تتبع مسار أول مصاب بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في كل دولة، أمر هام للسيطرة على تفشي المرض، وبعد تتبع هذا المسار في الصين وأوروبا، تم التوصل أخيرا إلى أول حالة أصيبت بفيروس كورونا في بريطانيا.
ووفقا لـ صحيفة مترو البريطانية، يعتقد أن رجلًا بريطانيًا توفي إثر مهاجمة فيروس كورونا رئتيه كأول حالة وفاة بالفيروس في المملكة المتحدة، ولكن الغريب أنه توفي قبل شهرين من الموعد المعلن عنه رسميا لتفشي كورونا في بريطانيا، وتوفي بيتر أتوود (84 عامًا) في المستشفى في 30 يناير الماضي، بعد إصابته بسعال وحمى، وتم تحديد السبب الأول لوفاته على أنه قصور في القلب والتهاب رئوي.
وكشفت الاختبارات التي أجريت بعد وفاته كشفت أن فيروس كورونا المستجد ( كوفيد- 19) كان موجودًا في أنسجة رئته، مما جعله أول حالة وفاة مسجلة في المملكة المتحدة بسبب المرض، وظهرت عليه الأعراض لأول مرة في 15 ديسمبر، قبل أسبوعين من إخبار الصين لمنظمة الصحة العالمية (WHO) بشأن حالات "الالتهاب الرئوي الفيروسي" في ووهان الصينية.
وهاجمت جين باكلاند ابنة الرجل الذي يعمل سكرتير متقاعد من مدينة تشاثام، مقاطعة كينت الصينية، المسؤولين الذين قاموا بالتستر على تفشي المرض في أيامه الأولى حسبما زعمت، خاصة أنها اعتقدت أن والدها - الذي لم يسافر إلى الخارج من قبل - والعديد من الآخرين كان من الممكن أن يظلوا على قيد الحياة إذا تم التعرف على خطر الفيروس في وقت مبكر.
وقالت جين في تصريح صحفي: "من الواضح أن فيروس كورونا كان موجودا لفترة أطول بكثير مما نعرفه، وكان الناس يتحدثون عن تستر لكننا لا نعرف حجمه، وكان من الممكن أن يظل والدي حيا إذا عرفنا خطر هذا الفيروس الخطير في وقت سابق".
وعانت جين، البالغة من العمر 46 عامًا من أعراض الفيروس قبل عيد الميلاد، مثل السعال الجاف، الحمى، الأوجاع، والآلام بالجسد والإسهال، ولكنها لم تتأكد حتى الآن من احتمالية إصابتها بالفيروس أم لا، لأن الاختبارات لم تكن متاحة بعد، لكنها أوضحت أنها تفكر في إجراء اختبار الأجسام المضادة.
ومن المحتمل أنها هي من نقلت الفيروس إلى والدها، في الوقت الذي يم يكن فيروس كورونا معروفا بعد، خاصة أن ابنتها ميجان، صاحبة الـ 18 عامًا، أصيبت أيضا بسعال وحمى في 10 يناير، ونقل الجد إلى المستشفى في 7 يناير بعد زيادة حدة وقوة السعال، وأظهرت تحاليل الدم إصابته بمرض غير معروف، حيث كُتب في شهادة وفاته أن السبب هو قصور القلب والتهاب رئوي.
ولكن نظرا لشكوك الأطباء في إصابته بمرض غريب، احتفظوا ببعض من أنسجة رئته لأنهم اشتبهوا في إصابته بتليف الرئتين الأسبستوس، وهي حالة رئوية ناجمة عن الأسبستوس على الرغم من عدم تعامله مع هذه المادة مطلقا، وأرسل الطبيب الشرعي في كينت بينا باتيل رسالة إلكترونية إلى جين يوم الخميس الماضي قائلًا: "اختبارات ما بعد الوفاة قد وجدت فيروس كورونا في رئتي والدك".
وسجلت سبب وفاة بيتر الآن على أنه عدوى فيروس كورونا المستجد ( كورفيد 19) والالتهاب الرئوي، وحتى الآن، كان يُعتقد أن امرأة في السبعينيات من عمرها عانت من ظروف صحية مزمنة هي أول حالة وفاة في المملكة المتحدة بفيروس كورونا في مارس الماضي.