الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"المِنح المعجزة"!


التحقيق الصحفى فكرة .. وقمة العظمة أن تنبثق من الفكرة سلسلة أفكار فرعية تفتح باب الأمل أمام مشروعات قومية لبناء الإنسان والارتقاء بعقله ومهاراته .. وانطبق ذلك على تحقيق بإمضاء زميلتنا الموهوبة فى الأهرام نرمين  قطب عن المنح الدراسية فى الخارج وفوائد الاستثمار فى العقول .. وكانت أحلام اليقظة تراود خيالى كقارئ قبل مهنتى كصحفى برؤية أجيال تربى ملكاتها وتغسل عيونها بإمكانيات من هم أكثر تطورا ورقيا فى مجال التعليم والإنجاز العلمى .. وتلتقى مواهب ونبوغ المتفوقين والمتفوقات من أبناء الثانوية العامة مع مستوى جامعات الغرب المزودة بأحدث وسائل العصر والتكنولوجيا وأدوات ومناهج التعليم الإبداعى والتفكير النقدى الإيجابى.


واطلعنا فى التحقيق الثرى على شهادات طلبة يملؤهم الطموح والرغبة الصادقة والمُصِّرة على التعلم والاستفادة من تجارب الآخرين .. وآراء أساتذة ومتخصصين حريصين علىه إذكاء المشروع وتكرار المنحة دوريا لصقل الشباب وتسليحهم بالعلم والثقافة ومفردات الإنتاج قبل تأهيلهم لسوق العمل وخدمة المجتمع يوما ما .. وتوقفنا عند تصريحات مسئولين  فى الوزارات المعنية وقيادات الأجهزة الحكومية ترصد معلومات دقيقة عن أهم وأبرز الجامعات التى تتبنى الفكرة وتروى بذرتها بترشيح المتفوقين للسفر وخوض رحلة التواصل عبر القارات والثقافات والعودة إلى الوطن بعقل مستنير ووعى أكثر انفتاحا واندماجا مع متغيرات العالم.

وانتهى التحقيق .. ولكن الفكرة الرائعة لم ترضَ باختزالها فى مكافأة المتميزين فقط من أوائل الثانوية العامة، وقررت الإفصاح عن نفسها وشيوعها لتشمل قطاعات أخرى تحتاج إلى آلاف المنح الدراسية وإرسال بعثات منتظمة من شبابنا فى المراحل التعليمية المختلفة .. فأبناؤنا فى الابتدائى والإعدادى يتطلعون إلى الانخراط فى بيئة صحية ومناخ يمتص طاقاتهم وفطرتهم المبكرة، وقد تكون المنحة أكبر وأثمن فرصة لتشكيل وجدان وشخصية الطفل منذ نعومة أظافره وبما يسهل مهمة تلقيه العلم والتغلب على ظروف التعليم الصعبة فى بلد نامٍ كبلدنا .. ومثلما نطالب بتعميم التجربة على طلابنا فى مقتبل مشوارهم، نناشد أيضا أن يحظى المدرس المصرى وتحديدا فى مدارسنا الحكومية المتواضعة والمترامية الأطراف فى القرى والنجوع باهتمام ورعاية الدولة ليفوزوا بنفس الفرصة والامتياز ويتلقوا تدريبات وورش عمل وإعداد على أعلى مستوى ترفع من ترمومتر أدائهم المهنى وتقودهم نحو بناء أجيال جديدة لا أمل فى ظهورها ونشأتها إلا بـ "مُعلِّم" يمتلك كل مقومات الإبداع والبراعة فى تطوير البراعم الصغيرة!.

وهل الحياة فقط علماء ومثقفون وتلاميذ مجتهدون؟! .. بل بها حرفيون وأرباب مهن صغيرة فردية وعمال مصانع وفلاحو حقول ومزارع .. وهؤلاء ثروة قومية لأى وطن وكنز كل أمة، ونتوقع أن تقتدى هيئات وجهات سيادية بما بادرت به أكاديميات البحث العلمى وبعض الجامعات الخاصة والحكومية، وتنسق بدورها "منحًا مماثلة" لشباب المعاهد الفنية والمؤهلات المتوسطة وانتقاء الموهوبين والفنانين فى مختلف الصناعات أو زراعة المحاصيل والسلع الاستراتيجية .. وعلى الدولة ألا تكتفى وتقنع بفتح النوافذ أمام الحرفيين وإرسالهم لتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وإنما تستقبلهم بعد التجربة وضخهم فى سوق العمل وتشغيل المصانع المغلقة والأراضى الزراعية المهجورة .. وقد تتحالف الحكومة مع شريحة رجال الأعمال للمساهمة فى توسيع رقعة هذه "المِنح المعجزة" مقابل الاستفادة من هذه الأيدى العاملة الذهبية فى مشروعات الإصلاح الاقتصادى ومنظومة بناء مستقبل مصر .. والنتيجة المذهلة هى ترسانة ضخمة وذخيرة حية لاتنضب من شباب متجدد الحيوية والإنتاج ولا يعرف الكسل أو "كيف المقاهى" و إدمان الإنترنت!.

- شكرا للفكرة الأولى .. ومرحبا بروافدها المنتظرة التى تغازل أحلامنا المشروعة وآمالنا البسيطة .. ولكى يتحقق الاستثمار المنشود فى العقول، لابد من "عقول وطنية" تجيد التخطيط والإدارة .. وتعمل بشرف وعدل وضمير!.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط