قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

الكانديدا وفرط نموها والحساسية والمناعة

×

اهتمام عالمى بالكانديدا، لدرجة أن الأبحاث المنشورة عن الكانديدا العام الحالى تعدت العشرة آلاف. الكانديدا فطريات متعددة الأشكال، ولديها القدرة على أن تتحول من شكل لآخر للتعايش مع الظروف البيئية المختلفة مما يزيد من ضراوتها.

الكانديدا تشبه الخميرة، موجودة فى أجسامنا، تتواجد فى الطبقات السطحية للأغشية المخاطية فى بطانة الفم والمريء والأمعاء والقناة التناسلية، مصطلح الكانديدا مشتق من الكلمة اللاتينية كانديداس وتعنى المتوهجة اللامعة البيضاء.

الكانديدا من أكثر الكائنات مكرًا ومقدرةً على التكيف، هناك أكثر من 200 نوع منها، و سلالات مختلفة لكل نوع، وأكثر من 20 نوعا من الكانديدا يمكنها أن تسبب العدوى في البشر.

كانديدا الأوريس اجْتذَبت مؤخرا أهميةً متزايدةً بسبب مقاومتها المتعددة للأدوية المضادة للفطريات، وصعوبة التعرف عليها فى المعامل المعتادة، وانتشارها فى أماكن خارج المستشفيات، وتسببها فى الوفاة.

تختلف كانديدا الأوريس تمامًا عن أقاربها من الكانديدا الأخرى. يحوى جنس كانديدا الأوريس فقط أكثر من 500 نوع، كثير منها يختلف اختلافًا كبيرًا عن بعضها بعضا.

تشكل الكانديدا 40% من الفلورا المعوية وهى الميكروبات التى تعيش داخل الأمعاء فتتطفل على الإنسان السليم ولا تضره، ويمكن العثور على الكانديدا فى الأغشية المخاطية والجلد دون التسبب في العدوى، ولكن يؤدي فرط نموها لظهور أعراض.

عندما يكون هناك الكثير من الكانديدا في الفم، تسبب بقعًا بيضاء واحمرارًا وألمًا في الفم والحلق. الكانديدا أكثر شيوعًا لدى الذين يعانون من ضعف المناعة، وقد يكون مصحوبًا بسوء تغذية، يصاحبه التعب والإرهاق وألم المفاصل.

تسبب الكانديدا أيضًا التهابات الجهاز التناسلي أو المسالك البولية المتكررة . قد تسبب الكانديدا مشاكل في الجهاز الهضمي وأعراضًا مختلفة متعلقة بالأمعاء.

العديد من التهابات الجيوب الأنفية المزمنة تنتج عن فطريات الكانديدا. يمكن أن يؤدي فرط نمو الكانديدا على الجلد إلى حالات مثل القدم الرياضي والقوباء الحلقية والتهابات الأظافر الفطرية.

تشمل العوامل المساعدة لزيادة نمو الكانديدا الإفراط فى استخدام المضادات الحيوية واسعة المدى، فهى تقتل البكتيريا الصديقة النافعة فى الأمعاء، مما يسمح للكانديدا بالنمو والتكاثر السريع، واستخدام أقراص منع الحمل، والحمل، واستخدام الكورتيزون، والأدوية المثبطة للمناعة، وسوء التغذية، ومرض السكر، والملابس الضيقة، وتقدم العمر خاصة فى المسنين، وحديثى الولادة والرضع، وتدخين التبغ سواء السجائر أو الشيشة، وتناول الألبان ومنتجات الألبان كونها غنية بسكر اللاكتوز، وقلة العصارات الهاضمة خاصة إنزيمات البنكرياس، وتراكم السموم فى الكبد وأمراض الكبد، والحروق، والعلاقات الجنسية العنيفة، والأسنان الصناعية.

جفاف الجلد مقارنة مع الأنسجة الأخرى يمنع نمو الكانديدا، ولكن تلف الجلد أو تهتكه بين الثنايا المتداخلة يسمح للكانديدا بالنمو السريع. الكانديدا لها القدرة على التوحش وغزو الأنسجة، وتستطيع أن تمد خيوطها فى بطانة الغشاء المخاطى للأمعاء، متغلبة على الحاجز المعوى المخاطى بين الأمعاء ومجرى الدم، مما يسمح للعديد من المواد الغريبة ومسببات الحساسية والمواد السامة للدخول وتلوث الجسم بالتدريج. ينتج عن انهيار الحواجز بين الأمعاء والدم، وتتسلل بروتينات كبيرة الحجم وبقايا غذائية لم يتم هضمها للدم، وتشاكس الجهاز المناعي مسببة ردود أفعال تحسسية هائلة، تسبب التعب والإرهاق والعديد من المشاكل الصحية الخطيرة الأخرى.

سقوط الحواجز بين الأمعاء والدم قد يسمح للكانديدا نفسها والعديد من البكتيريا بدخول مجرى الدم، وتصبح الطرق مفتوحة للأنسجة، ويستتبع ذلك آثار بعيدة المدى مثل وجع المفاصل وآلام في الصدر، ومشاكل فى الجيوب الأنفية والجلد.

تنتج الكانديدا سمومًا تلوث الأنسجة، وتضعف الجهاز المناعي، والغدد، والكلى، والمثانة والرئتين والكبد والجهاز العصبي. من أجل البقاء، طورت الكانديدا مجموعة متنوعة من الآليات المبتكرة . بعض سموم الكانديدا تسبب التهابات في الجهاز العصبي، وتقلل من إنتاج الموصلات العصبية خاصة السيروتونين، والدوبامين والأستيل كولين.

تسيطر الموصلات العصبية على قدرة الدماغ على التركيز والهدوء، ومعالجة المعلومات بكفاءة، وعندما تقل يعتل المزاج ويظهر التعب، والاكتئاب، والقلق، والسلوكيات العدوانية، والوسواس القهري، ونقص الانتباه، والعديد من الأعراض النفسية، ومشاكل معرفية، والنسيان، والقلق، والاكتئاب، وقلة التركيز، والعدوانية، ونوبات الغضب.

زيادة الكانديدا يزيد من تراكم السموم والشوارد الحرة فى المخ خاصة مع نقص مضادات الأكسدة مثل الجلوتاثايون والسيتايين، مما يعمق مشاكل مرض الأوتيزم. عندما يتم قتل أعداد كبيرة من الكانديدا بسرعة، يحدث رد فعل هيركسهايمر، يتم انطلاق جميع المواد الضارة التى تحتوي عليها، ويتحرر ما لا يقل عن 79 من السموم المختلفة التى تقلل المناعة منها كحول الإيثانول وحمض اليوريك والأسيتالديهيد والهيستامين.

الأسيتالديهيد يمكن أيضا أن يسبب نقص فيتامين أ، وفيتامين ب 1 ويدمر حمض الفوليك مما يفسر ظهور الأعراض النفسية والحد من الذاكرة على المدى القصير. كما يضعف الأسيتالديهيد وظائف المخ ويضر خلاياه وخلايا الغدد الصماء والجهاز المناعي والجهاز التنفسي وخلايا الدم الحمراء ويقلل من قدرتها على حمل الأكسجين على الجسم، ويفاقم الحساسية. ربما يسبب الأسيتالديهيد زيادة الشوارد الحرة، وأكسدة الكوليستيرول وترسب الدهون فى الشرايين محدثا تصلب الشرايين، ويسبب تليف الكبد وتصلب الشرايين داخله وحرمان الكبد نفسه من الدم.

الأوكزالات بلورات حمض الأوكزاليك، تزيد الإجهاد التأكسدى، واستهلاك مضاد الأكسدة القوى الجلوتاثيون، وتقلل المناعة، وتزيد من إطلاق مادة الهيستامين مما يزيد من مشاكل الحساسية، و منع امتصاص الكالسيوم والماغنيسيوم. تنتج الكانديدا كميات كبيرة من بلورات الأوكزالات، وهناك بكتيريا صديقة فى الأمعاء يفترض أن تستهلك أولًا بأول الأوكزالات، وقتل هذه البكتيريا النافعة بالمضادات الحيوية يسبب زيادة الكانديدا، وبالتالى زيادة أملاح حمض الأوكزاليك التى تسبب حصوات الكلى.
الفجل مصدر ممتاز للمواد المضادة للأكسدة يرفع المناعة وهو مضاد طبيعى ضد الالتهابات، وبه مضادات طبيعية للفطريات ومنها الكانديدا. جميع أنواع الفجل من أغنى مصادر مركبات الجلوكوزينولات، وهى مواد كيميائية طبيعية تساهم في الدفاع عن النباتات ضد الآفات والأمراض، وتعتبر مطهرات طبيعية للجسم من السموم. الثوم يقتل 26 نوعًا من الكانديدا، و200 نوع من الفطريات، وللتغلب على رائحته يخلط بالبقدونس أو الشمر.