الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

tenet.. ماذا فعلت بنا يا نولان !


أثارت فضولي الإشادات الكبيرة من معظم نجوم هوليوود بالفيلم عقب مشاهدته مثل توم كروز  الذي كتب شاهدت "فيلم كبير أحببته " وهيو جاكمان قال فيلم "مذهل"! 


هذه هي المرة الأولى التي أذهب إلى السينما منذ ستة أشهر! العالم خلالهم بدأ رحلة تغيير لا نعرف إلى أين ستنتهي، بالطبع قاعة السينما كانت على غير المعتاد الجمهور لا يزيد عن 30 % تقريبا.

 
بالتأكيد هي سينما مختلفة وجديدة التي قدمها المخرج كريستوفر نولان في أحدث أفلامه tenet والذي لا يمل من التجارب الجديدة دائما، المشاهد هذه المرة يظل يلهث بسرعة وراء نولان من البداية إلى النهاية في محاولة للوصول إلى تفاصيل تلك القصة الجديدة والمثيرة والمعقدة أيضا، لكن يكتشف أغلب أفراد الجمهور أنهم بحاجة للمشاهدة مرة أخرى!، هو فيلم عن حرب الجاسوسية ولكن هذه المرة باستخدام سلاح غير تقليدي وهو التحكم في الزمن لتدمير العالم!


يأخذنا نولان في تجربته الجديدة بعيدا عن السفر عبر الزمن والتي طالما تكررت أكثر من مرة في أفلام هوليوود، يلعب نولان مع جمهوره لعبة سينمائية جديدة باستخدام نظرية علمية تقوم على الزمن "المعكوس" ويكفي الإشارة إلى أن المخرج كريستوفر نولان استعان بأحد الحاصلين على نوبل في الفيزياء العالم الأمريكي "كيب ثورن" ليأخذ مشورته في السيناريو ! فهو يتحدث عن قوانين جديدة وكيف يمكن التحكم في الوقت وجعله يسير إلى العكس! 


وهكذا ظل الفيلم ينقلنا بين الماضي والحاضر للحظات معينة في الأحداث ربما أكثرها إثارة مشاهد "النهاية" وتخلص الزوجة ! التي لعبت دورها "إليزابيث ديبيكي" بمساعدة البطل الأمريكي "جون ديفيد واشنطن" من الزوج الشرير والذي يملك أسرار تلك النظرية ويهدد مصير العالم وبالطبع هذا الزوج الشرير "روسي" الجنسية! وهو ما يؤكد أن "قصص الحرب الباردة لن تنتهي" في هوليوود.


المشهد الافتتاحي للفيلم في الهجوم الإرهابي على دار أوبرا "كييف" كان مشهد أكشن رائعا ومثيرا وينذر بمشاهدة فيلم كبير قبل أن ندخل في لعبة الزمن وألغازه المعقدة! هو فيلم كبير وبه متعة سينمائية كبيرة خاصة في مشاهد الأكشن الجديدة مثل مطاردات السيارات، التى تتم بهذا التصوير لأول مرة في تاريخ السينما، "تم تصنيع عدسات خصيصا لها" وأيضا مشهد تفجير الطائرة البوينج "تم بشكل حقيقي" بعد شراء طائرة بوينج بالفعل بدلا من الاعتماد على مؤثرات بصرية! استعان نولان بالمصور الهولندي هاتي فان والذي قدم معه interstellar,  dunkirk. 


الفيلم ينتقل بنا في اكثر من دولة أوروبا وآسيا وروسيا في رحلة بحث البطل عميل المخابرات الأمريكية عن سر لغز نظرية الزمن الجديدة ومحاولة إنقاذ العالم من حرب كبيرة مدمرة، بالطبع تعقيدات السيناريو والحوار في تلك المفاهيم الفيزيائية الغامضة أزعجت المشاهدين وكان يحب تقليل جرعة الحوار العلمي وجعل السيناريو أكثر بساطة للجمهور ولكن حرفية المبدع نولان في تنفيذ مشاهد الأكشن كانت تجعل متعة المشاهدة مستمرة وتحبس الأنفاس طوال مدة الفيلم التي تجاوزت ساعتين.


فريق التمثيل أفضلهم كانت ديبيكي بحضورها الكبير وأدائها لشخصية "كات" بشكل رائع ورغم أن نولان اختارها مباشرة بسبب ملامحها غير الأمريكية إلا أنها أصرت على عمل اختبارات للشخصية قبل التصوير ، وايضا الثنائي واشنطن وباتنسون واللذان قدما مشاهد اكشن كثيرة لم يتوقعا خطورتها في الفيلم، قدما أداء جيدا، وفي أوقات تفوق باتينسون وسرق الأضواء من البطل واشنطن  ومعهما كينيث برناه، اختيار رائع في شخصية الشرير الروسي.


هو فيلم يجسد خلاله المخرج صناعة السينما بكل ما تحمله من تطور مذهل في التكنيك والتصوير لذلك كانت التجربة صادمة للمشاهدين وبعضهم لم يستوعب ما شاهده من لعبة نولان مع الزمن، هو يقدم متعة بصرية كبيرة وأنت ترى الأحداث يعاد عرضها من زوايا زمنية مختلفة! 


ولكن دراميا لم يكن بالمتعة ذاتها أنا لا أفضل تلك النوعية من الأفلام التي تتحدث عن الزمن وألغازه! والملاحظ أن كثيرا من أفلام المخرج تجد أن فكرة التلاعب بالزمن حاضرة فيها.


الجمهور غير مستعد !


بعيدا عن تفاصيل الفيلم الفنية، جاء عرضه في ظل الظروف الاستثنائية للعالم ليؤكد المخاوف من تلك الفترة وتداعياتها على صناعة السينما، حيث جاءت الإيرادات ضعيفة وبلغت نحو  200 مليون دولار في مختلف دول العالم حتى الان وحملت تلك الإيرادات كثيرا من المخاوف لهوليوود خاصة داخل الولايات المتحدة التي عرض داخلها في 3000 سينما ولكن الأرقام كانت ضئيلة أيضا وأنقذ الفيلم السوق العالمي وعليه أن يتخطى حاجز 400 مليون دولار  حتى يحقق الربح!  وبدأت تساؤلات عن إمكانية طرح الافلام الكبيرة الأن بسبب تلك الإيرادات المنخفضة التي تحققت وعدم عودة دور السينما للعمل بكامل طاقتها، وعزوف الجمهور عن الذهاب للسينما بسبب تأثير كورونا المستمر حتى اللحظة والأمل في إنقاذ الفيلم الذي تكلف إنتاجه نحو 200 مليون دولار تحقيق إيرادات خارج الولايات المتحدة.


وصلت الأمور  لدرجة سيئة حيث ان بعض دور العرض في الولايات المتحدة حققت إيرادات 5000 دولار في اليوم وهو رقم لا يكفي تكاليف تشغيلها الأساسية! بالتأكيد السينما تمر بفترة هي الأسوأ في تاريخها.


وبالفعل أجلت "وارنر براذر" طرح أكثر من فيلم لشهر نوفمبر القادم لعل وعسى، بعدما عقدت الآمال على tenet  لإعادة الحياة لدور العرض ولكن كورونا لايزال يقف بالمرصاد! والجمهور غير مستعد بشكل كبير للعودة الآن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط