الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نيشان للجندي عبدالله.. يا ريس!!


 
لا أنكر أن ما تم من تكريم من الجميع لصفية أبو العزم، الملقبة بسيدة القطار، تستحقه وأكثر، والحمد لله أن الله عوضَّها عن الخير الذي أقدمت عليه، بأحسن منه.. لكن أحزنني بشدة، أن الإعلام لم يذكر الجندي مجند، عبدالله محمد عنتر، والذي أفتخر به وبتمثيله المشَرِّف للمؤسسة العسكرية، وكنت أتمنى أن يتم تكريمه بالمثل على ضبط النفس وحسن الخلق والفطنة في التصرف.

أجهشتُ بالبكاء واقشعر بدني، وأنا أشاهد الفيديو المنتشر، لما تعرَّض له الجندي، عبدالله محمد عنتر، من إساءة وإهانة، ولكن يكفيني تعويضًا، أنه تحلَّى بضبط النفس، بل واحترامه للبذة العسكرية وردود أفعاله، كانت تعكس مدى عظمة مؤسسة القوات المسلحة في تأهيل أبنائها، والتي عليها تربيت.

لكنني أعتقد أنه بعد أن تعرّض، للإساءة والتعدي بالقول واللفظ، على يد الكمسري والمحصل، واللذان لقيا جزاءهما على الفور، من وزير النقل، المهندس كامل الوزير، إلا أن هذا الفيديو الموثق والمنتشر على صفحات التواصل، سيظل مؤثرًا في نفس ووجدان المجند عبدالله عنتر، ما حيا.

 كما إنني أؤكد على أن أي إساءة أو إهانة يتعرض إليها أي شخص في المجتمع، بغير حق، مرفوضة جملةً وتفصيلًا، فما بالكم بمن يرتدي الزي العسكري.

فمن الذي سيمحي عبارات مسجَّلة.. مثل: "أنا هسلمك للشرطة العسكرية"... "حوش النجوم اللي بتقع منك"، و"متخليش الأفيونة تطلع عليك"... "هما ضاحكين عليك في المعسكر"، رئيس القطار ومحصل التذاكر، تنمرَّا عليه، بالقول وقاموا بالإساءة لبدلته العسكرية.. كما حاولا إجباره على خلع الكمامة بالمخالفة لتعليمات المهندس كامل الوزير، رئيس الوزراء ووزير النقل، وطالبوه بدفع مبلغ 22 جنيها.

وبعد هذا الموقف الذي تعرَّض له منهما وارتفع صوتهما عليه في القطار، والذي تعمَّدا فيه إحراج الجندي وإهانته، رقَّ قلب السيدة صفية وتدخلت محاولة دفع التذكرة لعبد الله، إلا أن كرامته وشموخه منعاه أن يقبل أن تُدفع له التذكرة، وقد حلف برحمة والده أنه لن يحدث وقام بدفع التذكرة، وربما كان هذا المبلغ كل ما في جيبه.

جندي مجند، عبدالله محمد عنتر، هو في عمر ولدي.. ولو كنت مكان سيدة القطار، لأكلت هذين الخائنين،  بأسناني، لمعاملة هذا الجندي بهذه الطريقة، ولأنني أعرف تمامًا ماذا تعني البزة العسكرية لأهلها، خاصة أن والدي، رحمة الله عليه، لواء مهندس قوات جوية، محمد مازن، كان يقدِّس بدلته العسكرية، وكذلك أنا، وكم تمنيت أن أرتدي مثلها ما حييت حُبا وقداسةً لحياته العسكرية، ولمعرفتي بقيمتها والثمن الغالي الذي يدفعه كل من يرتديها، من حب للوطن والحفاظ على ترابه الغالي وكل شبر من أرضه.. وبالتأكيد كذلك الجندي عبدالله، فهؤلاء الجنود، هم تاج رؤوسنا ونبراسنا ومن يؤمِّنون حياتنا ويفتدوننا بأرواحهم البريئة الطاهرة.

من قلبي: أتمنى أن يتم تكريم عبدالله محمد عنتر، وكذلك والدته صباح، التي أجهشت بالبكاء في أحد البرامج على الهواء، وهى تتحدث عن ألمها ومرارتها عندما شاهدت وسائل الإعلام تتداول الفيديو ويعلِّقون عليه.. فقد ربَّت السيدة صباح نجلها على الأخلاق والانضباط، وعدم التطاول على أحد مهما ، وقد تجَّلت ثمرة تربيتها في الأزمة التي تعرض لها مؤخرًا.. كما أعتقد أن أقل ما يقدم لهؤلاء الجنود في قطاع المواصلات، هو عدم المساس أو سؤال، كافة من يرتدى زي القوات المسلحة عن تذاكرهم.

من كل قلبي: سيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي، الرئيس الأب الراعي لكل أبناء شعبه، رقيق القلب الحنون والجسور الغضوب عند اللزوم، أعلم أن ما قام به وزير النقل من معاقبة لهؤلاء الخونة، هو ردًا لاعتبار هذا الجندي... ولكن أن تمنح سيادتكم، رئيسي الغالي، عبد الفتاح السيسي، الجندي مجنَّد بطل القوات المسلحة، عبد الله محمد عنتر، نيشانًا أو نوطًا تقديرًا لانضباطه وأخلاقه العالية وتحلِّيه بالصبر احترامًا لبزته العسكرية، أو ما ترونه مناسبًا، فسيكون له الأثر الأكبر في نفس هذا الجندي وأقرانه، وسيرفع من روحه المعنوية، وسيكون بمثابة وسام الحياة على صدره... كما يسعدني إجراء لقاء شخصي مع الجندي مجند عبدالله محمد عنتر، وتقديم هدية له من أسرة الصحافة، تكريمًا وتقديرًا لموقفه العظيم.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط