EN
ولد مبتور الذراعين لكنه لا يفرق عنالمكتملين جسديًافي شيء تعلم وعمل وتزوج وأنجب من الأبناء خمسة، الشيخ الأزهري رضا شوقي حمد صاحب الـ 37 عامًا ابن مركز فوة بمحافظة الفيوم الذي يأمل في تعيينهكأستاذ بمؤهله، حيث أنه حاصل على ليسانسشريعة إسلامية دفعة 2005، وما زال يبحث منذ تخرجه عن عمل بمؤهله رغم تخرجه بتقدير جيد جدًا.
رضا أخ وحيد لأربعة من البنات يتوسطهم، والده عمل بصيد الأسماك، أما والدته ربة منزل استعانت بماكينة خياطة للملابس؛ ليستطيعا الإنفاق عليه وبناتهن الأربع، ودعمه أهله منذ الصغر فالحقوه بالمعهد الابتدائي بالأزهر الشريف، وسخر الله له من الأساتذة من ارشده إلى استعمال قدمه وفمه بدلًا من زراعيه الذي اُبتلي بعد وجودهما، وكان يكتب بقدمه في الإمتحانات إلى أن انهي دراسته بالأزهر الشريف.
ولم تخلو مسيرة رضا من الاحباطات العديدة إلا أنه أصر على إكمالجميع مراحله التعليمية إلى أن تخرج وتزوج وانجب من الأبناء خمس، آخرهم ثلاثة تؤائم يدرسون بالصف الثاني الابتدائي، ويرى أن تعلم حرفة أو صنعة له أولوية كالتعليم، وأنه سيشجع أولاده الذكور على ذلك عندما يأتي السن المناسب "صنعة في اليد أمان من الفقر"، مع إكمال تعليمهم إذا أرادوا، حيث كان أهله يشجعونه على التعليم، وسيفعل هذا مع أبنائه أيضًا.
"أحلم بأدني حق لي، تعيني بمؤهلي" هذا ما رواه رضا لصدى البلد هاتفيًا بعدما تفوق وانهي دراسته رغم الظروف الصحية والمادية الصعبة، فعندما تخرج ظن أنه سيجد فرصة عمل تعينه على شؤون حياته، لكن كانمصدر دخله لمدة 7 سنواتعمله محفظ قرآن في المنازل إضافة إلى معاش من التأمينات الاجتماعية قدره 400 جنيه، وتوقف عام 2012 عندما وجد فرصة عمل محفظ قرآن بدون مؤهل في أحد المعاهد المضمومة للأزهر الشريف، بتعين على الدرجة الخامسة بمرتب 1800 جنيه.
لم يترك " رضا" ابدًا السعى والأخذ بالأسباب فحاول التسوية بعد ذلك بمؤهله لرفع مرتبه، حيث قدم طلب إلى المسؤولين لكنه رفض بجواب رسمي بدعوى أنّه حصل على المؤهل قبل الخدمة وليس أثنائها، رغم أنه لا فرق في الحصول على المؤهل قبل الخدمة أو بعدها وفقًا للقانون كما أوضح.
خلال هذه الفترة طور رضا نفسه فاعتمد على فمه في الكتابة في دفتر التحضير، وعلى قدمه في الكتابة على السبورة بخط جميل، كما اتجه لممارسة رياضة تنس الطاولة معتمدًا على فمه أيضًا ليدخل بعدها عدة بطولات، كان آخرها العام الماضي، إذ حصل على المركز الثاني ببطولة الجمهورية، كما أنه كان يمارس رياضة كرة القدم اثناء دراسته، لكنه توقف عنها.
يظل راتب رضا عائقا كبيرًا في حياته لتعرضه لمشكلات مادية شديدة، مما دفعه هذا الأمر إلى اللجوء إلى السوشيال ميديا لعرض قصتهحتى يصل صوته إلى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قائلًا: " آمالي وأحلامي عيشة كريمة واشتغل بمؤهلي"، وقابله تعاطف الآلاف معه، وتواصل من رئيس قطاع المعاهد الأزهرية الشيخ على خليل، وعدد من عمداء الكليات الذين أخبروه بأنه سيتم البحث في حالته، لكن تظل الاستجابة السريعة أملًا له، كما قال.
ويحلم الشيخ والأستاذ والبطل الرياضى بمنتهى الرضا والسعيباستجابة طلبه من تسوية للمؤهل ونقله إلى هيئة الوعظ والإرشاد بالأزهر الشريف لكون العمل بها يناسب حالته أكثر من التدريس.
