الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترامب وبايدن.. انتخابات أمريكية وآمال عربية


على مدى ما يزيد على ال70 عاما الماضية، وبعد الحرب العالمية الثانية، وبزوغ قوة الولايات المتحدة الأمريكية. كقوة إمبراطورية في العالم كله. كانت الانتخابات الأمريكية مثار اهتمام من جانب العالم كله ومن جانب المنطقة العربية على وجه الخصوص.


فالولايات المتحدة الأمريكية متداخلة في المنطقة، ولديها مصالحها العليا وأوراقها وقواعدها والمنطقة طوال ال7 عقود الماضية ملتهبة لا تهدأ، تارة في الصراع العربي الإسرائيلي، وتارة في الصراع العراقي الإيراني لنحو 8 سنوات، ثم الصراع العراقي – العربي في أعقاب غزو الكويت وحرب الخليج الثانية. ثم تكلفة هجمات 11 سبتمبر في بداية الألفية، ثم فوضى الربيع العربي أو النكبة العربية 2011.

فشخصية الساكن الجديد للبيت الأبيض تشغل الجميع. وإذا كانت الانتخابات الأمريكية، هى أهم حدث سياسي شفاف وديمقراطي في العالم. فإن المنافسة الضارية القائمة بين كل من ترامب وجو بايدن، تزيد حدة المتابعة والاهتمام.

الاستطلاعات الخاصة، برأي الأمريكيين، تظهر حتى اللحظة، تقدما لجو بايدن الديمقراطي على ترامب الجمهوري. لكنها ليست المقياس الوحيد للناخب الأمريكي. ففي 2016 كانت استطلاعات الرأي تميل لهيلاري كلينتون قبل أن يهزمها ترامب.

ما يهمنا في الانتخابات الأمريكية، هو مقدار التدخل الأمريكي المرتقب، في شؤون الشرق الأوسط وفي قضاياه الملتهبة مع الوافد الجديد.

وحتى الآن لم يظهر، مع عدم تنظيم أي مناظرة تلفزيونية، بين المرشحين، مقدار اهتمام ترامب وبايدن بالمنطقة العربية خلال الفترة الرئاسية القادمة.

الرئيس ترامب، خلال الأربع سنوات الماضية، كان حاسما للغاية في مواجهة التهديد الإيراني والميليشياوي، وقرار العقوبات على إيران والمواجهة معها، واغتيال قاسم سليماني قصة تابعها الجميع،  فالرجل – ونحن معه- مقتنعون تمامًا بخطورة إيران، وضرورة التصدي للميليشيات التابعة لها. طهران تنفذ أجندة تخريبية معلنة في 4 عواصم عربية بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت.

ولا يمكن إنكار أن سياسة ترامب مع طهران، كلفتها الكثير ويكفي اعتراف وزير النفط الإيراني قبل يومين، أنه وبسبب العقوبات الأمريكية، فإن طهران صدرت بالعافية ما قيمته 29 مليار دولار من النفط، في حين كانت مواردها منه عام 2018 وصلت إلى70 مليار دولار فالفاتورة فادحة.

موقف ترامب وسياسته ضد التهديد الإيراني، معلن بوضوح، لكنه مع باقي مشاكل المنطقة والوضع في سوريا وليبيا وغيرهما رفع يده عنها وهناك فوضى.

بايدن حاول أن يغازل إيران، وقال صراحة: انه سيرفع العقوبات عنها حال فوزه بالانتخابات الأمريكية القادمة. دون أن تكون هناك صفقة سياسية مع نظام أعلن الحرب على المنطقة العربية برمتها ويتدخل بشكل سافر في شؤونها.

وليس بسر تحالف محور الشر على التخريب ودب الفوضى في المنطقة، وانقسام المنطقة إلى محورين، وهو ما ظهر في اتفاقات السلام وإعلان تأييد السلام مع كل من الإمارات والبحرين وإسرائيل.

ما أتوقعه أن يكون الوضع في منطقة الشرق الأوسط، حاضرا في أجندة ولقاءات ترامب وبايدن الفترة القادمة، وقبيل أقل من 50 يوما من موعد اشهر انتخابات رئاسية في العالم. علينا الاستعداد.

لكني لا أعلم حقيقة، هل هناك لوبي عربي، يتحرك أو يتقرب من المرشحين في الانتخابات الرئاسية كما تفعل بعض اللوبيات الأخرى لضمان مصالحها ورؤاها وفي مقدمتها اللوبي اليهودي.

أم أن العرب، قرروا ترك الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولم يعد يفرق معهم، أن ينجح ترامب وتبقى مواقفه المتصاعدة ضد الإرهاب الإيراني ومهملا لباقي القضايا العربية، أم ينجح بايدن، وتعود واشنطن للحضن الإيراني، وقد يكون أوباما جديد، وتظهر في عهده فوضى أخرى هائلة على هيئة الربيع الأسود، الذي كلف الأوطان العربية الكثير ولم يأت بالتغير المنشود أو يحقق الشعارات البراقة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط