الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السلام المصري.. والسلام الخليجي!


أصبح مزعجا، أن يكون السؤال الأكثر إلحاحا، لدى البعض، هو، من الدولة القادمة في طابور التطبيع المجانى؟!، الحديث يدور الآن، عن المغرب والسودان، بعد الإمارات والبحرين، وتشاد وكوسوڤو، ولا أستبعد عمان، والمفارقة أن الإسرائيليين لا يركزون على قطرائيل، لأنها حليف قديم طبعا!


فيما هناك تأخر ما في التطبيع السعودي، والاكتفاء بما أسموه الدعم السلبي، من خلال فتح السموات السعودية للطائرات الإسرائيلية والخليجية المطبعة، لكن لا تقنعنى أن الإمارات والبحرين وقريبا عمان، لن يفعلوا ذلك إلا بمباركة سعودية، حتى لو سببها ضغوط أمريكية، لأنها تمارس على الجميع، وواضح جدا أن السعوديين يخططون لأمر ما قادم، ولذلك يرددون عبارة القضية الفلسطينية كثيرا، ويطلبون من الأمريكان ترديدها بعد نقاشاتهم معهم، رغم أن كوشنير وبومبيو وحتى ترامب، لا حديث لهم إلا عن التقدم في إطار التطبيع السعودي، والرياض لا تنفي، فقط تؤكد على الحقوق الفلسطينية.


بينما المفارقة تتجلى بصورة ما في موقف عمان، الذي من الممكن أن يكون لتغير السلطان دور ما فيه، فالسلطان هيثم موقفه أصبح شبيه للموقف السعودي، يتحرك من بعيد، ويتحدث عن الحقوق الفلسطينية، رغم هرولة السلطان قابوس، الذي استقبل نتنياهو قبل وفاته بأيام قليلة.


فيما لايزال هنا بعض الخجل السعودى، من كون الملك سلمان سيضرب بنفسه مبادرة أخيه الملك عبدالله، والتى هى العمود الأخير في الثوابت العربية، والتى جاءت على أساس الأرض والتطبيع مقابل السلام، لا السلام مقابل السلام، فهل تبقي مبادرة عبدالله، أم تنهار أمام مبادرة ترامب ونتنياهو، حتى الآن ٢_٠ لترامب ونتنياهو، والهاتريك ليس بعيدا!


ولا أستبعد أن تكون لإيران ضغوط كبيرة على السعودية لتسرع قرارها بالتطبيع مع إسرائيل، وأنا مُصر على أن الفرس والصهاينة والعثمانيين، كلهم يعملون معا من خلال خطة تقسيم أدوار تقليدية ضد المصالح العربية، لكن البعض لايزال واهما بمظاهر البعبع الإيرانى الكارتونى، وخيال المآتة العميل العثمانلى، خاصة المؤدلچين والممولين والسذج والحنجوريين.


وفي مكان متفرد بحق، تقف مصر، في موقع دقيق بالطبع، فتسير على أوتار الثوابت، بين نيران الهرولة الاضطرارية للبعض، وكأن المفارقة التاريخية تضع مصر كرأس حربة معسكر ممانعة، ليس بالمعنى الاعتيادى التاريخى، لكنى أعنى معسكر الثوابت والمعايير والحقوق، أمام الهرولات التى تعرض الأمن القومى العربي للانهيار.


وتركز القاهرة على تثمين أية محاولة للسلام، لكن تؤكد على صون الحقوق الفلسطينية، وثبات قاعدة الأرض مقابل السلام، لا السلام مقابل السلام والتكنولوجيا!، بل وتواصل مصر جهودها لتسهيل الحياة على الفلسطينيين في الضفة والقطاع، رغم الظروف والإجراءات إلاسرائيلية الصعبة .. وأحدث المحاولات، الوساطة في صفقة لتبادل أسرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لتحقيق تسهيلات أكبر للغزاوية والإفراج عن عدد كبير من الأسرى وتسليم رفات شهداء، مقابل تسليم معلومات عن جنود إسرائيليين.


وليس مستغربا بالمرة أن هناك ما يشبه حملة إسرائيلية وإيرانية وتركية وقطرائيلية لتشويه الجهود المصرية في هذا الإطار، لإفشالها، خاصة أن التمويلات القطرائيلية تتضاعف في القطاع بالتنسيق مع الموساد نفسها، وهذا أمر لم يعد خفيا، بل تكشفه إسرائيل نفسها، من خلال تواصلات رئيس الموساد يوسي كوهين مع القيادات القطرائيلية، حتى إن سفرياته العلنية أصبحت معتادة للدوحة، في هذا الإطار وغيره. 


 وعودة لموجة التطبيع الخليجى، التى تتبعها موجات إفريقية عربية وإسلامية مرتقبة، كانت من مؤشراتها تشاد وكوسوفو، فإن الخطورة في أن البعض يتصور إنه يحمى نفسه بهذا التطبيع المجانى من الخطر الإيرانى ويدعم نفسه بالتكنولوچيا الإسرائيلية، التى لا تستطيع أن تحمى تل أبيب نفسها، حيث دخلت في إغلاق تام بسبب ضربات الكورونا رغم الأعياد اليهودية، بعدما وصلت لأرقام قياسية من الإصابات اليومية، وكل المستشفيات الإسرائيلية تئن من اكتظاظها، ولا تجد حلولا!


والمفارقة أن إحدى الحجج التطبيعية كانت التوصل للقاح إسرائيلى إماراتي مشترك ضد الكورونا!!!!!.. أو هكذا يروجون، كما أقنعتهم تل أبيب وأجبرتهم واشنطن، فهل يعنى ذلك مثلا،  أن الجيش الإسرائيلي سيحارب إيران من أجل البحرين، أو الخليج عموما؟! .. أفلح إن صدق، وأحمق من اقتنع! 


نترقب واحدة من أحلك الفترات المفصلية على التاريخ العربي، وكلنا داعمون للدولة المصرية والثوابت العربية التاريخية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط