تركت ميرنا الآثار وامتهنت تعليم قيادة السيارات للفتيات ، رغم مواجهتها مخاطر الطرق و مضايقات الرجال،التى قد تتعرض لها أثناء تعليم القيادة لفتيات مثلها فى الشوارع و الطرقات بمحافظة قنا.
فلم تتوقف ميرنا عن تحقيق رغبتها وهوايتها فى تعليم القيادة للفتيات الراغبات فى قيادة سياراتهن بأنفسهن، فالهواية وعشق قيادة السيارات بأنواعها المختلفة كان أقوى من كل العقبات التى واجهتها فيما بعد.
طريق ميرنا محمود حلمى صاحبة الـ 24 عامًا لم يكن مزينًا بالورود فى بداية الأمر، فقد كان محفوفًا بالمخاطر والعقبات، ما بين أسرة متخوفة على نجلتها من مخاطر الطرق وحوادث السيارات، و مجتمع صعيدى مازال حتى الآن يستنكر منافسة السيدات و الفتيات، لهم فى قيادة السيارات و كأنها حكرًا عليهم.
ميرنا لم تكن الأولى بمحافظة قنا، التى تغامر و تقرر أن تجعل من هوايتها مهنة منتظمة، لكنها استطاعت خلال 4 أعوام فقط، تعليم المئات من سيدات و فتيات قنا، تعليم قيادة السيارات باحترافية كبيرة، و ذاع صيتها بين الكثير من أقرانها لقدرتها على تعليم القيادة لهن خلال فترة وجيزة.
ترى ميرنا أن القيادة فن و ذكاء وثقة بالنفس قبل أى شىء آخر، فالتعامل بثقة مع السيارة من البداية يعد بمثابة مفتاح النجاح فى القيادة و أسرع الطرق لاحتراف القيادة، كما أن المضايقات والمشاكل التى قد تواجه الفتاة أثناء القيادة تحتاج ذكاء و رد فعل سريع حتى لا تتفاقم المشكلة.
وقالت ميرنا محمود حلمى: تعلمت قيادة السيارات على يد والدى رحمة الله عليه، ومن وقتها و أصبحت محترفة فى القيادة، و بعدها بدأت أتطوع فى تعليم صديقاتى قيادة السيارات كهواية، وتطور الأمر بعد ذلك إلى مهنة لتعليم السيدات والفتيات ، حتى تمكنت من تعليم المئات منهم أسس و مبادىء القيادة الصحيحة، إلى أن تمكن من قيادة السيارات باحترافية وسط الشوارع المزدحمة و على الطرق السريعة.
و تابعت "ميرنا": "بدأت فى تعليم القيادة منذ 4 أعوام وكان نطاق عملى يقتصر على محافظة قنا، لكن بعد فترة وجدت اتصالات وطلبات من فتيات فى محافظتى الأقصر والبحر الأحمر، و بفضل الله استطعت خلال فترات وجيزة تعليمهن القيادة، ومازالت لى أحلام بتعليم القيادة للسيدات فى المحافظات الأخرى، حتى تتمكن كل سيدة من قيادة سيارتها بنفسها.
و استطردت "ميرنا" : "فى البداية واجهت مصاعب عديدة أثناء دخولى مجال تعليم قيادة السيارات للفتيات، خاصة أهلى الذين كانوا يخافون على من مخاطر القيادة، لكن بعد فترة تحول الخوف و القلق إلى تشجيع، خاصة بعد سماعهم عنى من بعض السيدات الذين علمتهم القيادة، و أحظى بتشجيع دائم من شقيقى و شقيقتى بجانب والدتى التى أستمد منها الدعم و القوة.
و أضافت "ميرنا": " الرجال كان لهم النصيب الأكبر من المضايقات أثناء القيادة أو التعليم، فالكثير منهم يتسببون فى حالة إحباط لمن يتعلمن القيادة، نتيجة تعليقاتهم السيئة تجاه السيدات، أو السخرية والتهكم منهم تارة أخرى، و قد تصل فى بعض الأحيان لشتائم ينتج عنها خوف و رعب لدى السيدات أو الفتيات من تعلم القيادة، لكن فى المقابل هناك نماذج ايجابية تقدر و تساعد السيدات حال ارتكابهن خطأ غير مقصود أثناء تعلم القيادة.
و أشارت "ميرنا"، إلى أن قيادة السيدات للسيارات كان فى بداية الأمر رفاهية، وكانت المرأة هى من تلح على زوجها أو أسرتها من أجل تعلم القيادة، لكن الأمر تغير كثيرًا فى الفترة الأخيرة، و أصبح الكثير من الرجال هى من يسعون لتعليم زوجاتهم قيادة السيارات نتيجة انشغالهم لساعات طويلة فى العمل.
و وجهت " ميرنا" نصائح لأى سيدة تقود سيارة، فى مقدمتها الثبات الانفعالى و عدم التوتر، حتى لا تهتز ثقتك فى نفسك، مع تعلم رد الفعل السريع لأى موقف طارىء، فضلًا عن التركيز فى القيادة و التخلى عن التليفون المحمول أثناء القيادة، و قبل القيادة يجب التأكد من سلامة السيارة من أى مشاكل، وفى مقدمتها الكاوتشات و مياه العربية، و الزيوت بأنواعها، والاهتمام بإشارات شاشة السيارة.
اقرأ أيضًا :
إعادة تشغيل قسم الاستقبال والطوارئ بمستشفى قنا العام
خسائر الطقس السيئ.. نشوب حريقين وسقوط ٢٧ شجرة وعمود إنارة في قنا