واستند إلى ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا وقد أنزل له شفاء إلا السام والهرم» ، فإذا نزل الأمر المحتوم ، وانقضى الأمد المقسوم ، خانت العقاقير وبطلت التدابير ، ويجب على الطبيب تشجيع المريض وتطميعه في العافية ، والتلطف معه في المقال ، والتنفيس والتوسيع والتفريج والترفيه له ، والرفق به وتبديد خوفه وقلقله .
وتابع: وتسكين روعه وفزعه ، وتذكيره وتطمينه ، والتبسم في وجه المريض يخفف آلامه ، وإدخال السرور عليه لا يخفى عظيم وقعه وجليل نفعه ، والطبيب الفض الغليظ الجاف يمر على المريض كالريح الهجوم ، التي تقتلع ما أمها وتدمر في النفوس آمالها ، ومن روع المريض بالعلة الفاجعة بلا توطئة ولا تمهيد ولا تذليل فقد زاد الطين بلة ، والمرض علة ، ويجب على الطبيب التحلي بالصبر ، ومراعاة حقوق المرضى ، وجبر المصاب والعطف على المريض المبتلى الذي ضعفت قواه وعظمت شكواه.
وأكد أنه يجب على الطبيب أن ينزل المريض منزلة نفسه ، فيصون عرضه ويحفظ سره ويكتم عيبه ، ويكف عن إفشاء علته التي قد يكون في كشفها ضرر عليه ، ويجب ألا يكشف عورته إلا لضرورة علاج ، ويجب على الطبيب التحري والتوقي والتروي في التشخيص والتوصيف ، والتثبت من علة المرض والاستشارة في الأمور الملتبسة ، وترك العجلة.