطريقة تمنع الموت الفوري، ويستخدم الخازوق نفسه كوسيلة لمنع نزف الدم، وبالتالي إطالة معاناة الضحية لأطول فترة ممكنة تصل إلى عدة ساعات، وإذا كان الجلاد ماهرًا فإنها تصل إلى يوم كامل.
وهي الجريمة محرمة شرعًا وقانونًا ولكن بالنسبة العثمانيين الذين لا يعرفون الشرع ولا القانون فكان يتم تنفيذ هذا العذاب في سوريا ولبنان والعراق ومصر، لقرب هذه الدول من سلطة العصابة العثمانية. وكانت تخفي كل افعالها المشية باسم الدين لبسط سيطرتها على تلك الدول إنما لزيادة في الهيمنة والاستبدادي. وضحكت كثيرًا ومرارًا عندما كنت اقرأ في كتب التاريخ والتي تدرس في وزارات التربية والتعليم العربية عن تلك المرحلة، ويسمونها بالفتح العثماني وعلى ما يبدو أن الاخوان المسلمين هم من أطلقوا هذه التسمية. وهم من فرضوها في المناهج التدريسية لأنهم متواجدون في هذه المفاصل الهامة ولا يزالون.
وتدرجت فنون التعذيب عند هذه العصابة لتشمل كل ما هو أذية وإهانة وذل لمواطني المستعمرات العثمانية. ونال الشعب الكردي حصة كبيرة من هذه الفنون أينما وجد. وهذه الآلية البشعة من التعذيب وأعني الخازوق إنما هي جريمة انسانية وأخلاقية كبرى والتي ترقى حسب مصطلحات هذه الأيام إلى جرائم حرب وعقوبتها تندرج تحت البند السابع من قانون مجلس الأمن. 
وكانت السلطنة العثمانية آنذاك تأخذ مواطني سوريا للحروب في مصر والسودان ولكي تؤدب شعوبها وتأخذ من مصر وتونس لتؤدب إمارات الجزيرة العربية. وكأن الزمن يعيد نفسه فها هي تركيا وريثة العثمانية تأخذ نساء وأولاد المرتزقة السوريين ومن كافة الجنسيات كرهائن لديها. ولك أن تتصور ماذا ستفعل بالنساء في غياب أزواجهم (الابطال الميامين). لكي تحارب بهم في ليبيا وعلى حدود مصر الغربية وفي مساندة النظام الحالي في جمهورية مالي وعبر هذه الفترة الطويلة من زمن الاحتلال العثماني والتي امتدت إلى ٤٠٠ عام ذل وهوان وجوع وفقر مدقع، كان لابد للبعض من لبسوا ثوب العثمانية مدنيين كانوا أم عسكريين أن يتسلطوا ويستعبدوا شعوبهم من خلال شعارات حزبية قومية أو دينية لا فرق المهم هو السيطرة على البلاد والعباد.
وأغلبنا يحفظ الكثير من أسماء هذه الأحزاب والحركات فكان الاسلام السياسي والقومجيون هم الورثة الشرعيين للعصابة العثمانية واختلفت ملابسهم وطرابيشهم. وها قد انقضت الـ١٠٠ عام الأولى على اندحار العصابة العثمانية، والشعوب بكل هذه الدول ولا تزال قسمًا كبيرًا منهم يعيش في مرحلة الحلم العثماني والعودة للسيطرة وبعث الإمبراطورية. 
من جديد تراهن على ضعاف النفوس وفاقدي الحس الوطني والكرامة الشخصية تمامًا كأجداهم المغيبين فكرًا وعقلا الذين حاربوا هنا وهناك لقاء خدمة ورضا البلاط العثماني وبعض الفتات من بقايا موائد الطعام العثماني.
هذا غيض من فيض بما يتعلق بتلك الحقبة المرعبة من زمن احتلال العصابة العثمانية لشعوب المنطقة وأحد أساليب وفنون التعذيب التي كانت تستعملها في مستعمراتها.