الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مدرسة عفيفى مطر المستحيلة



 
مات الشاعر الكبير محمد عفيفى مطر قبل سنوات وهو يعلم أن أهل الريف أول من يظلمونه حيا وميتا، كما توقع لزوجته الناقدة نفسية قنديل الموت شهيدة، فقتلها جبان داخل بيتها فى الريف بدم بارد قبل عام ونصف العام.

ومع ذلك ظل خير هذه الأسرة لمجتمعها مستمرا، ونفذت زوجته الشهيدة وابنه لؤي وابنتاه ناهد ورحمة؛ وصيته بمنح قطعة أرض لبناء مدرسة ثانوية تحمل اسمه، لخدمة أبناء وبنات عائلات قرية رملة الأنجب التابعة لمركز أشمون بالمنوفية، والتى كثيرا ما يرفض منتفعون منافقون حصول أهلها على أبسط حقوقهم، يدعمهم مفسدون مستفيدون من إبقاء حال أبنائها على ما هو عليه.

حرب نفسية رهيبة واجهتها ناهد ورحمة بعد مقتل والدتهما وسفر شقيقهما، تمثلت فى إصرار متخلفين على تعطيل ظهور اسم عفيفي مطر على المدرسة الثانوية التى انتهت بناياتها بالفعل قبل عامين، تارة بتوقيعات مزعومة موجهة للمحليات بتسمية المدرسة باسم القرية ذاتها، وتارة باعتبار وجود تمثال للشاعر الراحل داخلها "صنما" لا يمكن القبول بظهوره فى فنائها.

مرحلة تالية من كيد المنافقين، على توجيهات المحافظ السابق اللواء سعيد عباس بإصدار قرار تسمية المدرسة باسم "مطر" طبقا لإلتزام تعاقدي مع الأسرة الواهبة أرضها، عاشتها الأسرة، تمثلت فى تحايل مسؤولين على إفتتاحها بداية العام الدراسي الماضي، بعد أن تم وضع البنية التكنولوجية الخاصة بها والملائمة لمناهج الثانوية العامة، داخل مدرسة حسنين عزب الإعدادية بالقرية، وتعطل افتتاح مدرسة "مطر" لعام كامل رغم جاهزية أبنيتها وتسمية مدير لها.

ومع وعود مسؤولي المديرية والإدارة التعليمية بإفتتاحها مطلع العام الدراسي الجديد؛ ظهرت أزمة نقل البنية التكنولوجية إليها وحرب نفسية جديدة ضد الأسرة برغبة منافقين ومنتفعين ومفسدين فى إبقاء الحال على ما هو عليه، بعد إنفاق مئات الآلاف من الجنيهات دون مبرر على وجود تلك البنية فى مدرسة "استضافة مؤقتة" لطلاب وطالبات الثانوي داخلها.

ثم تزداد الحرب النفسية بقرارات مزعومة يروج لها مسؤولون؛ لم تظهر للأسرة ويثور الحديث عنها عقب كل لقاء لابنتي الشاعر الراحل مع مسؤولي التعليم بالمحافظة، مفادها نقل طلاب المدرسة الإعدادية إلى مقر المدرسة الثانوية الجديدة، رغم عدم تناسب تأثيثها ومعاملها مع احتياجات تلك المرحلة، لكنها السبوبة الكبرى المزعومة لإبقاء البنية التكنولوجية فى المدرسة الإعدادية كما يؤكد العارفون ببواطن الأمور.

أي عفريت هذا الذي يدير شأنا مجتمعيا فى ريف يظلم أطفاله وأبناءه، وأية عقلية تلك التى يحرك فيها الحسد والكيد والضغينة مستقبل أجيال نسعى إلى حمايتها من مخاطره المتزايدة؟

قبل شهور تكررت زيارات العائلة لمكاتب المسؤولين، وسعى الناقد التشكيلي هشام قنديل صهر عفيفي مطر والدكتور شوكت المصري مدرس النقد الأدبي زوج ابنته، إلى دعم المدرسة الجديدة بأكبر مكتبة مدرسية عبر تبرعات أصدقاء الشاعر الراحل وتلاميذه والهيئات الثقافية الكبرى، واستعدوا بكبار الشخصيات لافتتاحها خلال أيام أمام طلاب الثانوية، لكن إرادة المعطلين للخير أوقفت الأمر وطغت على حلم النشء.

ناشدت الأسرة وزير التعليم قبل أيام التدخل لحل الأزمة وافتتاح المدرسة الثانوية الذي يبدو مستحيلا، ولم يعد أمامها حال تجاهلها سوى تطبيق بنود تعاقدها الواردة بعقد هبة الأرض الواقعة عليها المدرسة، وربما سحبها.

وقتها لن تسلم العائلة بالتأكيد من ألسنة منافقين أطول من الثعابين، وستخسر الأبنية التعليمية كثيرا، ويفقد المجتمع منارة جديدة مجانية للعلم، ويتباهى مفسدون بنجاحاتهم.

مطلوب تدخل فوري من محافظ المنوفية اللواء إبراهيم أحمد أبو ليمون، لوقف هذه المهزلة وإتخاذ قرار بإفتتاح مدرسة الشاعر الكبير الراحل محمد عفيفى مطر الثانوية، والتى ستخدم أبناء قرى أشمون، وإحالة ملف وضع البنية التكنولوجية المخصصة لها داخل مدرسة حسنين عزب الإعدادية للجهات الرقابية، ومراقبة تكاليف عملية نقلها من قبل الجهاز المركزي للمحاسبات، وليس أقل من إلزام الجهات المسؤولة بافتتاح المدرسة مطلع العام الدراسي الجديد، وتأكيد المحافظ على قوة قراراته المعروفة بإنفاذ القانون وإنجاز منافع و مصالح المواطنين؛ بإفتتاحه المدرسة بنفسه وهو مطلب أسرة عفيفي مطر بالتأكيد.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط