"فقر الوطن ولا غناء الغربة، الحنين للأهل من أقسى الشعور الذي يمر به الإنسان عندما يقرر الذهاب خارج حدود دولته للبحث عن لقمة العيش وتوفير حياة آمنة ومستقبل أفضل، رغم ذلك يصدمنا الواقع بعكس ذلك و يؤكد أن الأفضل من الغربة هو البحث و العمل بين أحضان الوطن و الأهل"، هكذا بدأ ممدوح حديثه عن قصة كفاح في الغربة من أجل العمل في مجال زراعة الورد و توفير مستقبل أفضل.
ويقول ممدوح عبد الجليل عليمة ، مقيم في قرية نديبة التابعة لمركز دمنهور بمحافظة البحيرة، "من أجل الورد ينسقي العليق، مثل شعبي بعضنا يردده بشكل دائم والبعض الآخر طبقه في حياته واستطاع أن يتغلب على مشاق الغربة من أجل عشق الورد، و ذهب خارج حدود بلدة أملآ في البحث عن فرصة عمل جديدة في مجال زراعة الورد تاركا أهله و أحبابه و مهنة والده في رعاية الغنم".
ويتابع:" بعد حصولي على دبلوم زراعة منذ ما يقرب من ٢٢ عاما، بحثت على فرصة عمل خارج الدولة مثل باقي الشباب الذي يأمل أن المستقبل خارج حدود دولته، في البداية رفض والدي السفر و طلب العمل معه في مهنة رعاية الغنم ومن حبي لوالدي قمت بالعمل معه مدة لا تزيد عن شهرين ثم أقنعته بالسفر حبا للعمل في مجال آخر ورسم مستقبل أفضل".
ويضيف:" ذهبت إلي دولة ليبيا الشقيقة، بسبب حديث أغلبية الشباب المهاجر انها تتميز بإتاحة العمل و توفير دخل كبير، و لكن بعد السفر و الاستقرار داخل الدولة الليبية كان الواقع عكس ذلك و كان الوضع أكثر سوء من حالي قبل السفر و لكن الفرق ان بعد السفر واجهت الحياة بمفردي بعيد عن أهلي وحسيت بنار الغربة اتمنيت مليون مرة الزمن يرجع تاني وأفضل وسط بلدي وأهلي".
أوضح :" كان أمام خيارين يا الإستلام الغربة وضيق المعيشة يا التحدي والبحث عن العمل، و بدأت بالفعل البحث عن عمل، رغم من توفير فرص كثيرة في مجال المطاعم و مجالات أخري ولكن عشقي في العمل بمجال الزراعة و الورد كان أكبر من الظروف، وبالفعل حصلت على فرصة للعمل في حقل ورد و بدأت في العمل و الإبداع و أثناء العمل قابلت مصريين كتير منهم من فشل و لم يستطيع حتي العودة إلى أهله و منهم من استطاع أن يخلق من الغربة حافز لنجاح و مع مرور الوقت أصبحنا أهل وأقارب لبعض لكي تهون الغربة٥و مشاق العمل ".
واستكمل:" استمريت في تحقيق حلمي و السعي في مجال زراعة الورد حتى استطعت المنافسة في الأسواق و رغم النجاح و زيادة الشغل و توفير المال ، لكن الغربة عن الأهل كان أكبر فقر يواجهني في الغربة، ظل الحال كما هو حتى فوجئ الجميع بقيام الثورة اليبيا و حدوث انقلابات أدت إلى تدهور حال البلد هجرة العديد من المصريين إلى بلادهم".
وأضاف:" الأحداث المفاجأة كانت بمثابة كارثة لدي العديد من الشباب المصريين، كثير منا خسر ملايين من الأموال وقرر العودة إلي وطنه كما اتي، و البعض الآخر قرر أن يبقي في العمل لتعويض خسارته، كنت من الشباب الذي تعرض لخسارة كبيرة وقررت العودة إلى بلده و كأنها رسالة من الله أن استكمل باقي حياتي وسط وطني وأهلي، ورجعت مرة أخرى وبدأت من الصفر لم ايأس أبدا و لم انظر حولي وبدأت في تأجير أرض زراعية و عمل حقل مخصص لزراعة كل أنواع الورد، ثم مع الوقت بدأت في تعليم اقاربي أسرار المهنة التي تعلمتها في الغربة، حقل الورد كبر مع الوقت و أصبح حقل و أثنان وثلاثة ".
أكد أن سر نجاحه ليس فقط اصراره على النجاح ولكن الفضل يرجع إلى رضاء الوالدين وتقديم المساعدة لهم، بالإضافة إلى اجتهاده ليلا ونهارا من أجل استمرار العمل و زيادته، مشيرًا إلى أن بعد ما كان عامل في الغربة أصبح صاحب حقول في وطنه ويعمل معه مئات العاملين وفي رقبته بيوت كتير مفتوحه ومحتاجه مرتبات".
أوضح أن عشقه للورد سر من أسرار نجاحه بعد فضل الله، قائلًا :" تعاملي مع الورد داخل الحقول بمثابة أولادي كل نوع ورد يحتاج مراعاة خاصة به، الورد يحب إللي يهتم و يحس به، زرعت كل أنواع الورد منه الفل و الياسمين و الريحان و منه الزراعات الشتوية و الصيفية، والفواكه وأنواع الورد النادر أيضا".
وقدم رسالة إلى الشباب بالسعي أولا في وطنه لتوفير فرص عمل و عدم اليأس والصبر و مع الوقت سوف يحصل علي ما يتمناه، أفضل من الغربة و البعد عن الأهل و الوطن.
وأوضح أن يمكن زراعة الورود بأكثر من طريقة في المنزل، منها زراعة البذور لمراقبة مراحل نموها من البداية، مشيرًا إلى أن قد يصعب على ربة المنزل المبتدئة في الزراعة تحضير عقل الورد في المنزل لذلك يفضل شرائه من المشتل أو من محلات مستلزمات الزراعة، ولكن يجب أن يتم الشراء من مكان موثوق لضمان أنها ستنبت بشكل جيد، وليست تالفة أو متعفنة.
وأشار إلي أن أهم مرحلة بعد شراء البذور نقعها في محلول ماء الأكسجين،المكون من سبعة ملليلترات من ماء الأكسجين تركيز ثلاثة في المئة لمنع تعفن البذور في التربة، ثم نقع ملعقة صغيرة من البذور في هذا المحلول لمدة ساعة في الأقل، ثم وضع البذور بين طبقتين من المناشف الورقية المبللة بالماء، وحفظها في وعاء في مكان بارد لعدة أسابيع، إضافة المياة من الوقت إلي الآخر حتي تنبت للبدء في زراعتها.
وأضاف أن زراعة الشتلات لها طريقة اخري مختلفة عن السابقة تبدأ بملأ وعاءً صغيرًا بخليط التربة الزراعية الجاهزة، لافتًا إلى أن يمكن تحضير الشتلات في قوالب كرتونية أو في أكواب الشاي الورقية مع عمل ثقوب في القاعدة للتهوية، مؤكدًا أن لا يفضل التربة الطينية لزراعة الشتلات لأنها ليست جيدة الصرف وتسبب تعفن الجذور.
وأوضح أن يجب وضع البذور في التربة مع وضع الجزء المنبت من البذور لأسفل و ثم تغطيتها بقليل من التربة، ثم البدء في ري الشتلات بالماء بشكل منتظم مرة واحدة يوميًا أو كل يومين في الشتاء، ومرتين يوميًا في الصيف، حتي تظل التربة رطبة وليس ممتلئة بالمياه حتى لا تتعفن الجذورمرة واحدة يوميًا أو كل يومين في الشتاء، ومرتين يوميًا في الصيف، مشيرًا إلى أن مع بداية ظهور الأوراق يجب نقل الشتلات في قوالب أكبر ومكان جيد التهوية.