EN
يعاني أهالى محافظةالوادي الجديد،من ارتفاع درجات الحراره، وكذلكارتفاع اسعار المبردات، ويحرص العديد من البسطاء من أهالي الواحات علي الاحتماء داخل غرف مبنيه من الطوب اللبن والطين والتي تعتبر تكييف للغلابه .
وعرف أهالي الواحات الطوب اللبن منذ القدم، وشُيّدت به الدواوين ومنازل الأعيان، أما عامة الناس فكانت منازلهم عباره عن عشش وأكواخ من الطين.
اقرأ أيضا:
يقول عبد الشافي زيدان متخصص ف صناعة الطوب اللبن، إن حجرة الطوب اللبن تتكونمن جدار سميك عرضه 60 سم وارتفاع 3 أمتار وسقف من سعف الجريد والطين، أما الجدران من الداخل والخارج، فمكسوة بمحارة من الطين المخلوط بالتبن، وهو ما يساعد على انخفاض درجات الحرارة تمامًا فى الصيف، وتعتبر تلك الحجرة بمثابة تكييف الغلابة .
واوضح أنه بالرغم من تطور أساليب البناء، وظهور الطوب الأحمر والأسمنتي، الا ان استخدام الطوب اللبن لم ينقرض بل معظم المنازل الريفية من الطوب اللبن والطين.
واضاف زيدان، أن جميع المنازل في الماضي كانت تبنى بالطوب اللبن ولم يكن أحدا يعرف الطوب الأسمنتي، حيث تخصصت مجموعات من الشباب في صناعة الطوب اللبن يدويًا حتى بات أغلب منازل الواحات معتمدا عليه.
وأوضح ان بعض الشباب متخصص في صناعة الطوب اللبن مشيرا الي أن مسح الطوب ينقسم إلى نوعين: نيئ أو لبن، وطوب محمي ظهر في أواخر الستينات وكان مسحه يتطلب فورمة من الحديد، أما الطوب اللبن فيحتاج قالبا من الخشب.
يقول علي سالم أحد الشباب المتخصص في صناعة الطوب اللبن، إنه امتهن حرفة صناعة الطوب أو مسح الطوب بعد غلاء المعيشة حيث أصبحت صناعة الطوب فرصة للشباب العاطل ومصدر رزق لهم وخاصة في اجازة المدارس حيث ان كل 1000 طوبه بمقابل 400 جنيه .
وأضاف سالم أنّ عملية مسح الطوب تبدأ أولا بتجهيز الرمل والطفل ثم "عجنه" داخل معجنة مخصصة لذلك، وبعد ذلك يتم تجهيز قالب خشبي يستخدم لمسح الطوب ، مشيرا الي ان مرحلة مسح الطوب يليها مرحلة البناء بالطوب اللبن حيث يتم ترصيص القوالب بنظام خاص وربطها ببعضها عن طريق المونة للحصول على كتلة واحدة جميع أجزائها متماسكة بشكل يضمن حسن مقاومتها للأحمال التى تتعرض لها.
يقول ابراهيم خليل باحث في تراث الواحات أن أحياء كاملة في الخارجة القديمة والداخلة بنيت بالطوب اللبن، فضلا عن القرى الإسلامية التي لا تزال شاهدة على تراث هذه الصناعة حتى الآن.
وأوضح خليل أنه بالرغم من ظهور المباني الحديثة واختفاء المباني التي شيدت بالطوب اللبن إلا أنها بدأت في الظهور مرة أخرى، حيث يتنافس أصحاب القرى السياحية على الطوب اللبن لتشييد المنشآت السياحية بالخامات البيئية البسيطة.
وأكد أن البيوت المشيدة بالطوب اللبن لها فوائد صحية كبيرة، فهي لا تدخلها الرطوبة، فضلا عن كونها دافئة في فصل الشتاء ورطبة في فصل الصيف دون أي تكييفات، مشيرًا إلى أن القرى التي شيدها المعماري العالمي حسن فتحي خير دليل على ذلك، حيث تم تشييدها بالطوب اللبن والخامات الصديقة للبيئية.
