الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بيزنس كورونا.. أغثنا يا سيادة الرئيس!!


قبل أن أخوض في موضوع اليوم، سأدعو للجميع  "اللهم اشف مرضانا جميعًا شفاءً لا يُغادر سقمًا.. اللهم أمين يا رب العالمين".

بالرغم ما شاهدناه من حكمة واقتدار الدولة في إدارة أزمة كوفيد 19 بالمقارنة بدول العالم، كمثال يُحتذَ، إلا أنه مع الأسف، تردي الأحوال في المستشفيات العامة، لا يدفع المواطنين من الإقدام عليها.. والنتيجة، أن المواطن يلجأ للمستشفيات الخاصة، وهو وحظه، إما أن يموت بالفيروس أو يموت بالسكتة القلبية من فاتورة المستشفى، والتي لا تجد في الدولة من يُردعها أو يحاسبها!!

أتفق أن الفاتورة الباهظة التي يدفعها المريض في مثل هذه المستشفيات، تكون مقابل رعاية فائقة ورفاهية المكان، فما بالك بمن يدفع وتُمرضه المستشفى بإهمالها؟!

بالأمس، قرأت عن مواطن مصري، قام برفع شكوى يتهم فيها إدارة مستشفى خاص والطاقم الطبي بالإهمال، ما تسبب في نقل عدوى فيروس كورونا إلى زوجته.

وقال المواطن إن زوجته دخلت لإجراء عملية استئصال رحم، وكانت بكامل صحتها.. لكن حدث مضاعفات لها، ما اضطر الأطباء لأن يُدخِلوها إلى غرفة العناية المركزة، فأصيبت بكوفيد 19، والمفاجأة عندما زارها زوجها، وجدها في قسم العناية بمرضى كورونا، لتلتقط عدوى فيروس كورونا من أحد المصابين، بعد 5 أيام من دخولها الرعاية.. 

وكانت العدوى نتيجة وجود حالات كورونا بجوارها، ولم يتم اتخاذ أي إجراءات أو عزل بين الحالات.
وسأروي ما حدث مع سيدة مُسنَّة، وهي أحد معارفي، حيث اتصل بي أحد أبناءها يستغيث، أن السيدة تعاني من ثقل في الحركة في نصفها الأيسر، فظننتها تعاني جلطة، وعلى الفور اتصلت بباقي أبناءها، ونقلناها لأحد المستشفيات الخاصة، حيث نصحني أحدهم، لأنها تخضع لتأمين زوجها للعلاج، وبالفعل وصلنا وأجرينا كل الفحوصات، وتبين أنها تعاني من نزيف في المخ.

ولأنه لم يحالفها الحظ، فكان الأمر ليل الجمعة، حيث الأطباء الامتياز وغياب الكبار، وعندما بدأت هذه السيدة المسنَّة في "السعلة"، فظَنَّوا أنها مريضة كورونا، وقمت بشرح حالتها وأكدت لهم أنها تعاني من مشاكل في الجهاز التنفسي، منذ أكثر من 50 عامًا، لكنهم لم يكترثوا، وبدأوا "يتأففوا" ويظهروا خوفهم منها، بلا رحمة، فطلبت منهم إجراء المسحة للتأكد، فرفضوا معللين أن المستشفى لا يقوم بذلك، وأن الأَسِرَّة، في قسم العزل لكورونا ممتلئ عن بكرة أبيه.. ويستحسن اصطحابها لمستشفى آخر.

وبالفعل ذهبنا لدار أخر للعلاج، مُهيأ لجميع الأقسام.. وشرحنا لهم ما طلبه المستشفى الآخر، فقاموا بإجراء المسحة، لكنهم أصروا على استضافتها في وحدة الرعاية الخاصة بعزل كورونا، حتى تظهر النتيجة، فوافقنا، لأن كل ما يهمنا هو علاج "نزيف المخ".. والحمد لله ظهرت النتيجة سلبية وأنها لا تعاني من كوفيد 19.. إلا أن إدارة المستشفى، أصَّرَتْ على إجراء مسحة ثانية، كنوع من الاطمئنان.. ولما علمنا من إدارة المستشفى، أن تكلفة اليوم الواحد في رعاية كورونا يتخطى 15 ألف جنيه، وأنه لا تغطي تكاليفه أي نقابة، فهمنا المقصد.. السيدة المسنة تقبع الآن في قسم لا يُعالج التخصص الذي تعاني منه، منذ صباح السبت، من أجل أن تحقق إدارة المستشفى البيزنس المطلوب.. ولأن معاش هذه السيدة لن يكفي تغطية التكاليف، فتكاتف أبناءها الأربعة على تحمل النفقات، كلٌ وفق استطاعته. 

إذا استبدلنا هذه السيدة بأخرى لا تملك هذه النفقات، وليس لديها من يتحمل نفقتها، فسيكون الموت حتمًا مصيرها.
هؤلاء يا ريس، يُذَّكرونَنِي بمن بنا بِناءً مُخَالِفًا.. إذن، لابد من إزالة هذه التعديات على المواطن المتوسط والتي كادت أن تلتهمه، فهو يبحث عن جودة في العلاج، لكنه مع الأسف، يصطدم بواقع لا يقدر عليه ألا وهو الفواتير الرهيبة والمُبالغ فيها للأطباء.. وكأنه "بيزنس" ممنهج، تكلفته تزيد بنسب تفوق ال20% سنويًا، وحدِّث ولا حرج في أرقامها!!! 

من قلبي:  من ذا الذي يستطيع أن يتكلف هذه المبالغ وهو يعمل موظف في قطاع عام أو حتى خاص.. هؤلاء السفَّاحون، في المستشفيات الخاصة، يحتاجون إلى وقفة رادعة، لردعهم وترشيد هذه النفقات التي لا تخضع لرقابة أو ضابط أو رابط.. يا سيادة الرئيس: هؤلاء لابد وأن يُستَقْطَع من حساباتهم، جزءًا لصالح المستشفيات العامة، لتحقيق العدالة والتغيير في هذا القطاع.

من كل قلبي: رئيس الغالي عبد الفتاح السيسي.. لقد وعدت ووفيت ومصر بفضل الله وإنجازاتكم "الصاروخية" للوطن، أصبحت محط أنظار العالم. 

سيدي الرئيس.. تحدثتم مرارًا وتكرارًا عن قطاعي الصحة والتعليم، وطالبتم بتغييرهما، فهم مشكلتنا الكبرى ولا يتماشيان مع وجه مصر الحضاري الجديد، الذي نعيشه الآن.. كلي ثقة في أنكم عندما تعدون بأمر، توفونه، ولو بعد حين، هي فقط مسألة وقت وأولويات.. لا أحد يستطيع أن يُنكر ما تقوم به وزيرة الصحة النشيطة والمخلصة الدكتورة هالة زايد، لكنني أعتقد أنه مازال هناك الكثير في هذين القطاعين، يحتاج إلى تغيير أو تفوير لإحداث ثورة سنشهدها قريبًا بإذن الله. 

#تحيا_مصر #تحيا_مصر #تحيا_مصر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط