قال الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس،إمام وخطيب المسجد الحرام،إنهقد شَدَّ جماعة من الناس إلى قبور الأولياء والأضرحة الرِّكَاب يَسْألُونَها رَفْعَ الدّرَجاتِ، ودَفْعَ الكُرُباتِ، وقَضاءَ الحَاجاتِ، وشِفاءَ المَرْضى.
وأوضح «السديس» خلالخطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة،أنهميَزعُمون أنّها تُبَلِّغُهم أَسْمى المَطالِبِ، وأَرْفَعَ المَراتِبِ، وتُحَقِّق لَهُم قضَاءَ المآرِبِ، وبَذْلَ المَوَاهِبِ، والأَمْنَ مِن الْمَعاطِبِ، وكأَنّ اللَّهَ تباركَ وتعالَى قَد أغْلَقَ أبوابَه دُونَ حَاجاتِ خَلْقِه؛ تَعالَى اللَّهُ عَمّا يقولون ويفعلون عُلُوًّا كبيرًا.
وأكدأن الإسلام ابتعدَبأتباعَهعن الأوهام والظُّنون والْخيالات، التِي تعبث بعقولِهم، وتُلَوِّث أفكارَهم، وتَجعلُهم يتصوَّرون الأمورَ على خلاف حقائقها، ونَهى عن كل ما يَخْدِشُ سلامةَ التَّوْحيد للهِ وصِحّةَ العَقيدة؛ من التوسل بالأموات أو الأولياء، أو التمسح بالقُبورِ وأبْنِيَتِها، أو الأَضْرِحةِ وقِبابِها.
وأشار إلى أن التوسل المشروع يكون بالله ولله، فهو وحده المستحق التوسل والرجاء واللجوء إليه دون سواه؛ لكمال علمه وقدرته وغِنَاه، ولا يستحقها أحدٌ غيره، سواء أكان مَلَكًا مُقَرَّبًا أم نبيًّا مُرسلًا أم وليًّا صالحًا، فلا صلاة إلا لله، ولا دعاء إلا لله، ولا ذبح ولا نذر إلا لله، ولا استعانة ولا استعاذة ولا حلف إلا بالله، ولا توكل إلا عليه، ولا رجاء ولا خوف إلا منه، فلا يملك قضاء الحوائج، ورد الغائب، وشفاء المرضى، إلا الله وحده.
وأضاف أن من اعتقد أن أحدًا يستطيع جلب النفع له، أو دفع الضر عنه، أو يملك شفاء مرضه، أو تحقيق حاجته من دون الله؛ فقد أعظم على الله الفِرْيَة وأبعد النُجْعَة، وضَلَّ ضلالًا مبينًا، وكذا من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم، ويتوسل بهم، أو يجعلهم شفعاء بينه وبين الله فقد أشرك بالله.